كريم وزيري يكتب: منتخب الإرهاب العالمي

ركن القراء

كريم وزيري
كريم وزيري



لأول مرة في تاريخ العالم اصبحت دول بعينها ترعي الإرهاب صراحة من تمويل ودعم لوجستي واحتضان قيادات إرهابية علي أراضيها وتنفيذ عمليات تخريبية في دول أخري وتصدير السلاح لجماعات متطرفة، كل ذلك أصبح واضحا وضوح الشمس في تركيا وقطر واللذان أسسا منتخب الإرهاب العالمي لتهديد سلم المنطقة العربية والشرق الأوسط.

وعلي الرغم من تنديد قطر دائما من خلال قنواتها الإعلامية بضرورة تحرر المجتمع المصري من الظلم والاستبداد الا أننا لم نر تلك القنوات تندد بأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة والتي ساهمت قطر بالمليارات لتوسيعها وتجهيزها، فكيف يكون قرارها سياديا وبنادق أجنبية موجه علي مواطنيها، الغريب بعض ولد ليجد بلاده محتله إلا أن الحكومة القطرية وجدت لتصنع الاحتلال علي أراضيها.

نفس الأمر ينطبق علي تركيا فبعد أن وقف رئيسها يندد بتصرفات الاحتلال الإسرائيلي أمام الأمم المتحدة، نجد أن الواقع يقول إن تركيا ثاني بلد اعترفت بإسرائيل فور قيامها، وموقفها الدائم ضد مصر، دليل علي نيتها في إخضاع أكبر قوة إقليمية في الشرق الأوسط قادرة علي إحداث توازن في الوطن العربي.

إلا أن رد الخارجية المصري كان قاسيا ومدويا تضمن وقائع لا يمكن نكرانها وبالأرقام وهي وجود ما يزيد عن 75 ألف مُعتقلًا سياسيًا في تركيا بين مدنيين وعسكريين، وهو ما يُبرر التوسع الكبير الذي يقوم به النظام الحاكم في تركيا في إنشاء عشرات السجون الجديدة مؤخرًا، إلي جانب وقوع عشرات حالات وفاة بين المسجونين نتيجة ظروف مشبوهة أو تحت التعذيب أو بسبب المرض جراء الأوضاع السيئة داخل السجون التركية.

ولا يخفي علي أحد فصل الحكومة التركية لأكثر من 130 ألف موظفًا تعسفيًا من وظائفهم الحكومية، ومُصادرة أكثر من 3000 جامعة ومدرسة ومؤسسة تعليمية مع فصل آلاف الأكاديميين، وحبس وسجن المئات من الصحفيين والعاملين بالمجال الإعلامي، حيث أصبحت تركيا أكثر دول العالم سجنًا للصحفيين والإعلاميين وفقًا للعديد من التقارير الدولية، وفرار عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك إلى الخارج نتيجة الحملات القمعية في البلاد.

الواضح أن الدولتان تعيشان فصام سياسي فما تنددان بتصرفات لا تحدث إلا علي ارضيهما وبموافقه رؤسائها وتعود لتتهم دول أخري لا تتحرك إلا وفق قوميتها الراسخة منذ آلاف السنين.