ميلان.. بين ماض مبهر وحاضر مؤسف

تعرض إيه سي ميلان لهزيمة قاسية علي ملعبه ووسط جمهوره أمام فريق فيورنتينا بنتيجة 3 – 1 في المباراة التي جمعتهما أمس الأحد، ضمن منافسات الجولة السادسة من عمر مسابقة الدوري الإيطالي، ليفقد الروسونيري 3 نقاط جديدة في سباق "الكالتشيو"، ويحتل المركز السادس عشر في ترتيب البطولة يبعده عن مؤخرة الجدول 4 مراكز فقط.

افتتح ميلان مشواره في الدوري الإيطالي هذا الموسم بالخسارة أمام فريق أودينيزي بهدف دون مقابل، ثم حقق انتصارين متتاليين علي حساب بريشيا وهيلاس فيرونا بنتيجة واحدة 1-0، ثم تلقي 3 هزائم متتالية أمام إنتر ميلان بهدفين دون مقابل، وتورينو بنتيجة 2 – 1، وأخيرًا هزيمته أمام فيورنتينا 3 – 1 لتزداد أوجاع عشاق وجمهور الروسونيري والتي أيقنت بشكل كبير أنها علي أعتاب موسم كارثي للفريق الذي تربع علي عرش الكرة العالمية سنوات طويلة.

يُعتبر إيه سي ميلان من أنجح الأندية في العالم حيث بقي النادي الأكثر تتويجًا في العالم بالبطولات سنوات طويلة برصيد 18 لقبًا قبل أن يتحطم هذا الرقم القياسي، وحقق الروسونيري لقب دوري أبطال أوروبا 7 مرات، خلف ريال مدريد الأكثر تتويجًا بلقب البطولة بـ 13 لقبًا، كما فاز بلقب كأس العالم للأندية، أو كما كان يُسمّى قديمًا "كأس الإنتركونتيننتال" 4 مرات، وحصد كأس السوبر الأوروبي 5 مرات، بينما فاز مرتين بلقب كأس الكؤوس الأوروبية، أما من ناحية التصنيف الأوربي فيحتل المرتبة الثالثة عشر على مستوى الفرق الأوروبية، وفقاً لتصنيف الاتحاد الأوروبي.

 

حقق ميلان ايضًا خلال تاريخه الطويل العديد من البطولات المحلية، حيث توج بلقب الدوري الإيطالي 18 مرة، والوصيف 15، كما حصد لقب بطولة كأس إيطاليا 5 مرات، والسوبر الإيطالي 7 مرات، والدوري الإيطالي الدرجة الثانية مرتين، وبخلاف بطولاته الأوروبية والعالمية والتي سبق وذكرناها، حصد الروسونيري ما يقرب من 17 بطولة غير رسمية.

دافع عن ألوان قميص ميلان العديد من النجوم الذين حققوا معه تاريخ حافل بالإنجازات والبطولات أبرزهم، فيليبو انزاجي، اندريا بيرلو، جينارو جاتوزو، اليساندرو نيستا، جيلاردينو، باولو روسي، روبيرتو باجيو، باولو مالديني، فابيو كابيلو، كارلو أنشيلوتي، ألدو مالديرا، رونالدينهو، رونالدو، ديدا، هيرنان كريسبو، سيدورف، رود خوليت، ريكارد، فان باستن، شيفشينكو، روبينيو، بيكهام، بيرهوف، ابراهيموفيتش، وغيرهم الكثيرون.

بالنظر للحال الذي وصل إليه ميلان في الوقت الحاضر، ومقارنتها بالتاريخ العظيم للنادي الإيطالي، بالتأكيد سوف تتحسر علي أوضاعه الحالية، الفريق الذي توج بلقب الدوري الإيطالي 18 مرة، لم يتوج باللقب المحلي منذ 2010 / 2011، بينما لم يحصد كأس إيطاليا منذ موسم 2002 / 2003، وكان كأس السوبر الإيطالي عام 2016 آخر لقب دخل خزينة بطولات النادي.

أما على المستوي الأوروبي، لم ينجح ميلان "وصيف" أكثر الأندية تتويجًا بلقب دوري أبطال أوروبا في حصد لقب البطولة منذ موسم 2006 / 2007 حتي أنه لم يستطيع المشاركة بالبطولة هذا الموسم، بينما لم يحصد لقب بطولة السوبر الأوروبي منذ 2007 ايضا، وكان هذا العام أيضًا شاهدًا على آخر لقب حققه ببطولة كأس العالم للأندية.

يا ترى هل ذهب ميلان "مُرعب" أوروبا وملك الألقاب والبطولات حقًا؟ هل دخل الروسونيري في النفق المظلم وغابت شمس بطولاته نهائيًا وبات ما حققه من تاريخ عظيم في "طي النسيان"؟ أما أن ما يتعرض له مجرد إنتكاسة لبطل عظيم وسوف يأتي يومًا يعود لفرض هيمنته على القارة العجوز من جديد؟

\