منال لاشين تكتب : شيل كفنك يامرسى

مقالات الرأي

منال لاشين تكتب :
منال لاشين تكتب : شيل كفنك يامرسى


■ الإخوان تذكروا الآن حقن دماء المصريين بعدما سقط مئات الشهداء فى عصر مرسى

كل السيناريوهات فى 30 يونيه مفتوحة، لا يوجد خبير أو حتى عراف يدعى أنه يستطيع التكهن بما يحمل 30 يونيه وتوابعه، ولكن الكل يدعو إلى حقن دماء المصريين والحفاظ على وحدة المصريين، المثير أن الإخوان وأنصارهم وحبايبهم يتحدثون عن حماية الشرعية، ويحذرون من جر البلاد إلى فتنة طائفية وحرب طائفية، وكأن دماء المصريين لم تسفك، وكرامتهم لم تهن، وكبرياءهم الوطنى لم يمس، ووحدتهم الوطنية لم تتهدد برعاية مرسى وأهله وعشيرته، لم يعد المواطن القبطى غاضباً من فتاوى التكفير، ولكن المصرى الشيعى قتل على أيدى مصريين سنة، ولأن مرسى اعترف بأن جلده تخين، فلا يجب أن نصاب بالدهشة لأن مرسى وإخوانه لا يشعرون بخطاياهم، بل إنهم يتحدثون عن إنجازات لمرسى ونظامه. إنجازات نتج عنها باعتراف الرئاسة 24 مليونية بمعدل مليونين كل شهر، و5821 مظاهرة واعتصاماً بمعدل 485 اعتصاماً شهريا، و7709 احتجاجات بمعدل 21 احتجاجاً كل طلعة شمس، ولكن كل هذه الاحتجاجات والاعتصامات لم تدفع مرسى وإخوانه فى التفكير، مجرد التفكير فى الرحيل، فى مقابل كل هذا الرفض وهذه الكراهية.لدى مرسى إنجازات من نوع ضبطنا كام طن حشيش وبانجو، ورجعنا كام سيارة مسروقة، وفيما يستعرض مرسى إنجازاته فى كشف حساب قبل أيام من 30 يونيه، فربما فات عليه أن يعرف أن وقت تقديم كشوف الحسابات المزيفة قد فات، فكل مواطن مصرى قد شهد وعاش وعانى من خطايا مرسى خلال عام.هذه الخطايا تتطلب أكثر من الاعتذار، فحين يصل الأمر إلى استباحة دم المصرى وكرامته.. فليس أقل من أن يحمل مرسى وجماعته كفنه على يديه على طريقة أهل صعيد مصر، طالبا الغفران داعيا من الله أن يقبل المواطن غفرانه وأن ينجو هو وجماعته من غضبة الشعب، وما أدراك غضب الشعوب.. اذا أراد مرسى فرصة اخيرة فعليه أن يبحث عن هذه الفرصة خارج قصر الاتحادية، فمهما طال به المقام فى الرئاسة، ومهما حصن نفسه بوعود أمريكية أو أسوار كهربائية وحديدية، فلا هذا ولا ذاك قادر على توفير الحماية له ولجماعته، فـ30 يونيه هو لحظة كاشفة، لحظة تكشف حجم الفشل الذى وقع فيه مرسى، وحجم العار الذى أحاط بالدولة المصرية.

