"الجائزة التي لا يريدها أحد".. 5 معلومات عن جائزة نوبل لـ "الانجازات التافهة"
هل سمعت من قبل أن هناك محاكاة ساخرة لجائزة نوبل تُمنح سنويًّا للإنجازات العلمية التافهة؟ حسنًا، هناك جائزة لذلك بالفعل، ويطلق عليها اسم "جائزة إيغ نوبل" أو "جائزة نوبل للحماقة العلمية".
الهدف من الجائزة
قامت المجلة العلمية الفكاهية "Annals
of Improbable Research"
بتأسيسها في عام 1991م، والهدف الرئيسي من الجائزة تشجيع البحث العلمي من خلال الاحتفاء
بالأفكار غير التقليدية والمبتكرة وتكريمها؛ فعلى المرشحين عرض أفكارهم بطريقة تجعل
الناس يضحكون ثم يفكرون، وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات التي تحوز الجائزة تبدو
عديمة الجدوى، إلا أن غالبيتها ذات قيمة علمية.
تقام
احتفالية إيغ نوبل سنويًّا بجامعة هارفارد، ويقدمها مجموعة من الأساتذة البارزين منهم
حائزون جائزة نوبل الفعلية، يحصل الفائزون على 10 تريليون دولار موزمبيقي، وهو أمر
لا قيمة له تقريبا، ويمنح كل من المشتركين دقيقة واحدة لإلقاء خطاب القبول.
وتغطي
الجائزة 10 مجالات مختلفة، ويتم منحها للفائزين في مراسم احتفالية شبيهة بجائزة نوبل
الأصلية، في قاعة ضخمة بمسرح هارفرد ساندرس، ويشهد هذا الحفل حوالي 1200 مدعو كل عام،
كما تتم إذاعته مباشرة على الأنترنت.
أبحاث تافهة أثبتت جدوتها للبشرية
على
الرغم من أن جائزة إيغ نوبل قد يصاحبها في بعض الأحيان انتقادات من قبل بعض الباحثين،
فإن التاريخ قد أثبت أن تلك الدراسات يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى اكتشافات علمية
مهمة.
هناك
دراسة أثبتت أن بعوضة الملاريا تنجذب بشكل متساوٍ إلى رائحتي جبن الليمبرجر وقدم الإنسان؛
ونتيجة مباشرة لتلك الدراسة، وضعت فخاخ الاصطياد باستخدام هذا النوع من الجبن في مواقع
استراتيجية ببعض المناطق في إفريقيا لمكافحة وباء الملاريا.
ومن
الجدير بالذكر أن أحد الأبحاث الحاصلة على جائزة إيغ نوبل في مجال الكيمياء لفت انتباه
اللجنة، حيث درس الميكروبات والسموم في لُحِىِّ الباحثين العاملين بالمختبرات، وفي
وقت لاحق، صارت تلك الدراسة أساسًا لإرشادات السلامة بمختبرات الأخطار البيولوجية حول
العالم.
وفي
عام 2013، حصل مجموعة من الباحثين مناصفة على جائزة إيغ نوبل في مجالي الأحياء والفلك،
حيث قاموا بدراسة قدرة الخنافس على دحرجة كراتها من الروث في خطوط مستقيمة باستخدام
النجوم، ومن ثمَّ، يمكن تطبيق المبادئ المكتشفة في خط سير خنافس الروث في تصميم المركبات
ذاتية القيادة والروبوتات.
نوبل للحمقى إلى نوبل الحقيقية
وبالرغم
من كون الجائز مضحكة إلى أنها تساهم في تعزيز الاعتمام العام بالعلوم، ففي عام 200
فازالسيد أندريه غييم بجائزة إيغ نوبل، ثم جائزة نوبل الحقيقية في عام 2010، وذلك لاستخدام
الخصائص المغناطيسية لتدرج المياه في رفع ضفدع صغير بالمغناطيس.
جوائز عام 2019
حصل
ثلاثة علماء هذه السنة على الجائزة لاكتشافهم أن تكنولوجيا تدريب الحيوانات باستخدام
أصوات مشجعة تصدرها آلة-طريقة التدريب الفعال- مناسبة جدا لتدريب الجراحين.
كما
حصل علماء من هولندا وتركيا على الجائزة لتحديدهم أي النقود أشد قذارة في العالم، حيث
أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تبقى فترة أطول على الأوراق النقدية الرومانية،
في حين لم يلاحظ هذا على الدولارات الأمريكية والكندية والروبية الهندية. والسبب أن
رومانيا تستخدم بوليمير لمنع تزوير عملتها والحفاظ عليها من الاهتراء السريع.
أما
العالم الإيراني إيمان فرحبخش فقد حصل على الجائزة في مجال التكنولوجيا لابتكاره آلة
لتغيير حفاضات الأطفال، وفعلا حصل على براءة اختراع من الولايات المتحدة.
بينما الجائزة في مجال الكيمياء كانت من نصيب عالم
ياباني عن بحث حول كمية اللعاب التي يفرزها طفل عمره خمس سنوات في اليوم.
وفاز
فريتز ستراك من ألمانيا بالجائزة لأنه أثبت
أولا أن مص الإصبع يجعل الطفل يشعر بالسعادة ومن ثم أثبت العكس.،وهناك من دعم النظرية
التي تقول إن تناول البيتزا يساعد على تجنب الأمراض أو حتى الموت، ولكن بشرط أن تكون
قد أنتجت وأكلت في إيطاليا.
وحصل
آخر على الجائزة عن دراسة قديمة عمرها 12 سنة عن الفرق في درجات الحرارة بين فخذي سعاة
البريد الفرنسيين بملابسهم والعراة، أما في مجال السلام، فقد حصل على الجائزة علماء
من دول مختلفة، عن تصميم مقياس لمستوى الشعور بالراحة عند الحكة.
لا يمكننا
إنكار أن جائزة إيغ نوبل نجحت في جذب انتباه الأفراد، وتحويل العلم إلى أمر مثير جدًّا
للاهتمام عن طريق التهكم، والاحتفال بالأفراد غير التقليديين والبارعين والمبدعين وتكريمهم.