مصطفى عمار يكتب : ليلة خلع مرسى وجماعته

مقالات الرأي

مصطفى عمار يكتب :
مصطفى عمار يكتب : ليلة خلع مرسى وجماعته

مشهد (1) - أحد قصور قطر - ليل /داخلى

- يستعد مرسى لإلقاء خطاب للشعب المصرى، عبر قناة الجزيرة، ولكن يلاحظ جميع من حوله، ارتباكه الشديد، بالإضافة لعينيه الزائغتين، والعرق يتصبب من جبهته، لا تفلح محاولات رجل الماكياج، فى إيقافها، رغم برودة الجو داخل القاعة بفعل أجهزة التكييف الضخمة.

مرسى: هو أنا إزاى بردان وجسمى كله بيجيب ميه كده.

عمر مرسى: معلش يا أبى حضرتك متوتر شوية.. حاول تتماسك وتظهر قوى زى عادتك.

مرسى: ما فيش أخبار عن خيرت الشاطر ولا فضيلة المرشد؟!

عمر مرسى: لاء يا أبى.. بس ما تخافش.. هما أكيد فى مكان أمين.

يقطع حوارهما مخرج بقناة الجزيرة

المخرج: فاضل 30 ثانية على الهواء.

مرسى يزداد ارتباكه ويبدو عليه التوتر والانفعال وتقع عيناه على أمير قطر السابق حمد وابنه أمير قطر الجديد وهما يجلسان فى آخر القاعة ويشيران له بعلامة النصر.. فيبتسم مرسى ويهز لهما رأسه محاولاً إقناعهم بقوته وثباته.

المخرج: 87654321.. على الهواء

مرسى يأخذ نفس عميق..

مرسى: بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الشعب العظيم، أعلم أنكم خير شعوب الأرض، وأننى لم أفهمكم، أريد أن أقول لكم، أننى أخطأت فى حقكم جميعاً، وكل ما أرجوه أن تمنحونى فرصة لأصحح هذه الأخطاء.

أوعدكم، أنه لن تكون هناك أخونة بعد اليوم، وأننى قررت حل مجلس الشورى، وإقالة الحكومة، وإقالة النائب العام، وحل جميع الأحزاب ذات المرجعية الدينية فى مصر، وحل جماعة الإخوان المسلمين، كما أننى قررت، تعيين الفريق عبد الفتاح السيسى بمنصب نائب رئيس الجمهورية، وقررت تفويض جميع سلطاتى له، ليقوم بتشكيل الحكومة، والإشراف على انتخابات مجلسى الشعب والشورى الجديدين، وكل ما أطلبه منكم أن نحتضن بعض فى هذه اللحظة الفارقة، لكى يغمرنا الحب، فأنا ولدت وعشت على أرض وطننا مصر، وكل ما أرجوه هو أن أموت عليها، فامنحونى الفرصة، لكى أصحح أخطائى، لنبنى مصر التى طالما حلمنا بها، أسأل الله حفظ مصر أرضاً وشعباً والله ولى التوفيق..

يتم قطع الحوار، لتنقل كاميرات قنوات الجزيرة هتاف المصريين المحتشدين بشوارع وميادين مصر وهم يرددون بصوت يشق عنان السماء «يسقط كل ولاد الكلب».

قطع

مشهد (2) - منزل سكنى قديم - ليل / داخلى

تتجمع مجموعة من سيارات الشرطة فى مدخل المنزل القديم التى يسكن فيها خيرت الشاطر، ويقف مجموعة كبيرة من الضباط والعساكر وأمناء الشرطة يمسكون بأسلحتهم، ويبدو عليهم الاستعداد لحدث مهم، يظهر على مدخل البيت المتهالك خيرت الشاطر وهو محاط بمجموعة من رجال الشرطة الذين يوجهون حركته بطريقة سريعة، ليقوموا بوضعه، داخل إحدى سيارات الشرطة بينما يظهر على ملامحه الغضب الشديد.

خيرت الشاطر: عاوز أعرف إحنا رايحين فين؟!

الضابط: جهاز الأمن الوطنى.

خيرت: ممكن أعرف مين أصدر قرار بالقبض عليه.

الضابط: ما عندناش فكرة، حضرتك لما توصل هتعرف كل حاجة، وأكيد حضرتك عارف السبب عشان كده كنت مستخبى فى البيت القديم اللى لسه واخديناك منه.

الشاطر: أنا كنت عارف أن البلد ديه والشعب ده ربنا مش كاتب ليه الخير.

الظابط: شوفت بقى إنت عارف أنت مقبوض عليك ليه.

الشاطر: ليه

الظابط: عشان ربنا يكتب للشعب والبلد ديه الخير.

يتجهم وجه خيرت الشاطر ويزداد توتره عندما تمر سيارة الشرطة التى يركبها بجوار ديوان المحافظة ويسمع هتاف الناس التى تيحط بالمحافظة وهى تردد جملة واحدة «يسقط كل ولاد الكلب».

