مايك بومبيو: متحدون ضد إيران النووية
أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أنه وصف العدوان الإيراني ضد السعودية على الفور من حدوثه بأنه عمل حربي، لم يستهدف دولة ذات سيادة فحسب، بل في الواقع أيضا اعتداء على الاقتصاد العالمي، لافتا إلى عدم وجود ضحايا.
وقال بومبيو لدى مخاطبته قمة إيران 2019 تحت شعار "متحدون ضد إيران النووية" التي عقدت في نيويورك، أمس، إن البعض اعتبر الإعلان بتحميل المسؤولية لإيران كان تسرعا في الحكم، لكن أثبت التاريخ بعد ستة أيام فقط من الحادث أننا كنا على حق.. وأن الولايات المتحدة كانت على حق.. وإننا لم نتسرع في التصرف”، وتابع “لقد كنا صبورين. فقد اتصلنا بشركائنا. وأثبتنا الحقائق. أردنا أن نتأكد من أن الجميع لديهم الفرصة للاطلاع على ما لدينا من معلومات.
وأضاف بومبيو، أن كلا من: بريطانيا وفرنسا وألمانيا أصدرت خلال هذا الأسبوع بيانا يتضمن الاستنتاجات التي توصلوا إليها، وقالت تلك الدول “لقد تبين لنا أن إيران تتحمل مسؤولية هذا الهجوم. ولا يوجد تفسير معقول آخر”، وتابعوا قائلين “ربما كانت هذه الهجمات موجهة ضد المملكة العربية السعودية، ولكنها تهم جميع البلدان وتزيد من خطر نشوب صراع كبير”.
وأوضح أن الاتفاق النووي لم يجعل من “طموحات إيران الدموية… سوى أكثر وقاحة”، مشيراً إلى أن إيران لديها تاريخ طويل من العدوان غير المبرر، منذ 40 عاما، ضد شعبها وضد جيرانها وضد الحضارة نفسها من قتل وتعذيب لمواطنيها، إلى قتل الأميركيين في لبنان والعراق، إلى إيواء تنظيم القاعدة حتى اليوم. ومن المؤسف أن عواقب ذلك كانت قليلة جدا”.
وقال بومبيو، إن نشاط إيران الخبيث لم يهدأ قيد أنملة خلال هذه الصفقة ومفاوضات الاتفاق النووي، وبعد التوقيع على الاتفاق واصلوا تسليم الشحنات النقدية، ودعمهم لحزب الله وحماس والحوثيين والميليشيات في جميع أنحاء المنطقة.
ولفت بومبيو أنه حينما تولى الرئيس ترمب مهام منصبه، لم تكن إيران قد انضمت إلى الأسرة الدولية، كما تنبأت الحكومة السابقة، “ما وجدناه هو أزمة لاجئين في سورية، بفضل دعم إيران للأسد. ومستنقع إنساني في اليمن، وذلك بفضل نقل إيران للأسلحة إلى الحوثيين؛ وعراق هش، وذلك بفضل دعم إيران للميليشيات الشيعية. ودولة عميلة لإيران، تعرف أيضا باسم لبنان”.
وقال: إن الولايات المتحدة بدأت في تنفيذ استراتيجية ترمب التي أطلق عليها اختصارًا “حملة الضغط القصوى” شملت قطع العائدات التي يستخدمها النظام لتمويل الموت والدمار، بهدف التوصل إلى صفقة حقيقية، تضمن أن النظام الأكثر تهورا في العالم لا يمتلك أبدا أنظمة الأسلحة الأكثر دمارا في التاريخ”.
