بعد بدء محاكمته في الجزائر.. من هو سعيد بوتفليقة؟
شرعت المحكمة العسكرية في مدينة البليدة الجزائرية، في محاكمة سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الجزائري السابق، الذي يواجه تهم "المساس سلطة الجيش والمؤامرة ضد الدولة"، إذ كان يعتبر الرجل القوي الفعلي في القصر الرئاسي، منذ تعرض شقيقه لجلطة دماغية في إبريل 2013، لكن من دون سلطات دستورية.
وكان قاضي التحقيق لدى المحكمة العسكرية بالبليدة، قد أمر بإيداع سعيد بوتفليقة الحبس المؤقت، هذا إلى جانب كل من قائدي المخابرات السابقين الفريق محمد مدين (المعروف باسم الجنرال توفيق) وخلفه بشير طرطاق.
ويشهد محيط المحكمة العسكرية، إجراءات أمنية مشددة، تمثلت بإغلاق كل المنافذ والطرق المودية إلى محيط المحكمة العسكرية بالبليدة على بعد كيلومتر، وتزامنًا مع ذلك، تستعرض "الفجر"، السيرة الذاتية لـ "سعيد بوتفليقة"، الذي أوقف في الخامس من مايو المنصرم، فيما يلي.
رحلته من الجزائر لباريس
ولد الأستاذ الجامعي والسياسي الجزائري صاحب (61 عاماً)، وأهم الناشطين في الحزب الشيوعي الجزائري، في وجدة بالمملكة المغربية، وهو الشقيق الأصغر لعبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري السابق بين 1999 و 2019، وبعد الاستقلال سنة 1962 عادت عائلته إلى الجزائر.
ودرس كل الأطوار التعليمية في الجزائر إلى أن حصل على درجة مهندس من جامعة باب الزوار، وفي 1983 طار إلى باريس ليواصل دراسته، ثم عاد إلى الجزائر سنة 1987 ليشتغل في الجامعة.
طريقه إلى قصر الرئاسة
ظل السعيد أستاذا ونقابيا حتى سنة 1999، وهي السنة التي فاز فيها شقيقه الأكبر عبد العزيز بالرئاسيات، وقد ألحقهُ مستشارا خاصا لديه، ومنذ ذلك الحين لم يغادر منصبه، إذ أشرف السعيد على إدارة حملات شقيقه الرئاسية في 2004 و2009 و2014، فكان يرافقه في كل خرجاته الرسمية إلى الولايات لكنه لم يكن يدلي بأية تصريحات رسمية، ما جعله بعيدا عن الأنظار إعلاميا وشعبيا، حتى وصفته وسائل إعلام محلية بـ"عين السلطان" التي تنقل له كل شيء، بالاضافة إلى نسج السعيد، علاقات مع رجال الأعمال، أبرزهم على الإطلاق، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، الذي يلعب دورا بارزًا في الحملة الانتخابية الحالية للرئيس بوتفليقة، وأصبح بينهم علاقة صداقة قوية.
ويقوم حداد بالإنفاق على مهرجانات انتخابية للأحزاب الموالية للرئيس، وتم انتخابه كرئيس لمنتدى رجال الأعمال الجزائريين في عام 2014 وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 2018.
بوابة ظهوره للجزائريين
ظهورة إلى جانب شقيقه في بعض المناسبات، ظل محفورًا في أذهان الجزائريين، دون تفسير، إذ لم يكن أحد يتساءل عن الهدف وراء هذا الظهور، على اعتبار أنها خرجات مع العائلة والشقيق في نشاطات رسمية وغير رسمية، فضلا عن أن السعيد كان يحمل صفة مستشار الرئيس، ما سمح له بالتحرك بحرية، حتى بدأ السعيد يكثّف خرجاته في الجنائز والوقفات التضامنية، فظهر في جنائز سياسيين وعسكريين ومثقفين، وأثيرت تساؤلات عدة في الإعلام والشارع حول الهدف من هذا فهل هذه "بوابةً جديدة" لترشيح سعيد لرئاسيات 2019، أم ماذا.
ولم يسلم سعيد، بعد خروج المظاهرات في الجزائر على مدار الأيام الماضية مطالبين بعدم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفترة خامسة، وذلك في وقت يتلقى فيه الرئيس العلاج في مدينة جينيف السويسرية، بعد أن اتهم في أوقات سابقة بأنه الشخص الذي يدير البلاد فعليًا.
ومنذ استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مطلع أبريل تحت ضغط حركة الاحتجاج غير المسبوقة التي هزتّ الجزائر منذ قرابة سبعة أشهر، فتح القضاء سلسلة تحقيقات في قضايا فساد وتقرر وضع عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين السابقين في الحبس الاحتياطي.