إيمان حلمي تكتب : آفة العصر

ركن القراء

د. إيمان حلمي
د. إيمان حلمي


تعلمنا أثناء سنوات الدراسة في مجال الإعلام أن أول بنود ميثاق الشرف الإعلامي هو ( الإعلام رسالة والحرية المسئولة أساس ممارسة العمل الإعلامي) وأيضاً تعلمنا أن أحد أهم بنود هذا الميثاق هو ( الاعتماد علي مصادر معلنة وواضحة ومسئولة وتجنب تداول الشائعات والأخبار المجهولة)، كما تعلمنا علي مدار سنوات دراستنا سبل التحقق من الأخبار وكيفية التصدي للشائعات التي من شأنها زعزعة أمن الوطن.

ولكن في السنوات القليلة الماضية جاء كل ما تعلمناه ليُضرب به عرض الحائط في ظل غياب وزارة للإعلام وتدني الدور الذي قام به اتحاد الإذاعة والتليفزيون علي مدار سنوات نشأتنا ، وأصبحنا نجد كوادر غير مؤهلة إعلامياً تطالعنا عبر الشاشات لتخبرنا ماهية المعلومات والأخبار التي يجب علينا تصديقها من عدمه.

وأصبح الإعلام في الفترة الحالية مهنة من لا مهنة له ، وذلك في تدني واضح لمعايير إختيار الكفاءات الإعلامية الواجب ظهورها في المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد.

لا يجب ترك الشعب لقمة سائغة لكل الكارهين والمعادين للوطن من قنوات كارهه لاستقرار مصر العظيمة ، ووسائل تواصل إجتماعي أصبحت كالخنجر الذي ينحر عنق الوطن وذلك بما تنشره من شائعات مهددة لأمن المواطن المصري.

أين إعلامنا من كل هذه الفوضي!
لماذا لا يتم الرد علي الأخبار الزائفة بآلية محددة مدروسة لكي نهدئ من روع الناس؟
أين المسئولية الاجتماعية للإعلاميين الحاليين الذين يتصدرون المشهد!
وأين التوازن في عرض الأخبار؟

نداء لأصحاب القرار ، الدولة التي لا تُصلح منظومتها الاعلامية يُسقطها إعلام الدول المعادية ، ولهذا يجب أن يتم إصلاح المنظومة الاعلامية علي الفور ، ويجب اختيار الكوادر الاعلامية المدربة ذات الكفاءةوالتي تتمتع بثقة ومصداقية بين أفراد الشعب ، كما يجب الرد علي الأخبار الزائفة ببيانات رسمية من مراصد إعلامية لتجديد الثقة بين الشعب وحكومته. ويجب أن تكفل الحكومة للإعلاميين وأفراد الشعب حق الحصول علي المعلومات من مصادرها الرسمية وكفالة حرية الاعلام في عرض الرأي والرأي الآخر حتي يكتسب ثقة الشعب من جديد.

حتي لا يصبح الاعلام هو آفة العصر الحديث التي من شأنها الاخلال بإستقرار الوطن.