"نساء أكتوبر".. بطلات صنعنّ التاريخ بحرب العبور
جسدت المرأة المصرية، دورًا لا يمكن غضَّ الطرف عنه في صناعة النصر في حرب أكتوبر، تجلى ذلك في علاج الجرحى، ودورها عندما عملت كجيش خلفي وراء الميدان بمجهوداتها الكبيرة، فضلاً عن دورها في المقاومة الشعبية في مدن القناة، كما أنها ساهمت في بث الحملات الإعلامية للتطوع في التمريض، والتبرع بالدم.
وتحتفل مصر والقوات المسلحة بمرور 46 عامًا على ذكرى نصر السادس من أكتوبر عام 1973، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلي الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة في الوطن. حيث تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مُضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحًا لنصر مبين.
ووضع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الخميس، إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول بمناسبة الذكرى 46 لنصر أكتوبر، كما وضع الرئيس إكليلا من الزهور على قبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ووضع الرئيس السيسي أيضًا إكليلا من الزهور على قبر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كما قرأ الفاتحة ترحما على روحه.
وبدورها تتأهبت مؤسسات الدولة، للاحتفاء بالذكري الـ ٤٦ لنصر أكتوبر العظيم، بعديد من الفعاليات منها تنظيم وزارة الثقافة، 500 فعالية في مختلف المحافظات وندوات ومعارض، كما أرسل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، برقية تهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي، بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر، مؤكدَا في البرقية، أن هذه المناسبة المجيدة ستظل مبعث فخر واعتزاز الشعب المصريّ بقواته المسلحة ورجالها.. الذين قدموا أرواحهم ودماءهم من أجل عزة وكرامة وتراب الوطن؛ إيمانًا ويقينًا بأنهم أصحاب الحق، ليصنعوا أروع ملاحم البطولة والفداء، ويتوجوا كفاح شعب مصر العظيم بإعلاء شموخه وإرادته، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه.
في هذا الصدد، ترصد "الفجر"، دور المرأة المصرية في حرب أكتوبر، خلال السطور التالية.
الحكيمة إصلاح محمد
من ضمن السيدات الحكيمة إصلاح محمد ، من القاهرة والتي كانت ضمن هيئة تمريض مستشفى السويس الأميري، والذين استمروا في العمل مع الأطباء 24 ساعة يوميا أثناء المعارك وما بعدها، تذكر"لم نكن نخشى شيئا ، ورغم وجود حوالي 200 سريرفي المستشفى يخدمها طاقم من 20 طبيبا و 78 ممرضة فقط ، وفي بعض الأحيان كانت إمدادات الدم تقل فكنا نتبرع بدمائنا للجرحى".
فلاحة فايد
كلفها أحد الضباط أن تذهب إلى مكان تمركز آليات العدو الاسرائيلي لتختبئ بين الأشجارالكثيفة في منطقتي فايد وسرابيوم ومراقبتهم عن كثب قبل أن يضع خطته للهجوم عليهم ، فما كان منها إلا أن حملت ابنتها على كتفها زيادة في التمويه على العدو لتستطيع أن تؤدي مهمتها بكفاءة.
صديقات القلم
كما تكونت "لجنة صديقات القلم" لترجمة كل ما يكتب عن القضية المصرية، وإرساله لمختلف الإتحادات والمنظمات النسائية في سائر أنحاء العالم لإعلام المرأة في كل مكان بحقيقة ما يدورفي الشرق الأوسط . فيما أقبلت الفتيات يتعلمن الفنون العسكرية بعد العدوان الثلاثي على مدن القناة 1956 وبلغ عددهن 30 ألف فتاة من طالبات الجامعة والمعاهد العليا والمدارس الثانوية، وخلف هذا الجيش ثقف هيئة الفتوة – هيئة تدريبية للتربية العسكرية – بكل قاداتها من مدرسات ومفتشات وخبراء لتدريب الفتيات في مختلف ميادين الفنون العسكرية، وبالرغم من تتدربهن على إطلاق النار إلا أن طبيعة إعدادهن ليست من أجل الوقوف في الصفوف الأولى مع الرجال، بل كانت في الأساس تأهيل للقيام بأعمال التمريض والإسعاف، وإعداد الطعام والإمدادات والذخائر والأسلحة، إلى جانب تأهيلهن لتعلم كيفية إعداد معسكرات الهجرة وتنظيمها وإخلاء المدن، ووسائل الإنقاذ .
المرأة السويسية
المرأة في السويس تحملت كثيرا أثناء حرب أكتوبر فهي التي دفعت بالابن والزوج علي خطوط الجبهة، وكانت مثابرة ولم تهزل وتنحني من غدر العدو، بل إنها غرست الصبر والمثابرة والتحمل في نفوس أولادها لخلق جيل جديد قادر علي العطاء ومواجهة التحديات.