في حوار لـ'الفجر'.. باحث قبطي: قانون الأحوال الشخصية 'باطل'.. وتدريس التراث المسيحي 'صائب'

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


- تقسيم إيبارشية المنيا سيترك آثار سيئة لدى الشعب
- توحيد المعمودية بين الكنيستن الأرثوذكسية والكاثوليكية أخذ غير حجمه
- قانون الأحوال الشخصية باطل
- قانون بناء الكنائس أنصف الأقباط

كشف الباحث في الشأن القبطي، كريم كمال، رئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، أن هناك اسهامات لمسيحيين عرب شاركوا في الحضارة العربية وبالأخص في العصر العباسي، مؤكدا أنه عصر ذهبي للمسيحية العربية، كما قرار المجمع المقدس في استثناء أقباط المهجر من القوانين الأخيرة التي أصدرها مؤخرا بأنه قرار صائب، وعن التعهد الجديد للزوجين أكد أنه لن يغير شيء من الواقع؛ لأن مطلوب تغير القلوب قبل تغير اي شي أخر.

رأي أن توحيد المعموديه بين الكنيستى الارثوذكسية والكاثوليكيه أخذ حجم اكبر من حجمه بكثر؛ لأن الوثيقه التي تم التوقيع عليها من البابا فرنسيس البابا تواضروس لم تكون وثيقه توحيد معموديه ولكنها وثيقه بتطالب بمزيد من الحوارات اللاهوتية للوصول إلى توحيد المعموديه في أخر المطاف، وفي حوار خاص لـ " بوابة الفجر" يجيب الناشط والباحث السياسي كريم كمال عن أسئلة الآتية: 

* أثار قرار إلغاء تدريس مادة التراث القبطي وتبديلها بالتراث العربي المسيحي في معهد الدراسات القبطية غضب رواد التواصل الاجتماعي ماهو تعليقك؟

لقد أُهمل التراث العربي المسيحي الزاخر الذي يحتوى على اسهامات المسيحيين العرب فى الحضارة العربية حيث ساهموا مجموعة من المسيحيين العرب ا بدور بارز في الحضارة العربية وخاصة في العصر العباسي وهو العصر الذهبي للمسيحية العربية، ويمتد من القرن الثامن حتى القرن الرابع عشر، تحديدًا من سنة 750 إلى نحو سنة 1350، ومنهم: حُنين ابن اسحاق، يَحيى بن عدي، ثاودورس أبو قرة، حبيب أبو رائطة التكريتي، ساويرس بن المقفع، البطريرك تيموثاوس الأول، قسطا بن لوقا وغيرهم.

والحقيقه قرار تدريس التراث العربي المسيحيي في معهد الدراسات القبطيه تأخر كثيرا لأن جزء هام من تاريخ المسيحيه في المشرق، ويجب علينا أن نُعلم الأجيال الجديدة تاريخهم بأمانه ودقه بجانب اهميه هذا التراث وتاثيرة علي مسيحيي المشرق وعلي الكنائس الشرقيه المختلفه بشكل مباشر وقرار تدريس التراث قرار يستحق التحيه والتقدير والغاضبون من ذلك لا يعرفون أهميه هذا التراث غضبهم ليس مبرر.

* كيف تقرأ فيما أورد المجمع فى توصياته بإستثناءً كنائس المهجر من تطبيق بعض القوانين المسيحية؟

قرار المجمع المقدس للكنيسه القبطيه الارثوذكسيه بإستثناء كنائس المهجر من بعض القوانين الكنيسه، قرار صائب جدا لان الوضع في بلاد المهجر يختلف كثير عن مصر، وهنا يجب ان نقراء القرار بعنايه فائقة حتي لا يفهم القرار بشكل خاطي، لان الإستثناءات التي أقرها المجمع المقدس ليست جوهرية كما يعتقد البعض ولكنها في أمور تمس واقع المهجر مثل عدد ساعات الصيام قبل 8 أول ساعات، حيث لا يستطيع البعص الصيام 8 ساعات قبل التناول بسبب ظروف العمل او مكان بعض الكنائس الذي يبعد عن التجمعات السكنية.

والمجمع المقدس محل ثقه لجموع الأقباط واعضاء المجمع احبار اجلاء يحرصون كل الحرص على الحفاظ على الإيمان الأرثوذكسي.

* ما طريقة تلاوة تعهد العرسان الجديد الذى اشترطه المجمع المقدس مؤخرًا؟

في رأيي الشخصي أن تغير صيغه التعهد لن تغير شي من الواقع؛ لأن مطلوب تغير القلوب قبل تغير اي شي اخر وبالطبع تربيه المنزل وخدمه الكنيسه من افتقاد ومدارس احد واعتراف هي العامل الموثر الحقيقي في الحياة الزوجيه.

* تصريحات البابا عن مناقشة فكرة توحيد المعمودية بين الكنيستين الأرثوذكسية الكاثوليكية هل يتم الاتفاق عليه ماهو توقعك؟

الحقيقة موضوع توحيد المعموديه بين الكنيسة القبطية الارثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية اخذ حجم اكبر من حجمه بكثر؛ لأن الوثيقه التي تم توقيعها من قداسه البابا فرنسيس وقداسه البابا تواضروس لم تكون وثيقه توحيد معمودية ولكنها وثيقه تطالب بمزيد من الحوارات اللاهوتية للوصول الي توحيد المعموديه في اخر المطاف، وهو امر لم يحدث في القريب العاجل وليس حقيقي انه كان هناك وثيقة اخرى وتم تغيرها في اخر لحظة بعد ضغوط علي قداسه البابا تواضروس، لان بابا الكنيسه لا يخضع لاي ضغوط بجانب ان الكنيسه القبطيه كنيسة مجمعية وليس كنيسه باباوية، حيث لا يتخذ بابا الكنيسة القبطية اي قرار إلا بعد موافقة ثلثي المجمع المقدس حسب لائحة المجمع.

