باحث قبطي: البدع المنتشرة الآن أكثر من عصر مجمع أفسس الأول والكنيسة تتصدى لها
قال كريم كمال الكاتب والباحث في الشأن السياسي والقبطي ورئيس الاتحاد العام لاقباط من أجل الوطن، أن هناك بعض الامور المتطابقه بين عصر مجمع أفسس الاول الذي انعقد في عام 431 م بين العصر الحالي من ناحيه ظهور بعض البدع وتصدي الكنيسة لها.
وأوضح "كمال"، في تصريح خاص لـ "بوابة الفجر"، ان أسباب انعقاد مجمع افسس الاول، هي بدعة بيلاجيوس Pelagianism، الذي كان راهب قس من بريطانيا وكان ينادى بأن "خطية آدم قاصرة عليه دون بقية الجنس البشري وأن كل إنسان منذ ولادته يكون كآدم قبل سقوطه، وقال ايضًا أن الإنسان بقوته الطبيعية يستطيع الوصول إلى أسمى درجات القداسة بدون انتظار إلى مساعدة النعمة، مؤكدًا ان هذه التعاليم الفاسدة تهدِم سِرّ الفداء المجيد ويُضْعِف من دم السيد المسيح.
وأضاف الباحث في الشأن السياسي والقبطي ورئيس الاتحاد العام لأقباط من اجل الوطن، أن ظهور البدع ومحاربه الشيطان للكنيسه ومحاولة تقسيمها أمر موجود في كل العصور والازمان ولكن في نفس الوقت دائما يرسل الله للكنيسه اباء عظماء يحافظون علي الايمان القويم، لافتا الي أن في العصر الحديث الراحل قداسه البابا نشودة الثالث، كان لقداسته دور كبير في الحفاظ علي الايمان الارثوذكسي القويم والتصدي للبدع والهرطقات في ظل ظهور الميديا وتاثيرها الكبير علي البشر بجانب تاسيس عدد كبير من الكليات اللاهوتيه التي تخرج منها جيل ساهم بدور كبير في محاربه البدع والحفاظ على الايمان.
وأشار الى أن عهد الارشدياكون حبيب جرجس الذي اسس مدارس الاحد ووضع اللبنية الاولي للتعليم في الكنيسه في عصرنا الحديث.
واكمل قائلًا: مع توالي قداسة البابا تواضروس الثاني الكرسي المرقسي، بدأ عصر جديد في الكنيسه القبطية، حيث سعي قداسته لتفعيل الحورات اللاهوتيه والتقارب مع الكنائس الاخري وهو امر اثار جدل لدي البعض وخصوصًا في مواضيع حساسة مثل توحيد الاعياد ووثيقه المعمودية.
وأكد أن تلك الامور دعت البعض الي تشبيه ظروف العصر الحالي بنفس ظروف انعقاد مجمع افسس الاول ومحاكمه نسطور، والحقيقه ان البدع المنتشرة الان اكثر بكثير من عصر مجمع افسس الاول وغيرها من المجامع المسكونيه، مؤكدا بانها تنتشر الان الكثير من البدع والهرطقات والتي يتم انتشارها سريعه بسبب الميديا.
ولفت الى أن الكنيسه القبطية تعاني من ظهور عدد من المعلمين لا ينتمي فكرهم وتعاليمهم الي تعاليم الكنيسه وقد ظهر ذلك من خلال ظهور عدد من المدارس التعليميه والمراكز والتعليم الخاطئة مثل اسطورية قصص الكتاب المقدس، وهي امور تستدعي سرعه حسم الامر واتخاذ قرارت حاسمة من المجمع المقدس ضد اي تعليم خاطئ.
وأكد كمال، أن المجمع المقدس برئاسه قداسه البابا تواضروس الثاني محل ثقة للاقباط، ونحن نثق في قداستة وفي اعضاء المجمع ثقة بلا حدود ونثق ان الحفاظ علي الايمان الارثوذكسي وعدم اتخاذ اي قرار لا يتوافق مع التعليم الصحيح عامل اساسي داخل المجمع ولكن في نفس الوقت يجب علي المجمع سرعه اتخاذ قرارت حاسمه ضد اي معلم او مركز او مدرسه تقوم بتدريس تعليم لا يتوافق مع التعليم الارثوذكسي السليم باقصي سرعة، لان ربما مع الوقت وانتشار تلك المراكز يصعب السيطرة علي الامر وهنا يجب ان نؤكد ان وحدة التعليم داخل الكنيسه امر ضروري جدا.