عقب افتتاح خط وقود بديل جديد من القمامة بالإسكندرية.. ما عوائده الإقتصادية على الدولة؟
تشهد محافظة الإسكندرية خطوات جديدة للتوسع في ملف تدوير القمامة وإنتاج منه الوقود البديل أو ما يسمى"RDF"، وهو بديل للمازوت والغاز الطبيعي الذي تعتمد عليه شركات الأسمنت، وذلك من خلال افتتاح المحافظة خط انتاج جديد داخل مصنع الزياتين في منطقة المنتزه، الذي تديره شركة نهضة مصر للخدمات البيئية.
خط جديد
وعلق الدكتور طارق سلامة رئيس وحدة المعالجة في شركة نهضة مصر أن هذا الخط هو إنتاج مصري- كوري مشترك، هو ينتج 200 طن وقود بديل، وأن هذا لا يقل عن 4 ألاف كيلو سعر حراري، وأن كل اثنين طن من الوقود البديل يعادل 1 طن وقود المازوت، وأنه يتم توفير يوميًا من الدولة 100 طن من المازوت أو 120 متر مكعب غاز طبيعي، وهذا 24 ألف متر غاز طبيعي يتم توفيره من على عاتق الدولة.
وأشار ل"الفجر" إلى أن تلك الأطنان كان قديمًا يتم دفنها داخل مدفن الحمام للقمامة، وتتحمل الدولة مصروفات جمع ونقل، لكن حاليًا يخرج منه مصدر جديد للطاقة، ويحل أزمة القمامة ويخفف من ميزانية الدولة لدعم الطاقة، كما أنه أصبح يفتح مجال جديد لاستثمار، في مقابل دفع الدولة ما يسمى قيمة تخلص، وهو ربع المبلغ الذي كانت تدفعه في نقل القمامة.
وتحدث أن كمية القمامة الموجود في الدولة هي 25 مليون طن، وأنه إذا نجحت الشركات في تدوير 20% من المخلفات، فأنها تقدر على انتاج 5 مليون طن وقود بديل، ما يعادل 2 مليون ونصف مازوت الذي يتم شرائه بالعملة الصعبة، خاصة أنها طاقة متجددة، لتواجد مخلفات يومية من المواطنين.
وأضاف رئيس وحدة المعالجة بالشركة أن قيمة إنتاج هذا الخط الجديد داخل مصنع المنتزه هو 23 مليون جنيه، وأنه يقوم بتوفير 52 فرصة عمل مفتوحة لانضمام.
توسعات جديدة
المهندس إسامة الخولي نائب رئيس مجلس إدارة شركة نهضة مصر للخدمات البيئية المسؤولة عن ملف جمع وتدوير القمامة في المحافظة تحدث ل"الفجر" أن هناك ثلاثة مصانع للقمامة داخل المحافظة، أبيس 1، أبيس 2، الزياتين، الذي يقومون بإنتاج الوقود البديل، وأن رؤية المحافظة بالتعاون مع شركة نهضة مصر هو رفع كفاءة المصانع لتصل الطاقة الاستيعابية إلى 1800 طن في اليوم، وأن الطاقة الحالية هي 4ألاف طن يوميًا، وذلك بإنشاء مصانع جديدة لانتاج الوقود البديل بطاقة 3ألاف طن يوميًا، ودفن 500 طن يوميًا غير قابل للتدوير.
الاستخدامات
وأوضح أن مميزات الوقود البديل هو توفير مساحات هائلة من مدافن المخلفات تصل إلى 80%، وهو قود محلي لا يتم استيراده جيد من الناحية الإقتصادية للدولة، يعد وقود غير حفري فهو قليل في انبعاث ثاني أكسيد الكربون ونظيف وقياسي، متوافر بكميات كبيرة جدًا ومتاحة في كل مكان، هو أرخض مصدر طاقة متاح.
وأضاف أن الوقود البديل يستخدم في أفران الأسمنت، محطات الطاقة التي تعمل بالوقود الصلب، محطات الطاقة التي تعمل بمسحوق الفحم، صناعة الجير، عمليات تحويل الغاز، الأفران الكبيرة مثل أفران الحديد والسيراميك، كاشفًا أنه حتى نهاية يونيو 2019 قد تم توريد 400ألف طن من الوقود إلى مصانع أسمنت العامرية، أسمنت الإسكندرية، أسمنت أسيوط، أسمنت لافارج.
الاستفادة
وشرح"الخولي"أن استفادة الدولة من تدوير القمامة إلى وقود بديل إقتصاديًا بإنتاج 400 ألف طن هو ما يعادل 130ألف طن مازوت تعادل 455مليون جنيه من دعم الطاقة، أو 48مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي أو 260ألف طن من الفحم.
المستقبل
وتحدث أن الشركة بالتعاون مع محافظة الإسكندرية لها رؤية مستقبلية بالتوسع إلى 7 مصانع بدلًا من ثلاثة مصانع فقط حتى يتم جمع 4ألاف و800 طن يوميًا بحيث يتم جمع مصنع واحد للقطاع الشرقي بسعة 750طن يوميًا، قطاع وسط بمنطقة أبيس 750طن يوميًا، 2مصانع للقطاع الغربي في منطقتي أم زغيو والعامرية ألف و500طن.
وقال إن الوضع الحالي بإن 65% من القمامة يتم دفنها داخل المدفن الصحي في مقابل تدويرها، وإن الخطة المستقبلية يتم وضع 20% في القمامة في المدفن الصحي.
وفي سياق افتتاح خط انتاج الوقود البديل، وضعت محافظة الإسكندرية أمس السبت حجر أساس توسعة مصنع أبيس 2 من سعة 400 طن إلى 750 طن يوميًا، لزيادة الطاقة الاستيعابية للمصنع من مخلفات القمامة، بحضور اللواء محمود الشعراوي وزير التنمية المحلية والقيادات التنفيذية.