"وسيلة الاتصال الرئيسية".. لماذا يستخدم الإخوان "السوشيال ميديا" في المظاهرات؟
"السوشيال ميديا" هو أحد أدوات الحروب الجيل الرابع التي تستخدمها جماعة الإخوان الإرهابية من أجل تضليل الرأي العام وتزييف الحقائق، كقناة الجزيرة، التي تفبرك الفيديوهات، كمحاولة لتحقيق أهدافها، وتنفذ أجندات قياداتها، عبر محاولات بائسة يومية لإثارة الوقيعة والفتنة بين أبناء الوطن، وآخرها؛ فبركة فيديو لتظاهر الفنان محمد رمضان، فضلًا عن زعمها تظاهر الشعب في المدن المصرية، بجانب بث الأكاذيب والشائعات بين المواطنين وسهولة الوصول لهم من أجل تأجيج مشاعرهم ضد الدولة.
حسابات وهمية بهاشتاج "ميدان التحرير"
وكانت أخرها فضيحة جديدة للجماعات الإرهابية، فجرها مارك جونز الأستاذ المساعد في دراسات الشرق الأوسط والعلوم الإنسانية الرقمية، والتي تكشف عن مفاجأة مدوية، عندما أجرى تحليلاً لـ"الهاشتجات" التي تجتاح تويتر خلال الفترة الماضية.
وكشفت الإعلامية إيمان الحصري في برنامجها "مساء دي إم سي" المذاع عبر فضائية "دي إم سي"، أن مارك جونز أجرى تحليل وجمع عينة عشوائية من المتفاعلين على هاشتاج ميدان التحرير بحوالي 21 ألف تفاعل، ووجد أنه تم إنشاء حوالي 1484 حسابا وهميا، في سبتمبر 2019".
ومن جهته، أكد حسن حامد، خبير السوشيال ميديا، أن مارك جونز يعمل من دولة قطر، لافتا إلى أن قطر واحدة من أهم أسباب ظهور هاشتاج ميدان التحرير على تويتر مؤخرا، عبر استخدام حسابات وهمية مزيفة".
وتابع حسن حامد في مداخلة هاتفية، مع البرنامج: "تم إنشاء حسابات مزيفة ووهمية كثيرة، و20% من المشاركات على هاشتاج ميدان التحرير، مسؤول عنه تنظيم داعش الإرهابي"، مضيفا:" حساب مزيف واحد عمل 12 ألف تويتة في مدة قصيرة".
تزوير الحقائق
الأمر ذاته فعلته جماعة الإخوان الإرهابية منذ عدة أيام، عندما استخدمت كتائب الجماعة الإرهابية، "الهاشتاج" و"التريند" من أجل التأثير على الرأي العام وتوجيهه نحو قضايا بعينها تحمل الشق السياسي أو الاجتماعي، من أجل شغل المواطنين وشحنهم ضد الأنظمة، وذلك من خلال الترويج للهاشتاجات والإدعاء أنها تصل لآلاف وملايين المتفاعلين، ولكن الحقيقة تنكشف في النهاية، ويظهر أن حسابات وهمية تابعة للجماعة تقوم بالتفاعل مع تلك الهاشتجات وتزوير الحقائق.
الذباب الإلكتروني
ومؤخراً، ظهر في الفضاء الإلكتروني مصطلح جديد يعرف باسم "الذباب الإلكتروني"، وهو ذاك المصطلح الذي يستخدم الحسابات المزيفة بكثافة في اتجاه معين، من أجل الدفاع عن وجهة نظر محددة أو الهجوم عليها، ويعني أيضاً مُصطلح لجنه إلكترونية أو اللجان الالكترونية، وهو أحد أذرع حروب الإنترنت.
ويعتمد هذا النظام على استخدام المنصات الأجتماعية مثل "فيس بوك"، و"تويتر"، لتوجيه المجتمع في مختلف القضايا السياسية والإجتماعية والإقتصادية، وحتى قضايا الفن والتقنية وقضايا المجالات الأخرى مثل المواضيع الدينية.
وتعمل كتائب الذباب الإلكتروني، من خلال فرض أمر الواقع، والتأكيد على أن أصحاب فكرة محددة أو رأي معين هم الأغلبية، وتستخدم تلك التقنية الكثير من الحسابات المزيفة كي تنجح.
وتعمل كتائب الذباب الإلكتروني على التصدي للرأي المخالف من خلال التعليقات المعارضة، ونشر منشورات للهجوم على الرأي الأخرأو الجهة المستهدفة.
وهناك عدة آليات من أجل استخدام الذباب الإلكتروني، الأول يمكن استخدامه من خلال نشر تعليقات بأسلوب لبق واستعراض وجهة نظر مخالفة، أو المطالبة بزيادة الرواتب وبث الشائعات حو قضية ما، أو التعليق بألفاظ مسيئة للتأثير على نفسية الناشطين سلباً، ودفعهم للتوقف عن إثارة الموضوع ونشره.
آليات عمل الذباب الإلكتروني
كما يقوم الذباب الإلكتروني أيضاً، بنشر "هاشتاج معاكي"، والاعتماد على النشر فيه بكثافة كي يتفوق في النشاط والكثافة على الهاشتاج الأصلي، وبتلك يساهم ذلك في عدم الوثوق في الهاشتاج الأصلي والتقليل منه وإظهار أن الأغلبية مع فكرة الهاشتاج المزيف التي تدافع عنها الكتائب الإلكترونية.
عقوبة الشائعات
وعلى الرغم من استخدام جماعة الاخوان وأعضائها وسائل التواصل بهدف محدد وبمعرفة تامة بالعواقب القانونية ، الا أن هناك يتداول هذه الشائعات بدون علم بخطورة هذه الفعل المجرم قانونا للمشاركة فى الشائعة أو ما يُطلق عليه بـ"الشير" عبر منصات السوشيال ميديا.
ففي المادة 39 من قانون العقوبات والفاعل مع غيره هو بالضرورة شريك يجب أن يتوافر لديه ما يتوافر لدى الشريك من قصد المساهمة في الجريمة حيث يعتبر "مروج الشائعة" هو مرتكب الجريمة كأنه هو الذى أصدر الشائعة وأسس لها خاصة أن الشائعة يدخل فى ارتكابها جملة أعمال فهى لا تنتشر من فرد واحد ولكن من جملة أعمال أو أفراد، كما أن "الشير" و"اللايك" للشائعة تهمة إلى أن يثبت الشخص حسن نيته، ويعاقب عليها القانون بعامين سجن وغرامة مادية.
وسيلة الاتصال الرئيسية
وفي هذا السياق، يقول الدكتور أحمد أبو طالب، خبير الاتصالات، إن السوشيال ميديا أصبحت وسيلة الاتصال الرئيسية بين أفراد العالم، فلم يعد للتلفزيون أو الراديو أثر مثل السوشيال التي لها قوة لمتابعتها من قبل الكبير والصغير.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن السوشيال ميديا وسيلة عالمية تربط العالم ببعضه، وتمكن جميع الأفراد من استخدامها في وقت واحد، وهذا ما يتيح للجماعة سهولة استخدامها ونشر الأخبار المفبركة بها، لسهولة تصديقها لدى المواطنين.