قطع

مشهد (3) - بلوعة تحت الأرض - ليل /داخلى

يجلس المرشد محمد بديع داخل مخبئه السرى ويتابع شاشات القنوات الفضائية، ويبدو على ملامحه الخوف والرعب، وقف فجأة لينظر فى مرآة صغيرة، لملامح وجهه، بعد أن قام بحلاقة ذقنه، وصبغ شعره باللون الأسود وارتدى قميص شبابى وبنطلون جينس.

محمد بديع: أهوه كده مش ممكن حد يعرفنى أبدا.

رن هاتفه المحمول..

بديع: أيوه يا خالد أنتوا فين أنا أتأخرتوا عليه كده ليه.

صوت خالد مشعل: الشباب مش عارف يوصلك، البلد مولعة ونقط تفتيش الجيش فى كل مكان.. أول ما يقربوا لفضيلتك هكلمك على طول.

بديع: أسأل الله أن يكتب لنا الخير، البلد ديه ما ينفعهاش غير جماعة كافرة تحكمها، أنا منتظر اتصالك، إن شاء الله يوصلوا بسرعة.

صوت خالد مشعل: إن شاء الله فضيلتك ما تقلقش.. كل حاجة هتكون بخير إن شاء الله، غزة ليها شرف إنك تكون فيها.

محمد بديع: إن شاء الله اشوفك على خير.

- يغلق بديع الهاتف، فإذا بغطاء مخبئه السرى يكشف ويهبط فوق راسه مجموعة من القوات الخاصة ويقومون باصطحابه خارج مخبئه السرى.

بينما هو فى وضع استسلام تام ويتمتم ببعض الآيات القرآنية، وما أن تخرج رأسه من المخبأ ويجد سيارات الشرطة والجيش تحاصره من كل اتجاه حتى يصرخ بأعلى صوته.

محمد بديع: يسقط كل ولاد الكلب.. اكتب على جدران البيت.. مرسى رئيس بإزازة زيت.

يقترب منه مجموعة من الظباط..

أحد الظباط: إيه التنكر اللى فضيلتك فيه ده.. وكمان لابس جينس.

محمد بديع: أيوه أومال ألبس إيه أنا من شباب الثورة وكنت مستخبى هنا خايف من بطش الإخوان.

أحد الضباط: لأ ما تخافش خلاص إحنا طهرنا البلد، يله عشان فى ناس أصحابك مستنينك.

يحرك الظباط محمد بديع ناحية إحدى السيارات فيفاجأ بوجود خيرت الشاطر بداخلها فينظر له فى غضب.

محمد بديع: عملتها يا خيرت.. حسبى الله ونعم الوكيل.

قطع

مشهد (4) - أمام السفارة الأمريكية - ليل /داخلى

يتجمع مئات الآلاف من المصريين الغاضبين أمام السفارة الأمريكية التى انسحبت من أمامها جميع القوات التى تحميها، ولم يجد رجال السفارة الأمريكية سوى تسليم سفيرتهم «آن باترسون» للمتظاهرين، حفاظاً على باقى أرواح الأمريكان المتواجدين داخل السفارة، بعد أن جاءت التعليمات من البيض الأبيض بتسليم السفيرة لامتصاص غضب المتظاهرين، ففتح باب السفارة وتم إلقاء باترسون خارجها، وأغلق بمنتهى السرعة، فوجدت نفسها وجها لوجه أمام حشود من المتظاهرين الغاضبة، فحاولت أن تتصنع الدبلوماسية وتحدثت بعربية ركيكة.

باترسون: أنا لا أكاف منكم لأننى على يكين بأنكم لن تضرونى لأنكم مصريين شهماء وأصحاب حضارى أظيمة.

اقترب المتظاهرين منها ببطء وقاموا بتشكيل دائرة حولها، ثم انقضوا فوقها، مرددين هتاف الثورة الجديد «يسقط كل ولاد الكلب».

وما هى إلا ثوانى معدودة جرد خلالها المتظاهرون باترسون من ملابسها.. فلم يعد على جسدها سوى ملابسها الداخلية، وقاموا بفتح طريق لها بينما هى فى حالة ذعر فتقدم ناحيتها أحد شباب المتظاهرين ونظر لها باحتقار

الشاب: عارفة فين المطار..

باترسون بذعر

باترسون: نعم نعم.

الشاب: تخديها جرى من هنا لحد المطار بالجى إسترنج والبراه.. ولو وقفتى مش عاوز أقولك العيال الصغيرة هيعملوا ايه.. فاهمة.

هزت رأسها دلالة على أنها فهمت ما يقصده الشاب وفتح المتظاهرون لها طريقاً لتخرج من بينهم وبينما هى بدأت خطواتها ببطء ثم اسرعت وهى ترتعب من المتظاهرين حتى أخذت تجرى بكل قوتها، بينما يلحقها الأطفال بنشيد.

آن باترسون يا آن باترسون.. يله على أمك يا آن باترسون.

يتجه المتظاهرون فى اتجاه ميدان التحرير، ويتعالى هتافهم «يسقط كل ولاد الكلب».