مسؤولتان بالحضارة تكشفان حقيقة تابوت وفاترينة عنخ نجم: "ليس من الخشب" (حوار)
يبدو أن السيدات لهن حظ كبير هذه الأيام مع وزارة الآثار ففي الوقت الذي كان وزير الآثار يختار فيه مساعدة له في تنمية الموارد والاستثمار، كانتا أثريتان بمتحف الحضارة تكشفان لـ"الفجر" حقيقة تابوت عنخ نچم المسترد من أمريكا والذي وصل إلى مصر منذ ثلاثة أيام.
وكان لنا هذا الحوار مع المسؤولتين عن التابوت الذي تابع العالم أجمع أخباره وهما سماح سامي مدير قسم النسيج والبردي بمتحف الحضارة المصرية ومسئولة عن التابوت المذهب، وهند طه مدير قسم المجموعات بالمتحف وعضو لجنة تسلم التابوت.
وكان السؤال الأول لهما ماهي المادة المصنوع منها تابوت الكاهن عنخ نچم وهل هي الخشب بالفعل؟
أجابت سماح سامي أنه بعد الفحص اكتشفنا أن التابوت من الكارتوناج وليس من الخشب، والكارتوناج هو تقنية أتقنها المصري القديم، حيث كان يشكل النسيج وعليه طبقة من الجص "الجبس" في الشكل الذي يريده.
ما هي حالة التابوت التي وصل عليها؟
أكدت سامي أن حالة التابوت المذهب للكاهن نچم عنخ ممتازة، حيث تم ترميمه في متحف المتروبوليتان حيث كان معروضًا بعد سرقته منذ عام 1971، وكان جاهزًا للعرض مباشرة.
ما هو نوع الفاترينة المعروض فيها التابوت؟
أجابت سماح أن الفاترينة هي من نفس نوع الفتارين المخصصة للمومياوات الملكية، وهي فاترينة مضادة للانعكاس، وأشارت أن المصورين الصحفيين لاحظوا ذلك حيث لا انعكاسات أثناء التقاط صور التابوت.
ما هو شعوركما حيال عودة التابوت لمصر؟
وعن هذا السؤال قالت هند طه مدير قسم المجموعات بالمتحف وعضو لجنة تسلم التابوت، إن عودة التابوت تؤكد اهتمام وزارة الأثار بكنوزنا وتراثنا، كما تشير إلى دعم الدولة واهتمامها حيث تمكنا من استعادة هذا التابوت الذي يعتبر من القطع الرئيسية النادرة، بتنسيق رائع مع وزارة الخارجية.
ماهو مصير التابوت وهل سيوضع في المخارن أم سيذهب للمتحف الكبير؟
أكدت طه أن التابوت باق في المتحف القومي للحضارة، وأنه سيعرض مباشرة في قاعة العرض المؤقت، حيث سيمثل عامل جذب قوي، فهو قطعة نادرة رئيسية ينتظرها الكثيرون.
لمن التابوت وكم يبلغ عمره؟
أجابت طه أن التابوت يعود لكاهن بطلمي يدعى نجم عنخ، وعمره يرجع لـ 150 عام قبل الميلاد، أي أنه منذ ما يزيد عن 2100 عام، ولا زال برونقه وحالته الرائعة.
كيف تم خروج هذا التابوت من مصر وكيف استعدناه؟
أشار إلى أن التابوت خرج من مصر عن طريق وثيقة مزورة عام 1971، والحكومة المصرية تتابعه، وتم استرجاع التابوت بعد مفاوضات استمر مالا يقل عن عامين كاملين.
جاء ذلك بعد المؤتمر الصحفي الذي دعت له وزارة الأثار صباح اليوم وشهده الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، و شعبان عبد الجواد المشرف العام على إدارة الآثار المستردة، لعرض تابوت الكاهن نجم عنخ المسترد من أمريكا للمرة الأولى في المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
واسترداد هذا التابوت يأتي في إطار جهود الدولة المصرية لاستعادة الآثار المصرية المهربة بالخارج وما توليه الدولة المصرية ومؤسساتها من اهتمام بالغ للحفاظ على تراثها وتاريخها الحضاري، والدور الذي لعبته وزارتي الآثار والخارجية المصرية ومكتب النائب العام المصري في مجال استعادة الآثار المصرية المهربة، وفي إطار التعاون الثنائي بين مصر و الولايات المتحدة الأمريكية ومذكرة التفاهم المبرمة بين البلدين بشأن حماية الآثار المصرية من التهريب.