"الفجر" داخل مكان أهل الكهف تعرف على القصة ومكتشف الأثر (فيديو وصور)
"أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)، إلى آخر تلك الآيات العظيمات في سورة الكهف بالقرآن الكريم.
وهي السورة التي اعتاد المسلمون قراءتها صباح كل جمعة والتي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم أن قراءتها نورٌ لما بين الجمعتين، وعلى الرغم من أن السورة لا تضم قصة أهل الكهف وحدهم ولكنها سميت باسمهم تكريمًا وإعلامًا بقصتهم ذات العبرة والعظة.
وحصلت الفجر على فيديو خاص -تصوير أسما فاروق وهي مصرية زارت المكان- من داخل كهف أهل الكهف، والذي يقع في قرية الرقيم أو الرجيب، وهي قرية أردنية تقع على بعد 7 كيلو متر شرق عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، وفيها يقع الكهف، وقد تم تغيير اسم قرية الرجيب إلى اسم الرقيم بتاريخ 19 فبراير 1977م.
صحفي وراء اكتشاف الكهف
ومكتشف الكهف هو الصحفي تيسير ظبيان، في عام 1951، حيث قام بنشر أول صورة له على مجلة الشرطة العسكرية السورية، وأبلغ دائرة الآثار الأردنية، والتي أوكلت البحث لعالم الآثار الأردني رفيق الدجاني بالتعاون مع مجموعة كشافة الرسول الأعظم لمؤسسها تيسير ظبيان.
الدلائل الأثرية
تعد قرية الرجيم في الأردن من أقدم القرى، وكان اسمها القديم المتداول هو قرية الرقيم، من رَقَمَ أي كتب،وهو ما يتوافق مع ما ورد في سورة الكهف حيث قال الله تعالى مخاطبًا رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً) (سورة الكهف: الآية 9)، وهذا يرجح احتمالية أن قرية الرجيب هي الموقع الصحيح لأصحاب الكهف وع الاعتبار وجود أكثر من موقع في الشرق الأوسط يعتقد الناس أنه لأصحاب الكهف.
كهف قرية الرقيم في المملكة الأردنية، فيه ثمانية قبور وبالقرب من باب الكهف عصر علماء الآثار على جمجمة كلب -الفك العلوي فقط- وكان حارسهم، إذًا فالدلائل ال تشير إلى أن أصحاب الكهف سبعة من بينهم الراعي، والثامن هو الكلب الذي دفن الكلب على عتبة الباب حيث كان يحرس، ولم يدفن في القبر الثامن؛ ولا يعلم لمن القبر الثامن.
وتحكي الآيات عن رب العزة "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم؛ قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل، فلا تمارِ فيهم إلا مراءً ظاهراً ولا تستفتِ فيهم منهم أحداً" الكهف 22.
القصة كما حكاها التاريخ
تاريخيًا فمغارة أهل الكهف هي التي اتخذها عدد من المؤمنين بالمسيحية، مرقداً لهم لما دخلوها هاربين بأنفسهم ودينهم من طغيان الملك دقلديانوس، ويرجح أنه قد عثر على الكهف مرة أخرى في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني 408- 450 م؛ العصر الروماني بعدما انتشرت المسيحية.
أهل الكهف في الديانة المسيحية
ورد ذكر قصة أهل الكهف في الديانة المسيحية كما ذكرها السنكسار القبطي، باسم الفتيان السبعة القديسين الذين من أفسس، وبحسب الرواية كان الفتيان السبعة من أتباع الديانة المسيحية واستشهدوا محبوسين في الكهف بأمر الملك ديقلديانوس في القرن الثالث الميلادي عام 252م هربا من الوثنية.
وفي عهد الملك ثاؤذوسيوس الصغير وجدت سيرتهم على لوح نحاسى داخل الكهف وعلم أنه مضى على وجودهم بالكهف 309 سنة، ويلقبون في الديانة المسيحية باسم النوّامة السبعة؛ وبالإنجليزية Seven Sleepers، وهم قسطنطين، مكسيموس، مرتينيانوس، مالخوس، ديوناسيوس، يوحنا، سرابيون.
أهل الكهف في الإسلام
وردت القصة في سورة الكهف وهي عبارة عن قصة من خمس قصص وردت بالسورة، حيث سأل اليهود الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم، ضمن خمسة أشياء اعتبروا معرفته صلى الله عليه وسلم بها علامة من علامات نبوته.
وقد احتفى القرآن الكريم بالقصة التي أبلغ بها رب العزة الناس على لسان محمد صلى الله عليه وسلم لما فيها من عبرة وعظة، حيث ذكرتهم السورة في اليات من 9-26، وسميت باسمهم لما قدموه من تضحيات في دينهم حيث تركوا حياة الترف التي كانوا يعيشونها واعتزلوا الناس في الكهف هربًا بدينهم ولعبادة وتوحيد الله دون غيره مضحيين بزهرة شبابهم ومتع وملذات الدنيا.
بسم الله الرحمن الرحيم
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا. إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا. فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا، ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا، نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى. وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا. هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا. وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا. وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا. وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا" الكهف.