إيران وميليشيات العراق.. إرهاب دائم ودعم متواصل عبر المنافذ العراقية (تقرير)
يُعد العراق من أكثر الدول الذي يئن تحت وطأة النفوذ الإيراني، إذ تستخدم طهران جميع الأسلحة للحفاظ على هذه الحالة التي تجعل العراق غارقاً في بحور الدماء والإرهاب، ومن هذه الأسلحة، الميليشيات الإرهابية التي أسستها على اختلاف صنوفها، والتي تمدها بكافة أنواع الدعم، لا سيما التسليح المطلوب، والذي يساعدها في ممارسة دورها الإرهابي على أكمل وجه.
فضيحة جديدة
وبالرغم أنها ليست سراً لكن تكرارها يؤكد حقائق تدمير إيران للعراق عبر الميليشيات، وهو ما كشف عنه مؤخرا مصادر استخبارية، قالت إنّ إيران تستمر في تسليح الميليشيات الموالية لها في العراق وتزودها بعشرات الصواريخ الباليستية المختلفة.
صواريخ إيرانية
وأوضحت التقارير الحديثة، أن نقل الصواريخ الإيرانية إلى الميليشيات الشيعية في العراق يتم عبر معبر بري، فُتح مؤخراً أمام حركة البضائع شرق العراق، بعد أشهر من إغلاقه، حيث وزعت بين قواعد الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في محافظة ديالى، وفق موقع "اندبندنت عربية".
استغلال إيران
وأضافت المصادر الإستخبارية في العراق، أن إيران استغلت إعادة فتح المعبر الحدودي مع العراق، لإدخال شحنات صواريخ إلى محافظة ديالى، شرق البلاد، على أن تُوزع في محافظات أخرى، فيما لا تستبعد المصادر أن تكون هذه الشحنات، لتعويض أسلحة إيرانية تعرضت إلى هجمات في الأسابيع الماضية في العراق وسوريا.
طبيعة المعبر
في 13 أغسطس الماضي، كشف مصدر رسمي لـ"العربية.نت" في هيئة المنافذ الحدودية عن صدور أوامر عليا من رئاسة الوزراء العراقية، بإغلاق معبر مندلي الحدودي مع إيران، شرق محافظة ديالى، بسبب سيطرة الميليشيات الموالية لطهران عليه بشكل كامل واتخاذه معبراً لتهريب الأسلحة والمخدرات والأغذية التي تحتوي على مواد مسرطنة قادمة من إيران.
ليست الأسلحة فقط
وأوضح المصدر في حينها أنّ قرار الإغلاق صدر من رئيس الوزراء، عادل عبدالمهدي، مشيراً إلى وجود سبب آخر للإغلاق، وهو كمية الأشخاص القادمين من إيران من هذا المعبر في محافظة ديالى، والذي يعد طريقاً رئيسياً لتهريب الأسلحة والعتاد الإيراني، فضلاً عن المخدرات بشكل كبير واتخاذه مأوى لزيادة تمويل الميليشيات الموالية لطهران.
المنفذ فقير
وبيّن موقع العربية أن المنفذ هو منفذ بائس لا يحتوي على خدمات وأجهزة لكشف المخدرات، وبقية البضائع الممنوع دخولها للعراق، وأن جماعات ميليشياوية تحاول السيطرة عليه وتهدد العاملين فيه.
كما لا يحتوي على مقومات كي يكون حقيقياً كأجهزة السونار، وأجهزة فحص كشف المخدرات وموازين جسرية، إضافة إلى عدم وجود أجهزة كشف الحاويات وغيرها.
لا يرغبون بغلقه
وفجر مصدر "العربية" كارثة، حيث قال إنّ الإيرانيين وميليشياتهم لا يرغبون بغلقه لكونه يُدخل لهم الكثير من الأموال والأرباح، كما أنه باب من بوابات خراب العراق.
في حكم الميليشيات
وفي ذات السياق قال عضو مجلس محافظة ديالى، أحمد رزوقي، إنً معبر مندلي هو منفذ مهم بالنسبة للمحافظة وبقية محافظات العراق، وأن هناك حركة تجارية واسعة بين إيران والعراق، موضحاً أن سبب إغلاقه، هو نتيجة لسيطرة العصابات والميليشيات عليه، وإخراج المنفذ عن سيطرة الحكومة الاتحادية.
وأوضح أن مجلس محافظة ديالى نبه السلطات مراراً وتكراراً،مشدداً على ضرورة سيطرة الحكومة على المنفذ باعتباره منفذا حيوياً ومهماً، إلا أن الإجراءات كانت غير فاعلة وغير حقيقية، ما أدى إلى سيطرة جماعات متفلتة عليه.
ميليشيات إيران في العراق
وفي 17 أغسطس الماضي، حذر "مركز مكافحة الإرهاب" التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية "ويست بوينت" من الخطر المتزايد للميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق، والتي شهدت تضخماً كبيراً جداً في عدد أفرادها خلال السنوات الأخيرة الماضية.
وأوضح المركز أن هذه المليشيات كان لديها حوالي 4,000 عنصر فقط في 2010؛ إلا أن هذا العدد قفز إلى 60,000 عنصر في 2014، بعدما بدأت الحكومة العراقية بتمويل أنشطة هذه المليشيات، من خلال قوات "الحشد الشعبي" التي تم تجميعها لمحاربة تنظيم "داعش".
مجموعات جديدة
ولفت المركز أنّ من بين هذه المليشيات، مجموعات جديدة موالية تماماً لإيران مثل "كتائب الإمام علي"، والتي تجذب المزيد من الانتباه خلال الفترة الأخيرة، وكذلك الأمر بالنسبة لكتائب "حزب الله" وقائدها "أبو زينب اللامي"، منافس "أبو مهدي المهندس" قائد "الحشد الشعبي".
وأوضح أن من بين هذه المليشيات تتبع مباشرة للحرس الثوري الإيراني، وهي في جلها تم إنشاؤها مؤخراً، وتعتبر أصغر حجماً مقارنة مع منافسيها، مثل "كتائب بدر" و"عصائب أهل الحق".