واشنطن بوست تكشف اعتراف ترامب بالتدخل في انتخابات بلدان آخرى
كشفت صحيفة واشنطن بوست، عن اعتراف للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول التدخل الأمريكي في انتخابات بلدان آخرى.
وقالت واشنطن بوست نقلًا على لسان ثلاثة مسؤولين أمريكيين سابقين، اليوم السبت: الرئيس دونالد ترامب أبلغ وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف وسفيرها في واشنطن سيرجي كيسلياك، أنه غير مهتم بمسألة تدخل موسكو في انتخابات 2016؛ نظراً إلى أن الولايات المتحدة تقوم بالأمر ذاته في بلدان أخرى ” .
ولفتت إلى أن ” ترامب ” أدلى بهذا التعليق الذي لم يكشف من قبل، خلال الاجتماع في مايو 2017 في المكتب البيضاوي، الذي أوردت تقارير أنه كشف خلاله عن معلومات بالغة السرية تتعلّق بتنظيم ” داعش ” الإرهابي.
وعُقد الاجتماع غداة إقالة ترامب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي آنذاك جيمس كومي؛ إذ قال الرئيس للمسؤولين الروس: إن إقالة كومي أزاحت عنه ضغوطًا شديدةً.
وأثارت تعليقاته قلق المسؤولين في البيت الأبيض، الذين شددوا القيود على مذكرة تتحدث عن مجريات الاجتماع ليقتصر حق الاطلاع عليها على الشخصيات التي تملك صلاحيات أمنية رفيعة المستوى فقط.
شن الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب الذي بات مهددا بسبب آلية العزل، هجوما مضادا شرسا على منتقديه في الحزب
الديمقراطي، معولا على حلفائه في الحزب الجمهوري ووسائل الإعلام المؤيدة له، إلى جانب
حسابه في موقع تويتر، على أمل نقل مركز الاهتمام منه إلى خصمه جو بايدن.
وقال ترامب صراحة
في جلسة خاصة تختزل وضع الرئيس البالغ من العمر 73 عاما والذي يستعد لخوض أشرس معاركه
حتى الآن "إننا في حرب".
وبسبب آلية لم
يسبق للكونغرس أن استخدمها في تاريخ الولايات المتحدة سوى ضد اثنين من أسلافه، يواجه
ترامب وسط حملته للفوز بولاية رئاسية ثانية، خطر عزله. وحتى وإن كانت احتمالات عزله
ضئيلة في ظل الغالبية الجمهورية بمجلس الشيوخ، لكن الخطر يبقى جسيما إلى حد يتطلب منه
تعبئة مؤيديه.
وحض ترامب الجمهوريين
في تغريدة محاها لاحقا إلى "البقاء موحدين" وإلى "القتال" لأن
"مستقبل بلادنا على المحك".
وبسبب المكالمة
الهاتفية المثيرة للجدل التي أجراها ترامب مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي خلال
الصيف، يواجه الملياردير النيويوركي أزمة حقيقية. ودعا ترامب نظيره الأوكراني خلال
المحادثة للتحقيق حول جون بايدن، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن نائب الرئيس السابق
هو المرشح الديمقراطي الأوفر حظا لهزم الرئيس في انتخابات 2020.
ويعتبر الديمقراطيون
أن هذا الاتصال يمثل "سوء استخدام للسلطة" على قدر من الخطورة يبرر اللجوء
إلى آلية العزل التي لا تستخدم إلا في حالات نادرة جدا. في المقابل، رد ترامب ببناء
دفاع يقوم على ثلاثة محاور، تأكيد براءته، وطرح نفسه في موقع الضحية، وتوجيه التهمة
إلى جو بايدن.
شبح التدخل الروسي
في 2016!
ويردد ترامب منذ
أسبوع أن اتصاله بزيلينسكي كان "خاليا من أي شوائب" و"قانونيا تماما"
و"عاديا". وأرسل البيت الأبيض بالخطأ إلى ديمقراطيين الأربعاء "عناصر
تواصل" تم تحضيرها لمساعدة الجمهوريين في الكونغرس في حملة الدفاع عن الرئيس.
وتشدد الوثيقة على أن ترامب "لم يقدم أي مقابل" لنظيره الأوكراني.
ويردد العديد من
حلفاء ترامب منذ ذلك الحين هذه الحجج نفسها، ومن بينهم السيناتور النافذ ليندسي غراهام.
وصرح النائب الجمهوري
مارك ميدوز متحدثا لشبكة "فوكس بيزنيس" التي تلقى متابعة واسعة في الأوساط
المحافظة إن "الرئيس لم يرتكب أي خطأ".
لكن بالرغم من
هذه الجهود، لم يجد الرئيس عبارة مجدية بمستوى الشعار الذي ردده بلا توقف خلال التحقيق
في التدخل الروسي في انتخابات 2016، إذ أعلن على جميع المنابر "لا تواطؤ، لا عرقلة".
واعتبر ترامب حسبما
قاله في تغريدة على حسابه الذي يتابعه 65 مليون شخص أن هذه "حملة مضايقة للرئيس"
مضيفا "إنها أسوأ حملة مطاردة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة" منددا بالديمقراطيين
"الهستيريين" ووسائل الإعلام "الفارغة" العاملة لحسابهم.