دم بدم

الأسبوع الماضى قلت فى نفس هذا المكان إن مرسى وضعنا فى خيارات صعبة، وتحدثت عن الخيار بين الحرب الطائفية بين الأقباط والمسلمين، والحرب بين المصريين السنة والمصريين الشيعة، وقد بدأت الحرب المقدسة بالحادثة البشعة لمقتل وتعذيب مصريين شيعة فى (ابو النمرس).. يد مرسى وحكمه ملطخة بدماء مصرية، شباب استشهدوا فى ميادين الثورة ضده، بل وأمام أبواب قصره الرئاسى، وشهيد قبطى خلال الاعتداء الكارثى على الكاتدرائية، وأكثر من شهيد فى طوابير البنزين والسولار، ومئات الشهداء فى حوادث الاعتداء والسرقة والعنف، وشهداء المظاهرات والمواجهات بين الإخوان والشعب المصرى من البحيرة للشرقية، من الغربية للفيوم كل هذه الدماء فى رقبة مرسى وذمته السياسية، وعلى الحدود دم شهدائنا فى رفح.. 16 شهيداً من الجيش المصرى، لم يقدم مرسى قاتليهم للمحاكمة، لم يسع للقصاص لهم، كل ما فعله حتى الآن هو استخدامه لهذه الدماء الطاهرة للتخلص من خصومه فى الجيش (طنطاوى وعنان ) كل هذه الدماء الطاهرة تطالب بالقصاص، وعلى كل من يتحدث عن حقن الدماء أن يجيب عن السؤال المهم، وماذا عن دماء كل هؤلاء الشهداء.. من أخرج شيطان التطرف من القلوب والعقول، ومن أطلق سراح جنون التعصب بين المصريين، ومن عفا عن الارهابيين الذين يملئون سيناء بدم شهدائنا، وبالاعتداء على أرواح الجنود من الشرطة والجيش؟ هل نبيع دمهم الطاهرة فى صفقة خبيثة وشيطانية تحت زعم الاستقرار، وتسير عجلة الحياة والانتاج، حتى لو سارت هذه العجلة على أشلاء وجثث أبناء مصر من الشباب سواء من المدنيين أو الشرطة أو الجيش؟ هل يمكن أن نقلب صفحة شهدائنا وإلا اتهمنا بقلب نظام الحكم.. هل المطالبة بدماء كل الشهداء هى دعوى للفوضى، إذا كان لدى مرسى وإخوانه نية حقيقة لحقن دماء المصريين، فليس أمامه سوى أن يطلب غفران أهالى الشهداء، وصفح كل المصريين عن التخاذل فى القصاص لجنودنا الذين قتلوا بمنتهى الخسة فى رمضان.

قدم كفنك يامرسى

إهانة بإهانة

لا أعرف من أين يأتى البعض بالثقة أو بالأحرى بالدم، هؤلاء الذين يتحدثون عن الشرعية، وكأن شرعية الدستور والقانون لم تنتهك على يد مرسى وجماعته، وكأن المؤسسات لم تنهر برعاية ودعم مباشر من مرسى وجماعته، وكأن مصر لم تشهد حروبا ضروسة بين مؤسسات الدولة أو بالأدق على أنقاض الدولة.بدأ مرسى عصره بمحاولة رفض أداء اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا، ولما خاف الإخوان من أن يؤدى هذا الموقف لضياع الكرسى، أقسم اليمين الدستورية فى المحكمة فى الظلام، كأنه يرتكب إثما يخشى أن يطلع الناس عليه.ثم وجه مرسى ضربة أخرى للدستور المصرى وللمحكمة الدستورية.. عندما أصدر قراراً بعودة مجلس الشعب المنحل بحكم من المحكمة، فيما راح أهله وعشيرته وانصاره يحاصرون المحكمة ويتهمون مؤسسة القضاء كلها بالفساد والعمالة للنظام السابق، الذين يتحدثون عن الشرعية ودولة المؤسسات يتناسون الآن هتافهم المشين أمام الدستورية (أؤمر وإدينا اشارة.. هنجبهملك فى شكارة).. لقد سقطت الشرعية عندما أهان مرسى وإخوانه مؤسسة دستورية هى مؤسسة القضاء، وانهارت الشرعية عندما أصبح إرهاب القضاة حدثا يوميا فى عهد مرسى، واهانتهم حديثاً مهيناً ومكرراً على لسان قيادتهم فى الفضائيات وتحت قبة البرلمان.. الذين يتحدثون ويتخوفون على هدم مؤسسات الدولة يتجاهلون أن سمة عهد مرسى هى هدم مؤسسات الدولة.. قيادات الإخوان هم الذين اتهموا المخابرات بتدبير كارثة مذبحة بورسعيد، والتحرش المستمر بالجيش المصرى وقيادته، ولم تسلم المؤسسة الدينية الدستورية من محاولات الهدم، فكلاب الإخوان يتجرأون ليل نهار على شيخ الازهر، ويتطلعون إلى خلعه، وتولية أحد شيوخهم مشيخة الازهر.. لقد اهان مرسى كل مؤسسات الدولة، فإذا جاءت لحظة الحساب ورد الاهانة، فلا يجب أن يتعلل البعض أو بالأحرى يتبجح البعض بالحفاظ على مؤسسات الدولة أو الشرعية.. اذا كان لدى مرسى وإخوانه اى نية لحماية مؤسسات الدولة، وحماية الدولة المصرية نفسها فعليه أن يطلب الغفران من كل من أهانهم بالفعل أو التواطؤ أو حتى الصمت.. لابد أن يرحل بإحساس حقيقى بالذنب فى حق كل من أخطأ فى حقهم وأهانهم.

