"الضغوط الحياتية وشرب المخدرات".. ما السر وراء ارتكاب الجرائم الأسرية؟
أرقام مرعبة، تؤدي إلى نتيجة واحدة، ألا وهي" المجتمع المصري في خبر كان"، فالسوس نخره حتى النهاية، ووفقًا للإحصائيات الأخيرة فقد بلغ عدد الطلاق أكثر من نصف مليون حالة كل عام، والأكثر أهمية من ذلك التفكك هو المذابح الأسرية التي انتشرت في السنوات الأخيرة، وأصبحت جريمة مروعة كل يوم وليس حتى أسبوع كما كنا نقول سابقاً.
كل ما يدور حولنا من جرائم ومشاهد دموية جعلنا نتسائل ماذا حدث للأسرة والمجتمع المصري، أين ذهبت المودة والرحمة والقيم التربوية العليا كما كنا نراها في جدودنا، هل انتهت وأصبحت هي الأخرى ذكرى نترحم عليها ونحن نتابع مشاهد الأبيض والأسود خلف شاشات التلفزيون، أم ماذا حدث جعلها تختفي تماماً.
جريمة بشعة
مشهد دموي أخر ولكنه أكثر بشاعة من الذي سبقه، فاليوم شهدنا جريمة في الإسكندرية قتل فيها الأب ابنته، ثم قطع جسدها بالمنشار، وذلك بسبب طلاقها بعد شهر واحد من الزواج، لسوء سلوكها، وقيام زوج ابنته بمعايرته بها، في محافظة الإسكندرية، ثم ألقى أشلائتها في صناديق القمامة.
وقد ورد بلاغ لمساعد وزير الداخلية، من قبل عامل قمامة عثر على أشلاء ورأس مفصولة عن الجسد بأحد صناديق القمامة.
وبالبحث والتحري تبين أن الرأس لفتاة في العقد الثالث من العمر، وأنه تم العثور على الرأس مفصولة عن الجسد بشارع مصطفى كامل، شرق الإسكندرية، وتم التوصل إلى هويتها والتعرف عليها.
وبتقنين الإجراءات تبين أن الفتاة كانت عروس وتم زفافها قبل شهر، وعادت لمنزل والدها الذي يعمل نقاشا، 50 عامًا، وأن والدها هو مرتكب الواقعة، فتم إعداد كمين وضبطه.
وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، وأقر بأنه تشاجر مع نجلته بسبب سوء سلوكها، موضحا أن زوجها قام بتطليقها، ووجه له لوما وعنفه لعدم تربيتها وأنه قام بتطليقها بعد شهر من الزواج، وأشار إلى وقوع مشاجرة بينهما فخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة فقطع جسدها لأجزاء وفصل الرأس عن الجسد وألقى بها بأحد صناديق القمامة إلى جانب الرأس واحتفظ بباقي الجسد في الثلاجة، وتحرر محضر بالواقعة وبالعرض على النيابة قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.
الضغوط الأسرية والحياتية
وبهذا الصدد، يقول الدكتور محمد هاني، استشاري الأمراض النفسية والزوجية وتعديل السلوك، إن السبب في كثرة جرائم قتل الآباء لابنائهم بطرق بشعة هذة الأيام هو عدم تحمل طاقة الإنسان لأية ضغوطات، موضحًا أننا في هذة الأيام لم يعد هناك طاقة صبر لدى الأفراد، وبالتالي شحنات الغضب الكامنة في النفس، تدفع الأفراد لتلك الجرائم.
كما أضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الأباء حالياً أصبحوا غير مؤهلين لإنجاب الأبناء، أو تربيتهم، كما أن الضغوط التي يتحملها الفرد تجعله يرغب في الانتقام من أي شئ حتى لو كان ابنه.
علل أصابت المجتمع بكل طبقاته
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الأجتماع، أن هناك الكثيرمن العلل أصابت المجتمع المصري مرخراً، بكل طبقاته.
كما أضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الجانب المادي أصبح أحد العوامل الأساسية وسبب الكثير من الضغوطات، وبالتالي إحساس العجز لدى الآباء أصبح يولد إحساساً لارتكاب المزيد من الجرائم، بجانب أن المخدرات تؤدي إلى القضاء على العقل والتفمير أيضاً ، وهذا يؤثر على وظائف المخ، ويجعلها تختل، مثل أن يكون غير قادر على تمييز الصواب من الخطأ، وبالتالي يمكن أن يقوم بارتكاب جرائم مثل القتل او غيره، وبالتالي هناك العديد من العوامل التي تتسبب في فقدان المجتمع لهويته وعقله، ولكن أبرزها الضغوط المجتمعية.