منتدى الإرهاب والتدخلات الإقليمية يدين الاعتداء الإرهابي على "أرامكو"
أدان المشاركون بمنتدى الإرهاب والتدخلات الإقليمية وآثارها على الأمن العربي والإفريقي، الاعتداءات الإرهابية على المنشآت النفطية بالمملكة، مؤكدين أنها بادرة خطيرة لا تؤثر على المملكة فحسب، ولكن على جميع الوطن العربي، وتدخُّل خطير بالشؤون الداخلية للدول، ولا بد من الوقوف ضده ومواجهته بحزم وقوة.
وشدّد المنتدى -في ختام أعماله التي انطلقت بالقاهرة في وقت سابق اليوم، بمشاركة عدد مسؤولين ومتخصصين عرب وأفارقة من 16 دولة عربية وإفريقية- على أهمية إنشاء مركز دولي للدراسات لمواجهة الأزمات، خاصة على المستويين العربي والإفريقي، وأشار المشاركون بالمنتدى إلى أن تركيا أصبحت أكثر وضوحًا بمحاولتها للتدخل في الشأن العربي، بعد فشلها في استخدام الإسلام السياسي والربيع العربي لفرض نفوذها، وهو ما يجب الوقوف أمامه والرد عليه.
وأوصى المنتدى، بحسم التدخلات الإقليمية لبعض الدول في الشأن العربي والإفريقي، وتعزيز قدرات المؤسسات الأمنية على مكافحة الإرهاب، والتخطيط لسياسات المكافحة بوضع آليات للتدخلات الإقليمية لبعض الدول المحيطة والمجاورة لمناطق النزاعات في الوطن العربي والدول الإفريقية التي تخدم مصالح هذه الدول المغرضة، لزعزعة استقرار الدول وبثّ عدم الثقة في المؤسسات الحكومية التي هي أساس قوى الدولة، وذلك بالتعاون الأمني والمعلوماتي واللوجستي والإعلامي والسياسي.
ودعا المنتدى إلى تشكيل لجنة للتصدي لهذه التدخلات بقيادة جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، على أن يكون رفع توصيات المنتدى إلى الجهات المعنية والمتخصصة للدول العربية والإفريقية بالقنوات الشرعية، لاتخاذ الخطوات التنفيذية لمواجهة هذه التدخلات، وكذلك حسم العلاقة الجدلية بين مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان، اعتدادًا بأن مكافحة الإرهاب تثير إشكاليات عديدة تتعلق بالموازنة بين تحقيق الأمن، وبين حماية الحقوق والحريات السياسية، خاصة خلال المراحل الانتقالية التي تلت سقوط النظم القديمة في دول عربية، وتصاعدت فيها المطالب الخاصة بمزيد من الحريات السياسية.
كما حثّ المنتدى على تأسيس شراكة مع المجتمع المدني خاصة الشباب والمرأة، والتي تعدّ شريكًا مهمًّا في عملية مكافحة الإرهاب، لرفع وعي الشباب بخطورة الإرهاب، وتعزيز دوره في توعية أقرانه، بالإضافة إلى دعوة الحكومات والنخب العربية والإفريقية لوضع آليات تنفيذية لتوصيات المنتدى.
كشف رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر، أن الشركة نجحت في "منع حدوث اضطرابات بأسواق الطاقة والاقتصاد العالمي، بإخماد أكثر من 10 حريـقا كبيرا في منطقة مملوءة بالمواد الهيدروكربونية شديدة الاشتعال، في الهجمات التخريبية بخريص وبقيق، في أقل من 7 ساعات، ودون تسجيل أي إصابات ضمن موظفيها والمناطق السكنية المحيطة بها، بسبب سرعة واحترافية استجابة الموظفين لهذا الحادث".
وأكد الناصر خلال استضافة الشركة أمس الأول وفدًا يتكون من 26 من رؤساء تحرير الصحف وكبار قادة الرأي في المملكة، أن أرامكو تمكّنت من ضمان عدم تأخير أو إلغاء تسليم أيّ شحنة إلى عملائها بسبب تلك الهجمات. وقال "استعدنا إنتاجنا بالمستوى نفسه الذي كنّا عليه قبل الحادث، وستواصل الشركة الوفاء بمهمتها المتمثلة في توفير الطاقة التي يحتاجها الوطن والعالم"، مبيناً أن الشركة تواصل في الوقت نفسه جهودها وجاهزيتها لطرح نسبة من أسهمها للاكتتاب.
وتحدث رئيس أرامكو عن أهم التطورات التي أنجزتها الشركة في 2019، وتميزها المالي والتشغيلي للحفاظ على موثوقيتها كأفضل مورّد للطاقة في العالم.
وفيما يخص أعمال التكرير والكيميائيات، أكد أن الشركة تطمح لمضاعفتها خلال السنوات الـ10 القادمة لتكون بحجم يوازي قطاع التنقيب والإنتاج، من أجل تحقيق توازن أفضل مع طاقتها الإنتاجية من النفط، حيث تعد منطقة آسيا مركزية في تحقيق استراتيجية الشركة لتوسيع طاقتها التكريرية العالمية، لافتا إلى أن أرامكو تتابع فرصًا للشراكة والاستثمار في العديد من الدول الآسيوية مثل: الهند وماليزيا والصين وكوريا وإندونيسيا.
وبالنسبة لقطاع الكيميائيات قال رئيس أرامكو: هذا القطاع ينمو بوتيرة أسرع من معدل نمو الاقتصاد العالمي أو من قطاع الوقود، وقد أنجزت أرامكو بداية 2019 صفقة أرلانكسيو، وتعمل حاليًا على إقفال صفقة سابك الأضخم في هذا المجال خلال العام الجاري، كما تعمل أرامكو السعودية على زيادة طاقتها الكيميائية العالمية وبخاصة عبر تقنيات التحويل المباشر للنفط الخام إلى كيميائيات.