رئيس وزراء السودان يخطف الأضواء في نيويورك ويسيطر على الأسافير
قال رئيس الوزراء السوداني د. عبد الله حمدوك إن ثورة الشعب السوداني أعادت بناء وترميم قيم التعايش الإنساني والتمازج الاجتماعي، وأغلقت ثلاثة عقود مقيتة من القمع والقهر والتمييز والاحتراب بين بناته وأبنائه وكتبت فصلاً مجيداً في كتاب التاريخ حروفه الأرواح ومداده التضحيات والمهج.
في أول حضور لمسؤول سوداني منذ 9 سنوات، وقف رئيس الوزراء على منصة المنظمة الدولية ماداً يده إلى المجتمع الدولي في مبادرة صلح تعيد السودان إلى ممارسة دوره الطبيعي.و أعرب حمدوك عن أمله بالتوصل قريباً إلى اتفاق لرفع اسم بلاده عن قائمة الإرهاب، الأمر الذي همش وجوده سنوات طويلة وحرمه من فرص كثيرة لتحقيق أي نهوض اقتصادي.
ووفقاً لصحيفة "التيار نت" السودانية أضاف حمدوك :”أقف أمامكم هنا اليوم ممثلاً لإرادة الشعب السوداني واسمحوا لي أن أقول لكم لم يكن الشعب السوداني راعياً للإرهاب أو داعماً له في يومٍ من الأيام وإنما كان الراعي هو النظام الذي ثار عليه شعبنا”
وحبس السوانيون أنفساهم في انتظار الخطاب لساعات طوال والذي بث عند الثانية وربع صباحاً لكن ذلك لم يثنهم من حضوره وبث مفردات جاذبه منه أجبرت الحضور على التصفيق .ولأول مرة سمعت الزغاريد في القاعة الرئيسية للجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتزامن مع كلمة رئيس الوزراء .وفور التنويه بكلمة حمدوك قام أعضاء الوفد السوداني بالتصفيق الحار وانطلقت الزغاريد والتهليلات، وفي الخارج أيضًا اصطف عدد من أبناء الجالية السودانية لتحية وفد بلادهم بالزغاريد.
وأوضح في خطابه فجر أمس السبت، أمام اجتماعات الدورة (74) للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، إنه منذ ديسمبر الماضي ظلت بنات وأبناء الشعب السوداني يواجهون بشجاعة منقطعة النظير وبصدور عارية أحد أعتى أنظمة البطش والإرهاب في تاريخ العالم عُزلاً من أي سلاح إلا تمسكهم بسلمية ثورتهم ووحدتهم وعزيمتهم على العبور إلى ضفة المستقبل.
وأضاف :” إذا كانت الثورة الفرنسية الكبرى قد وضعت شعارها حرية إخاء مساواة هدفاً لتحرر الشعوب منذ القرن الثامن عشر فإن ثورة الشعب السوداني في القرن الواحد والعشرين أتت وأطلقت شعارها حرية سلام وعدالة وكأنها تجدد مبادئ تلك الثورة العظيمة ولتحرر الشعب السوداني من قيود القمع وامتهان الكرامة ليبني وطنه وليسهم مع شعوب العالم في بناء عالم سعيد يسعنا جميعاً ويليق بالجنس البشري وضميره الإنساني في كل مكان”.
وقال حمدوك إن الدعم المباشر من المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي ودول الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج) بجانب الأشقاء في إثيوبيا ومصر وجنوب السودان وتشاد والمملكة العربية السعودية والإمارات ساهم في جعل انتصار ثورة الشعب السوداني ممكناً.