معاناة المرأة في عهد أردوغان
ناضلت المرأة التركية حتى الآن دون توقف ضد الذهنية الذكورية التسلطية في كلٍ من تركيا والمنطقة عامة وما تم تحقيقه من حقوق للمرأة تم استهدافه في فترة حكومة حزب العدالة والتنمية وخاصة بعد تولي أردوغان الرئاسة في تركيا، في حين أن عدد النساء اللائي قُتلن في عام 2002 عندما تولى حزب العدالة والتنمية السلطة كان 66 إمرأة، فإنه ووفقاً لمنصة وقف جرائم قتل النساء ، بلغ عدد النساء اللائي قُتلن في عام 2018 حوالي 440 امرأة، حسبما قالت الصحفية التركية كولشن كوجوك، محررة وكالة المرأة Jinnews.
وأكدت "كوجك"، أن هذه الزيادة
في نسبة الجرائم بحق النساء ليست مستقلة عن خطاب السلطة، موضحة أنه كان نهج حزب العدالة
والتنمية تجاه المرأة هو نفسه بالفعل منذ بداية العملية التي وصلت فيها إلى السلطة.
وأضافت:" على سبيل المثال، قالت فاطمة
شاهين البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، وفي الفترة التي كانت تنتظر أن تصبح رئيسة
لجنة المساواة بين الجنسين في البرلمان التركي عام 2004 ، "سننشئ لجنة تهيمن عليها
النساء؛ ومع ذلك، سيشارك الأعضاء الذكور أيضًا في اللجنة لمنع سن قوانين ذا طابع نسوي
تمامًا"، بمعنى آخر ، فإن "مصير النساء" ترك للرجال.
ولفتت إلى أنه تم تطوير خطاب مماثل لدعم
هجمات الحكومة على مكاسب المرأة، ففي برنامج افطار على قناة TRT
1 الحكومية، تحدث عمر توغرول اينانجر احد المتصوفين
لهذا الفكر الذكوري قائلاً:"يُسمح للأم بالجلوس في المنزل كاجازة أمومة، وليس
المشي في الشارع، "تقولين لقد تزوجت، وحملت" اي أحسنت وهذا لا يتطلب أن تقومي
باظهار بطنك الحامل والمشي بشكلك هذا".
وأكدت أن هذا الخطاب الذكوري لايمحى من
الذاكرة، وفي نفس الوقت، لم يختلف خطاب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عنه بشيء حين
قال:" كل إجهاض هو روبوسكي" كل هذا هو مؤشر واضح على أن الحكومة لم تسحب
يدها ولسانها من الجسد الأنثوي، وتطول هذه القائمة أكثر من ذلك بكثير".
ولفتت إلى أنه مرة أخرى، تسارع انكماش مكانة
المرأة في الحياة الاقتصادية خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية، ووفقا لتقرير المساواة
بين الجنسين لعام 2018 في المنتدى الاقتصادي العالمي فإن تركيا وخلال 12 عاما، تراجعت
25 مرتبة فبعد أن كانت في المرتبة 149 تراجعت الى مرتبة 130.
وتابعت:"تعتمد سياسات المرأة في حزب
العدالة والتنمية على دوامة العنف بدلاً من محاربة العنف ضد النساء فيتسبب في ذبح النساء
والأطفال والطبيعة، وفي الفترة الأخيرة شهدنا قتل أمينة بولوت التي أغضبت المجتمع،
إلا انها لم تكن الأخيرة أيضاً، فبينما تزيد النساء نضالاتهن، فإنهم يحاولون فرض المزيد
من الضغوطات عليهن، ومع ذلك، فإن الضغوط المفروضة للحد من نضال المرأة تصبح سبباً لترفع
المرأة من وتيرة نضالها بشكل أكبر، وفي الفترة الأخيرة تم إنهاء العمل باتفاقية مجلس
أوروبا لمنع ومكافحة العنف ضد المرأة والتي سميت بوثيقة اسطنبول التي جاءت نتيجة نضال
المرأة الطويل.
وحسب قولها فإن أحد أهم المواضيع التي تشغل
بال المرأة هو عزل رؤوساء عدة بلديات مدن كردية من حزب الشعوب الديمقراطي المنتخبين
وتعيين موالين لحزب العدالة والتنمية بدلاً عنهم، كما هو معلوم، فإن ما قام به حزب
العدالة والتنمية بقيادة أردوغان في عام 2016 وعزل رؤوساء بلديات حزب الشعوب الديمقراطي
كان أحد أهدافه هو ضرب نظام الرئاسة المشتركة (رجل وإمرأة) المتبعة في بلديات المناطق
الكردية وجاء تعيينات حزب العدالة والتنمية لضرب المؤسسات النسائية داخل البلديات.
كما تم عزل 94 رئيس بلدية من مهامهم، وبعد
ثلاث سنوات تكرر نفس السيناريو وفي 19 أغسطس، تم عزل رؤوساء بلديات كلٍ من، وان وماردين
وديار بكر، وتعيين موالين لحزب أردوغان بدلاً عنهم والهدف هو "نظام الرئاسة المشتركة".
الذي يعمل به حزب الشعوب الديمقراطي ويكون فيه التمثيل المتساوي للجنسين والذي تحقق
نتيجة نضال سنوات مريرة، وفي الأيام الأخيرة ، تم عزل رؤوساء بلديتين أخريين لـ HDP واعتقالهما
وتعيين موالين لـ AKP بدلاً عنهما
في مواجهة كل هذه الممارسات كان شعار جين
جيان آزادي (حرية حياة المرأة) هو الدافع لنضال النساء الكرديات ضد كل هذه الانتهاكات،
وانتصرت المرأة ومن أجل كسب المزيد من حقوقهن ومازلن تقاومن دون توقف.