لمعايرتها بإنجاب أنثى.. ننشر دوافع قتل سيدة لرضيعتها بإغراقها في ترعة بالأقصر

محافظات

المتهمة
المتهمة


قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة"، كما أن المرأة لها دور هام في المجتمعات المتقدمة تنادي به الحكومات لتمكينها، على عكس بعض المعتقدات المتخلفة التي ترى أن الأنثى "تجلب العار"، فتجد الحزن يسيطر على الأسرة التي ترزق بخلفة الإناث خوفًا من المعايرة، وخاصة في قرى الصعيد.

ورغم دخولنا الألفية الثالثة التي واكبت تطورًا كبيرًا في العديد من المجالات والقضاء على العديد من العادات القديمة المتخلفة، شهدت الأقصر، جريمة بشعة تشبه "وأد البنات" في الجاهلية، ولكن هذه المرة ارتكبتها سيدة بمحافظة الأقصر، على عكس ما كان يفعله الرجال في العصر الجاهلي.

"الكذب ملوش رجلين"

وتعود تفاصيل الواقعة، إلى قيام "رغدة. م. م" 26 عامًا، متزوجة وحاصلة على معهد تمريض، بقيامها بتقديم بلاغًا بمركز شرطة القرنة غرب الأقصر، السبت الماضي، متهمة زوجها باختطاف رضيعتها التي تبلغ من العمر 40 يومًا، عن طريق تأجير شخصين مجهولين، رواية تفاصيل روايتها التي ألفتها كذبًا انتقامًا من الزوج، إلى أن حديثها لم يكن مقنعًا لرجال المباحث، خاصة بعد تفريغ الكاميرات بالمنطقة التي ذكرت فيها أحداث واقعة الخطف وكذبت ادعائها".

وبتضييق الخناق على مقدمة البلاغ وانهيارها، اعترفت بتلفيق التهمة لزوجها، انتقامًا منه لطردها من منزل الزوجية اعتقادًا منه في عدم قدرتها على انجاب أطفال ذكور.

"دوافع الجريمة"

وتزوجت "رغدة" ابنة قرية المريس التابعة لدائرة مركز شرطة القرنة، منذ ثلاث سنوات من عامل بمركز أرمنت، ورزقت بمولودة أنثى إلى أن ذلك جاء عكس رغبة الزوج في إنجاب طفل ذكر، كعادة أهل الصعيد، مما جعل هناك خلافات بينهما، بالإضافة إلى معايرتها من آخرين بإنجاب الأنثى، إلا أن حملت مرة أخرى، واصطحبها الزوج إلى عدة أطباء للاطمئنان على ما تحمله داخل رحمها، ترقبًا لوصول ولي العهد الذكر الذي يحمل اسمه، ولكن كانت صدمته بأن حملها هذه المرة أيضًا أنثى، وعادت الخلافات مرة أخرى حتى وصلت إلى طردها من مسكن الزوجية، بالإضافة إلى رفضه الانفاق عليها، وذلك بحسب اعترافاتها.

وظلت السيدة في منزل أسرتها بقرية المريس طوال فترة الحمل، حتى أنجبت مولودتها، ووسط محاولات العديد في مصالحة زوجها بها واقناعه بعودتها إلى المنزل، ورفضه ذلك الأمر تمامًا اعتقادًا منه في أنها سبب ولادة الاناث منها، حاصرتها نار الانتقام، التي جعلتها تتجرد من مشاعرها الانسانية لتقضي بيدها على أعز ما لديها، وخططت للتخلص من الطفلة وإلصاق التهمة بالزوج.

"الحماية المدنية تعثر على جثمان الطفلة"

وباعتراف الجانية بالجريمة، والارشاد عن موقع غرق رضيعتها قبالة قرية المريس بترعة سواحل أرمنت، قامت إدارة الحماية المدنية بانتشال الطفلة من المياه، أمس الأحد، وتحويلها إلى مستشفى القرنة المركزي، حيث أفاد تقرير المستشفى بوفاتها نتيجة تعرضها لاسفكسيا الغرق، وتم التحفظ عليها بالمشرحة لحين صدور قرار النيابة العامة بانتداب الطب الشرعي لتشريحها، ومن ثم تسليمها لأهليتها لدفنها.

وقررت النيابة العامة حبس المتهة 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما أعلنت لجنة حماية الطفل بمحافظة الأقصر، عن أنه جارٍ متابعة المحضر واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الجانية.