وأشار وزير الخارجية إلى أن الولايات المتحدة نفذت تدابير وإجراءات غير مسبوقة لتحقيق الهدف المتمثل في السلام، شملت فرض عقوبات على مرتكبي الجرائم من كبار المسؤولين بسبب الدماء التي تلطّخت بها أياديهم، القائد الأعلى، ووزير الخارجية ظريف، والحرس الثوري الإيراني إلى جانب فرض عقوبات على قطاع البتروكيماويات وقطاع المعادن والقطاع المصرفي الإيراني لحرمان النظام من بلايين الدولارات، وسيظل تنفيذ هذه العقوبات بلا هوادة.
وبين بومبيو أن آلاف الشركات حول العالم تلتزم بالعقوبات الأميركية لأنها تعرف أن نجاحها يكون مع الولايات المتحدة وليس مع آية الله، مشيراً إلى أن فرض العقوبات على قطاع البترول التابع للنظام، أوقف المصدر الأول للدخل في إيران، وأن أكثر من 30 دولة قد أوصلت واردات النفط الإيراني إلى الصفر، وصولاً إلى حرمان النظام من مبلغ يصل إلى 50 بليون دولار كل عام.
وأردف بومبيو أن إيران هاجمت ناقلات نفط في الممرات المائية الدولية في صيف هذا العام، وأسقطت طائرة بدون طيار أميركية، وتحدّت وهدّدت برفض التزاماتها النووية، واصفاً التجاوب العالمي بأنه بداية الصحوة – نحو حقيقة أن إيران هي المعتدية وليست المتضررة.
وبين أن إيران تكذب بكل فظاظة، وكل واحد يتعين عليه أن يفنّد ويدحض أكاذيبها في كل مرة نرى ذلك، وتابع “في الليلة الماضية، حوّلتُ مؤشر التلفاز إلى قناة فوكس نيوز، ورأيتُ الرئيس روحاني يتحدث إلى كريس والاس، وهو أمر غريب بحد ذاته… لقد زعم روحاني أن إيران تهزم الإرهاب أينما تذهب”، مشيراً إلى أن روحاني يستميت في الخداع لأن العالم استيقظ على الحقيقة، وهي أن إيران تستجيب للقوة وليس للتوسل أو الرجاء “الرئيس ترمب يعرف ذلك”.
ولفت إلى أن عددا متزايدا من الدول بدأ في التصدي لسلوك إيران العدواني، وفك ارتباطها بها اقتصاديًا، فقد منعت فرنسا وألمانيا شركة طيران “ماهان إير” من الهبوط على أراضيها، وصنفت الأرجنتين حزب الله، مؤخرًا، جماعة إرهابية، بينما التزمت بريطانيا بعدم التمييز الخاطئ بين الأجنحة السياسية والعسكرية لحزب الله، في حين رفضت اليونان السماح لناقلة إيرانية عملاقة تنقل النفط إلى سورية بالتزوّد بالوقود في موانئها، وأعلنت هولندا للمرة الأولى، أن إيران كانت وراء مقتل مواطنين هولنديين كانا منشقين إيرانيين.
وأشار بومبيو إلى انضمام كل من: أستراليا والبحرين والسعودية والإمارات والمملكة المتحدة إلى الجهود الأميركية لحماية حرية الملاحة في مضيق هرمز، بينما تعلم دول مجلس التعاون الخليجي حجم التهديد الذي تشكله إيران على السلام وهم متحدون لإيقافه، لافتاً إلى عزم الولايات المتحدة على فصل الحرس الثوري عن الاقتصاد الإيراني، وفرض عقوبات على الكيانات التي تخالف العقوبات الأميركية، ومنها بعض الشركات الصينية.
مؤشرات يقظة العالم نحو إيران العدوانية
– انضمام بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى الاستنتاجات الأميركية
– التعرف على نشاط إيران في دعم حزب الله والحوثيين والميليشيات
– اليونان رفضت السماح لناقلة إيرانية تنقل النفط إلى سورية بالتزوّد بالوقود
– تصدي العديد من الدول لسلوك إيران العدواني ومنع التعامل معها
– انضمام العديد من الدول إلى الجهود الأميركية لحماية حرية الملاحة