رئيس وزراء كندا متهم بالعنصرية بسبب "ألف ليلة وليلة" (صور)
كشفت مجلة "التايم" الأمريكية عن حصولها على صورة لرئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، وهو متنكر في شكل رجل أسود خلال حفلة في المدرسة الخاصة التي كان يقوم بالتدريس فيها في ربيع عام 2001.
ولم يتم الكشف عن هذه الصورة من قبل، حيث تم التقاطها في حفل يحمل طابع "ألف ليلة وليلة". ويظهر ترودو، الذي كان يبلغ من العمر 29 عامًا وهو ابن رئيس الوزراء السابق الراحل بيير ترودو، وهو يرتدي عمامة ووجهه ورقبته ويديه لونهم قاتم.
وتظهر الصورة في الكتاب السنوي لأكاديمية ويست بوينت جراي للعام الدراسي 2000-2001، وهي مدرسة نهارية خاصة كان ترودو مدرسًا فيها.
وأوضحت "التايم" أنها حصلت في وقت سابق من هذا الشهر على نسخة من الكتاب السنوي "ذا فيو" (The View)، الذي يحمل صورة ترودو، من رجل أعمال "مايكل آدمسون"، الذي كان جزءًا من أعضاء هيئة تدريس الأكاديمية. لم يكن آدمسون في الحفل، وقال إنه شاهد الصورة لأول مرة في يوليو وشعر أنه يجب نشرها على الملأ.
ترودو يعتذر عن الصورة "العنصرية"
وفي حديثه إلى الصحفيين مساء الأربعاء، بعد نشر "التايم" للصورة، اعتذر ترودو قائلًا: "لم يكن ينبغي عليّ فعل ذلك. أنا آسف حقًا".
وعندما سُئل عما إذا كان يعتقد أن الصورة عنصرية، أجاب:" نعم كانت كذلك. لم أعتبرها عنصرية في ذلك الوقت، لكننا الآن نعرف الأمور بشكل أفضل".
وقال ترودو إنه كان يضع "مكياج" أسود اللون في المدرسة الثانوية ليغني أغنية "Day-O"، وهي أغنية شعبية جامايكية يؤديها المغني الأمريكي من أصول إفريقية وناشط الحقوق المدنية هاري بيلافونتي. وأضاف: "أشعر بالأسف العميق لأنني فعلت ذلك".
وأكدت زيتا أسترافاس، زعيمة العلاقات الإعلامية للحزب الليبرالي الكندي الذي يرأسه ترودو، أن رئيس الوزراء كان في الصورة.
وقالت أسترافاس: "لقد تم التقاط هذه الصورة أثناء قيامه بالتدريس في فانكوفر، خلال العشاء السنوي للمدرسة والذي كان يحمل شعار" ألف ليلة وليلة". وقد حضر مع الأصدقاء والزملاء الذين يرتدون زي شخصية من علاء الدين".
ترودو في ورطة بعد إطلاق حملة إعادة انتخابه
وتعد هذه لحظة حرجة بالنسبة إلى ترودو، الذي بدأ حملته لإعادة انتخابه في 11 سبتمبر وسط فضيحة حول ما إذا كان قد ضغط على مدعيه العام آنذاك لإسقاط تهم الفساد ضد شركة هندسية كندية كبيرة.
فقد دافع زعيم الحزب الليبرالي عن مجموعات الأقليات خلال السنوات الأربع التي قضاها كرئيس للوزراء وجعل احتضانه لثقافات كندا العديدة جزءًا رئيسيًا من قيادته. فما لا يقل عن سبعة من 35 عضواً في حكومة ترودو ينتمون إلى أقليات عرقية.
الصورة لم تكن الأولى.. انتقادات عديدة تعرض لها ترودو
وقد حظى ترودو في وقت سابق باهتمام إعلامي منتظم في الصحافة الكندية والعالمية لاختياره الملابس. وفي عام 2018، تعرض للسخرية بسبب الثوب الهندي المفصل الذي كان يرتديه هو وزوجته وأطفالهم الثلاثة أثناء زيارته للهند.
وتعرض ترودو للانتقادات أيضًا من قبل الفنان روبرت ديفيدسون، وهو عضو من سكان هيدا الأصليين، بسبب وشم على ذراعه الأيسر يستند إلى عمل الفنان. وقال ديفيدسون في عام 2016 إن موافقة حكومة ترودو على منشأة للغاز الطبيعي تعارضها هيدا أظهرت أن رئيس الوزراء لم يكن حساسًا بشكل حقيقي لمخاوف السكان الأصليين في كندا.