* هل سيطبق البابا قرار تقسيم ايبارشية المنيا وابوقرقاص أم لا، وفي حالة التقسيم كيف يكون مصير الانبا مكاريوس، هل سيتم نقله ام سيتم تجليسه عقب التقسيم؟

لا أحد يعرف إذا كان قداسه البابا تواضروس سيستجب لشعب المنيا وابو قرقاص ويجلس نيافه الانبا مكاريوس اسقف عليها بلا تقسيم ام لا، وانا اتمني ان يستجيب قداسه البابا لطب ابنائه من كهنه وخدام وشعب المنيا بتجلس نياف الانبا مكاريوس عليها ورسامه أساقفه مساعدين له اذا كان نيافته في حاجه للمساعد، وتقسيم المنيا سيترك اثار سيئة لدي الشعب بان هناك ضغوط علي الكنيسه من اجل ابعاد الانبا مكاريوس، واعلم ان ليس هناك اي ضغوط من اي جهه علي الكنيسه والقرار في يد قداسه البابا والمجمع المقدس.

* ماذا تم في قانون الأحوال الشخصية وما هي أحدث المستجدات ؟

كيف نطلق على قانون الاحوال الشخصية الجديد قانون موحد وهناك طائفة لها بطريرك في مصر ومعترف بها من الدوله مستبعدة من القانون هي بطريركية الإسكندرية وسائر افريقيا للروم الارثوذكس وهي نقطة خطيرة جدا تعرض اي قانون موحد يصدر للبطلان والطعن عليه، وايضا هناك نقطة خطيرة جديدة في القانون تمنع تغير الطائفة او الملة في حالة طلب الطلاق وهذا موضوع في غاية الخطورة، لان القانون المصري يسمح بتغير الديانة وهو امر لا تستطيع الكنيسة الاعتراض علية، فكيف يكون مسموح للاقباط بتغير ديانتهم ولكن غير مسموح لهم تغير طائفاتهم، الموضوع شائك جدا والقانون لن يصدر بسهولة وخصوصا انه مازال ايضا هناك نقاط خلاف بين الارثوذكس والكاثوليك والانجيليين حول شروط الطلاق وبطلان الزواج وتخصيص باب لكل طائفة، وهذا يعني ان القانون ليس موحد. 

* قانون بناء الكنائس هل هو إنصاف للأقباط وإصلاح ما تبقى من أخطاء في العهود السابقة أم هي تسببت في عوائق من نوع أخر؟

قانون بناء الكنائس أدى إلى تقنين عدد كبير جدا من الكنائس، حيث تم تقنين وتوفيق أوضاعها بواسطة اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس والتي تم تشكيلها في يناير 2017 برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية 6 وزراء (الدفاع - الإنتاج الحربي - الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية - التنمية المحلية - الشئون القانونية ومجلس النواب - العدل - الآثار)، وممثلين عن الطائفة المعنية، وجهاز المخابرات العامة، وهيئة الرقابة الإدارية، وقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية والتي أسفرت حتى الآن عن توفيق أوضاع 1109 كنيسة ومبنى على مستوى الجمهورية، موزعة على النحو التالي (681 كنيسة - 428 مبنى) وهو امر جيد جدا ولكن مشاكل الكنائس وخصوصا في بعض قرى الصعيد لن تنتهي إلا بالغاء الجلسات العرفية وسيادة القانون علي الجميع.

وبالطبع القانون أنصف الأقباط وحل الكثير من مشاكل العهود السابقة، ولكن اقر بدون إلغاء الجلسات العرفية، وسيادة القانون سوف يظل القانون عاجز امام الكثير من حالات إغلاق الكنائس.

* في رسامة الرهبان الجدد يطلب منهم بالتوقيع علي إقرار بعدم استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي! هل هي تعتبر تقييدًا لحرية الراهب ام لا؟ وما هو الهدف منها؟

من وجهة نظري موضوع اقرار الراهب الجديد بعدم التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي ليس لة قيمه مالم يكون هناك اقتناع دخلي لدى الراهب بأنه مات عن العالم، لان من يريد ان يتواصل علي وسائل التواصل الاجتماعي من السهل جدا ان يعمل اكاونت باسم مستعار وانا حرمان الراهب من استخدام الانترنت ليس حل لكل الامور ان نضع تعاهدات ولكن الحل الافضل ان نختار طالبي الراهبنة بعناية فائقة والتاكد من ان طالب الراهبنه هدفه الوحيد هو البعد عن العالم والتفرغ للعبادة.

* إلى أى مقياس نستند فى حكمنا على تعاليم معينة بأنها مخالفة للكنيسة؟

نعرف أن التعليم خاطئ وانه مخالف للكنيسة، اذا كان يخالف تعاليم الانجيل وتعاليم الدسقوليه التي هي تعليم الرسل الاطهار بجانب تعاليم الاباء الكبار الاولين مثل القدسين اثناسيوس الرسول وديسقورس وكيرلس عمود الدين فمن يخالف تعاليم هولاء يخالف الكنيسة واي تعاليم تخالف تعاليم المصادر المذكورة تخالف تعاليم الكنيسة ونحن نشكر الله ان في العصر الحديث ارسل لنا آباء عظماء حافظوا على الايمان القويم.