احتجاجات عارمة.. العراق ينتفض في مظاهرات ضخمة والشعب يهتف ضد إيران (تقرير)
لا يزال الشعب العراقي يبحث عن حريته وسط هذا الركام من الظلام، الذي أسلبهم حقوقهم وأفقدهم إرادتهم، نتيجة الواقع السئ الذي يتراكم بسبب العمليات السياسية التي تتعاقب على حكم بغداد، منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003، الذي أعقبه احتلال إيراني ناعم لجميع مؤسسات العراق.
انطلاقة البصرة
وكالعادة انطلقت التظاهرات من محافظة البصرة، حيث تظاهر العشرات من أهالي المحافظة اليوم الثلاثاء، في مناطق متفرقة للمطالبة بالخدمات وفرص العمل، فيما شهدت بعض التظاهرات اشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين.
تجديد المطالب
وأوضحت قناة "الإخبارية" العراقية، أنً عدة مناطق من البصرة شهدت خروج المتظاهرين إلى الشوارع لتجديد مطالبهم التي نادوا بها قبل 4 أشهر ولم تتحقق، مشيرة إلى أنّ المتظاهرين قاموا بقطع شارع بغداد قرب جسر التربية، وسط مدينة البصرة، وكذلك حي المدراء وسط المدينة، وقع على إثرها اشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية.
فاقت التوقعات
وفي ذات السياق، ذكرت لجنة تنظيم المظاهرات أنّ الاحتجاجات عمت الكثير من المحافظات العراقية وسط وجنوبي العراق بصورة واسعة فاقت توقعات المتابعين.
وأوضحت اللجنة أن المظاهرات عمّت بغداد والبصرة وميسان والقادسية وذي قار وواسط والمثنى وبابل وكربلاء، إضافة إلى عشرات الأقضية والنواحي وهي أكبر مظاهرة خرجت منذ تظاهرة 25 فبراير/ شباط".
فشل السلطة
وقالت اللجنة إن التظاهرات اندلعت بعد أن فشلت أحزاب السلطة والحكومة من ترهيب خروج المتظاهرين، لا سيما بعد إعلان مشاركين في الحكومة من عدم المشاركة والخروج والتحذير منها.
التشويش على التظاهرات
وأوضح بيان اللجنة أنّ الحكومة بعد أن أدركت أن ركوب موجة الاحتجاجات الآن أصبح مستحيلا، بدأت وأجهزتها المتنوعة بمحاولة ثانية في التشويش على التظاهرات بأساليب متعددة من خلال رفع شعارات ومطالب جانبية وقضايا فردية، يرفع لافتاتها وينادي بها موظفون حكوميون، فيما يسلط إعلام الحكومة والأحزاب الضوء عليها ليقولوا هذه مطالب المتظاهرين بغية حرف مسارها، بحسب وصف اللجنة.
قتلى ومصابين
وشهدت التظاهرات مقتل 3 مواطنين وإصابة 240 آخرين، بينهم 40 من رجال الأمن، فيما دعت المواطنين إلى التهدئة وضبط النفس، معترفة بسقوط قتلى وجرحى وسط صفوف المتظاهرين، معربة عن أسفها لما رافق الاحتجاجات من أعمال عنف.
كما أعلن التلفزيون العراقي عن وفاة متظاهر وإصابة 25 من بينهم 5 من قوات الأمن في المواجهات في محافظة ذي قار، فيما ذكرت مصادر عراقية رسمية أن حصيلة المواجهات بين الأمن والمحتجين، اليوم الأربعاء، قتيلان و82 مصاباً جراء احتجاجات اليوم في بغداد.
الرصاص الحي
وفي ذات السياق أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" في العراق أن قوات الأمن فرقت المتظاهرين بالرصاص الحي في بغداد، كما فرقتهم بالغاز المسيل للدموع بالديوانية ما أدى إلى إصابة 10 أشخاص، وذلك بعد تجدد الاشتباكات بين قوى الأمن والمتظاهرين، فيما انضمت مدن بعقوبة والمثنى والديوانية والنجف.
حرق مبنى ذي قار
وقام المحتجون بحرق مبنى محافظة ذي قار بالكامل التي تحاول سيارات الإطفاء إخماد الحريق به، بينما ملأت سحب الدخان سماء شرق بغداد، كما احتدت المواجهات مع قوى الأمن حيث حلقت مروحيات عراقية فوق العاصمة وقيام السلطات بغلق جسور رئيسية لمنع اتساع الاحتجاجات.
كما تجددت الاشتباكات بين متظاهرين وقوى الأمن قرب ساحة التحرير، وقطع الطريق بين منطقة الشعلة والمطار، بعد تدفق أعداد كبيرة للميادين استجابة لدعوات لمليونية لإسقاط النظام وسط أصوات إطلاق نار في ساحة الطيران وسط بغداد، فيما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز على المتظاهرين، مما أسفر عن عدد من الإصابات وسط المتظاهرين.
إيران في المشهد
ولم تغب إيران عن المشهد، لا سيما بعد أن رفع المحتجون هتافات ضد إيران بشوارع بغداد، فيما أوضح شهود إن قوات الأمن وموالين لإيران قاموا بإطلاق النار على المتظاهرين، وشوهدت سيارات الإسعاف تنقل عدداً من المصابين.
فشل حكومي
من جانبها قالت مفوضية حقوق الإنسان العراقية إن الحكومة فشلت بحماية المتظاهرين من المندسين، مشيرة إلى وقوع ثلاثة قتلى من المدنيين في تظاهرات بغداد وذي قار، مؤكدة اعتقالـ37 من المتظاهرين في البصرة وواسط والنجف.
احتجاجات 2018
وشهد العام الماضي 2018، احتجاجات وتظاهرات ضخمة، أنطلقت كذلك من جنوب العراق في 8 يوليو 2018 في البصرة، للمطالبة بتحسين واقع الخدمات العامة وخصوصاً الماء والكهرباء، وطالب المحتجون بتوفير فرص للعمل ومكافحة البطالة لدى الشباب، ثم أنتشرت موجة الأحتجاجات من مدينة البصرة لتشمل كافة مدن جنوب العراق وصولًا إلى العاصمة بغداد.
واقع مزري
ويعاني العراقيون من واقع مزري، يبرز فيه السياسيين دون اهتمام بواقع الخدمات، حيث يعاني العراقيون من تدهور قطاع الكهرباء، كما تعاني البصرة من مشكلة قلة مياه الشرب، بسبب الجفاف وبناء السدود في تركيا، وتحويل مجرى الأنهار في إيران، مما أدى إلى زيادة ملوحة ماء شط العرب وانعدام المياه الصالحة للشرب.
هذا بالإضافة إلى مشكلة البطالة لدى الشباب، التي تلاحقهم بسبب توقف التعيينات الحكومية منذ عدة أعوام.