قطر.. مونديال 2022 يعمق أزمة الاقتصاد
كشف جهاز التخطيط والإحصاء القطري، انكماش اقتصاد الدوحة 1.4% مقارنة مع العام الماضي، أبدى اقتصاديون تخوفهم من عجز قطر على تحمل أعباء مونديال 2022.
وحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، فإن الاقتصاد
القطري بعيد عن المستوى المطلوب في مشاريع بناء منشآت بطولة كأس العالم لكرة القدم،
مع وصول الخسائر الاقتصادية إلى نحو 192 مليار دولار.
ويعود ذلك، حسب الوكالة، إلى انكماش الناتج
المحلي الإجمالي باستثناء عمليات النفط والغاز، لأول مرة 1.1 ٪ في الربع الثاني، وفقاً لجهاز التخطيط والإحصاء
القطري.
وأظهرت البيانات انكماش قطاعات البناء،
والتصنيع، وكذلك تجارة الجملة والتجزئة.
يقول الخبير الاقتصادي في شؤوون الشرق الأوسط
زياد داود، إن "قطر ستحتاج إلى إيجاد محركات أخرى للنمو، ومن المرجح أن تتراجع
عن تطوير احتياطاتها من الغاز الطبيعي".
ولفتت بلومبرغ إلى أن مونديال 2022 لا يزال
يضغط على الاقتصاد القطري، خاصةً بعد تقلص أعداد السياح، ورجال الأعمال، بسبب مقاطعة
السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر للدوحة بسبب دعمها للإرهاب، ما أثر سلباً على
اقتصادها.
وأشار التقرير إلى عامل آخر يمكن أن يضاعف
المشكلة القطرية، وهي التركيبة السكانية، بعد تسجيل تباطئ في النمو السكاني، منذ بداية
المقاطعة العربية لقطر، إذ أن الإحصاءات تظهر نمواً سكانياً لا يتجاوز 1.3 ٪ أي ما
يعادل 2.8 مليون ساكن في العام الماضي.
وأشارت تقارير قطرية، إلى أن الاقتصاد الداخلي
في الدوحة يعيش وضعا معقدا بسبب تفشي الفساد وهدر المال العام في المحافل الخارجية
لتلميع صورة القيادة بدل أن يتم استثماره في الداخل القطري.
وقالت التقارير، إن قطر أجلت المشاريع الحيوية
التي ينتظرها المواطن القطري مقابل تخصيص كل الإمكانيات لإنجاح مونديال 2022 لكرة القدم،
في وقت يتهم مسؤولون قطريون وزير المالية شريف العمادي بأنه يدفع بسخاء لمهمات خارجية
(أموال لحركة حماس، وتغطية أنشطة اتحاد علماء المسلمين وغيرهما) فيما يتعمد تعطيل مشاريع
حيوية خاصة بالتعليم والتوظيف.
ويرتبط العمادي بشكل مباشر بالديوان الأميري،
ويسعى للحصول على رضا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والدوائر المحيطة به التي
تركز خططها على الدعاية وضخ الأموال لأجل شراء المواقف الخارجية في مساع يائسة من الدوحة
لتبديد صورة الإرهاب التي لصقت بها، فضلا عن إظهار قدرتها على تنظيم التظاهرات الدولية
الكبرى بدءا من مونديال ألعاب القوى 2019 وصولا إلى مونديال كرة القدم 2022.
وهيمنت المشاريع المرتبطة بكأس العالم
2022 على مختلف الخطط والمشاريع الرئيسية في القطاعات الأساسية مثل الصحة والتعليم
والبنية التحتية، والتي يردد المسؤولون القطريون وعودا بتنفيذها.