الرئاسة الروسية: تأكيد كييف موافقتها على "صيغة شتاينماير" أمر إيجابي
أفاد دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، اليوم الجمعة، بأن الكرملين يعتبر تأكيد كييف موافقتها على "صيغة شتاينماير" للتسوية في دونباس أمراً إيجابياً.
وقال بيسكوف، في مؤتمر صحفي، "أولاً، الحديث لا يدور عن موافقة أوكرانيا، بل يتعلق بتأكيد أوكرانيا موافقتها على "صيغة شتاينماير" في وقت سابق، لأن الأوكرانيين وافقوا على "صيغة شتاينماير" قبل عدة سنوات، وقد تم ذلك من قبل الرئيس بوروشينكو، إنما الآن تم تأكيد هذه الموافقة، وهذا تأكيد إيجابي، لذلك هو أمر إيجابي".
يذكر أن "صيغة شتاينماير" هي خطة لتعديل الدستور الأوكراني باقتراح من شتاينماير في 2014-2015، وتحدد آلية إدخال قانون حول النظام الخاص للإدارة المحلية في بعض مناطق مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، على أساس مؤقت في يوم انتخابات وعلى الأساس الدائم، بعد إصدار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تقريرها عن نتائج الانتخابات.
ويذكر أن السلطات الأوكرانية بدأت، في شهر أبريل من العام 2014، عملية عسكرية ضد سكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، اللتين أعلنتا استقلالها من طرف واحد، تعبيرا عن معارضتهما للانقلاب، الذي وقع بأوكرانيا في شهر فبراير من نفس العام، ووفقا لآخر إحصاءات الأمم المتحدة، فقد تجاوز عدد ضحايا النزاع الـ 13 آلف مدني.
هذا وتمهد موافقة السلطات الأوكرانية على "صيغة شتاينماير" الطريق لعقد اجتماع قمة "رباعية النورماندي"، مما يعني اللقاء بين فلاديمير بوتين وفلاديمير زيلينسكي، أيضا.
وإذا تحدثنا عن جوهر الصيغة، فهذا يعني التالي: كييف، في البداية، تقرّ قانونا بشأن الوضع الخاص لدونباس وترتيبات الانتخابات هناك، ثم في يوم الانتخابات، يدخل قانون الوضع الخاص حيز التنفيذ باعتباره مؤقتا، وبعد تأكيد ديمقراطية النتائج من قبل مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، يدخل القانون حيز التنفيذ الكامل.
أي يتم تشكيل سلطة معترف بها من قبل كييف في دونباس، وبعد ذلك، يتم تثبيت الوضع الخاص للإقليم في دستور أوكرانيا، وفي النهاية، يتم نقل السيطرة على حدود الجمهوريتين لوغانسك ودونيتسك مع روسيا إلى حرس الحدود الأوكرانيين.
ولكن حتى لو كانت كييف فعلا، وليس فقط قولا تقبل التفسير الروسي لصيغة شتاينماير، فانتخابات في الصباح، وحدود في المساء لن تغير إلا القليل، لأن قانون الانتخابات لن يرضي دونباس، وإذا ما أرضاها، فكييف لن تعترف بنتائج الانتخابات، وإذا لم تعترف بالنتائج، لن تتسلم الحدود.
حتى الآن، تم اتخاذ خطوة نحو عقد قمة، ولكن ليس نحو إجراء انتخابات في دونباس، ولا سيما عودة دونباس إلى أوكرانيا، فإذن، ما الذي يسعدهم في باريس وبرلين، ولما يعبّرون في الكرملين عن موافقتهم؟
لأن اعتماد "صيغة شتاينماير" يجعل من الممكن تحرير عملية مينسك من كوابحها، وحقيقة أنها سوف تتقدم بسرعة السلحفاة مسألة أهميتها من الدرجة العاشرة، فهدف أوروبا هو إظهار التقدم في التسوية الأوكرانية، أي التحرك نحو حل المشكلة، أي، من أجل نقل الموضوع الأوكراني من البند الأول على جدول أعمال العلاقات الروسية الأوروبية إلى البند الثالث أو الرابع، للبدء في تخفيف أزمة العقوبات، وبشكل عام، جعل العلاقات الأوروبية الروسية أقل خضوعا للمسألة الأوكرانية.