احمل كفنك يا مرسى

خسارة بخسارة

راقصو النظام الإخوانى يتحدثون عن 30 يونيه كأنها الخراب الأعظم على الاقتصاد المصرى، وكأن اقتصاد مصر لم يخرب ويدمر على أيدى مرسى وإخوانه وأهله وعشيرته. الاحتياطى النقدى وصل بدون الذهب والودائع الاجنبية إلى أقل من 3 مليارات دولار، وهو مبلغ لا يكفى لتغطية واردات مصر من القمح والبنزنين والسولار والبنزين والادوية فى شهر واحد، ليلة الاعلان الدستورى أو الأحرى الانقلاب الدستورى خرجت مصر من حسابات المستثمرين الاجانب لعدة سنوات، تصنيف مصر الاقتصادى تم تخفيضه ثلاث مرات فى أقل من عام، وفى كل مرة أو بالأحرى كل تخفيض يكون السبب سياسياً، فى كل مرة الفشل السياسى وعدم وضوح مستقبل مصر هو السبب.. عجز الموازنة وصل إلى درجات قياسية، والدين الداخلى وصل إلى أكثر من تريليون جنيه، ومرسى ورط مصر فى ديون خارجية بـ10 مليارات دولار فى عشرة أشهر، بمعدل مليار دولار سلف كل شهر، فتح مرسى وقوانينه باب الفساد، ونزيف الاقتصاد المصرى من أوسع ابوابه، فقد فتح تعديلات الشورى لقانون المناقصات عادت المناقصات بالأمر المباشر وبدون اجراء مناقصات، وفى السر وتحت الترابيزة، وخسرت مصر بسبب فشل مرسى فى تحقيق الأمن أكثر من 2مليار دولار فى مجال واحد.. وهو حقول انتاج وتكرير البترول.. خسرت مصر مليارات الجنيهات فى البورصة التى تصاب بالانهيار عقب كل خطوة لمرسى، وخسر المصريون فيها دم قلبهم وتحويشة العمر، خسرت مصر الاستثمارات العربية باستثناء قطر، توقفت الاستثمارات الإماراتية بسبب إصرار الإخوان على تكوين فرع للتنظيم فى الامارات، وبسبب تطاول قيادات اخوانية على الامارات، خسرت مصر مليارات من الدولارات من الجزائر بسبب الإخوان، فقد رفض مرسى إعطاء وعد بعدم دعم اخوان الجزائر.. خسر كل مواطن اكثر من 20 % من دخله بسبب موجات الغلاء التى تضرب الاسواق التى سيطر عليها أهل البيزنس الإخوانى، خسرت مصر مليارات الدولارات القادمة من السياحة، وذلك بسبب هجوم الإخوان وانصارهم على السياحة، ورفض مرسى زيارة شرم الشيخ لتهدئة مخاوف السياح الأجانب، خسرت مصر منذ أيام مئات الرحلات السياحية، وذلك بسبب القرار الأرعن بتعيين عضو الجماعة الإسلامية محافظا للأقصر، بالنسبة لليابان فمصر لم تعد المقصد السياحى المفضل، فالجرح كان كبيرا والاهانة بالغة، فمعظم ضحايا مذبحة الأقصر التى نفذتها الجماعة الإسلامية كانوا من اليابانيين.خسرت مصر وكسب الإخوان وأنصارهم فقط.. خسارة بخسارة نعيش بكرامة، لم يعد لدى المصريين ما يخسرونه، كل خسارة اقتصادية قادمة لم تعد مؤثرة، وعلى من يصدعنا بالخسارة الاقتصادية أن يطلب من مرسى أن يعتذر بشدة أو يطلب غفران الفقراء والمواطنين الذين خسروا مصدر رزقهم، وانضموا إلى صفوف العاطلين والمعدمين بسبب سياسات مرسى الاقتصادية، وخسائر مصر فى عهده البائس.

احمل كفنك يا مرسى واطلب الغفران.