ما علاقة شائعات "السوشيال ميديا" بحروب الجيل الخامس؟
تجاوزت وسائل التواصل الاجتماعي دورها التقليدي والطبيعي في اعتبارها وسيلة للترفيه وخلق مساحات جديدة للتواصل بين الأفراد، إلى أداة تستخدم في نوع جديد من الحروب تسمى بحروب الجيل الخامس، وتتميز بأنها حرب لامركزية، وهو المصلطح الذي أطلقته عليها الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد تغير الخريطة الجغرافية والسياسية بها بعد أحداث 11 سبتمبر.
معركة في أماكن افتراضية
اختارت حروب الجيل الخامس من مواقع التواصل الاجتماعي، كي تكون بمثابة الأرض التي تدور عليها رحى المعركة، فهي لا تحتاج إلا حصد أكبر عدد من المتابعين في أسرع وقت، وهو ما توفره السوشيال ميديا لما تحققه من انتشار هائل وفي مدة زمنية قصيرة، لذا فهي تعتبر المكان الأمثل لذلك، فبحسب الإحصائيات الأخيرة، وصل عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق الهاتف المحمول إلى نحو 3.2 مليار شخص، في حين بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم 4.3 مليار، من أصل 7.6 مليار.
كما أظهرت الإحصائيات معدل زيادة مستخدمي مواقع السوشيال ميديا، والذين يصلون لتلك المواقع عبر هواتفهم المحمولة بنسبة10% سنويًا، في حين تبلغ نسبة زيادة عدد مستخدمي الإنترنت بشكل عام 10% سنويًا، مقابل زيادة عدد سكان الأرض بنسبة 1.1%، أي أن زيادة مستخدمي الإنترنت تفوق بأضعاف الزيادة السنوية لسكان الأرض، وإذا ظلت الزيادة تنمو بنفس معدلاتها، فمن المتوقع أن تصل نسبة مستخدمي الإنترنت في العالم إلى 80% وذلك بحلول عام 2030.
تلك النسب الكبير في زيادة أعداد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وضعت الجميع أمام حقيقة لا مفر منها، وهو كيفية مواجهة هذا الاحتلال والصراع الذي يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والأهم كيفية إعداد أدوات جديدة، تضاهي آليات الحرب الجديدة، وتك قادرة على الرد السريع والقاطع على ما تكبته لوحات الهواتف المحمولة، التي يحملها أكثر من ثلث سكان العالم.
كيف يقضي المصريون أوقاتهم السوشيال ميديا؟
لم تكن مصر جزءًا معزلًا عن العالم في ظل التطور الهائل في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يبلغ عدد سكان مصر100 مليون شخص، بينما يزيد عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن 49 مليون مستخدم، مقابل أكثر من 93 مليون مستخدم للهاتف المحمول، و يبلغ عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر 40 مليون مستخدم 38 مليون منهم يستخدمون هواتفهم المحمولة في التواصل، و هو ما يعني أن ما يقرب عن 40% من سكان جمهورية مصر العربية يتواصلون ويتراسلون لحظيًا، وهو ما فسره الخبراء أن مجرد نشر فيديو لا تتجاوز مدته الـ3 دقائق، لن يستغرق أكثر من 60 دقيقة حتى يصل إلى 90% من سكان مصر.
كما أشارت إحصائيات إلى أن المصريين يقضون ثلث أوقاتهم على شبكة الإنترنت، حيث يستخدمون الإنترنت في مصر بما يزيد عن الـ7 ساعات، و هو ما يعني أن المصريين يقضون ثلث حياتهم على الشبكة العنكبوتية وما يحيط بها من وسائل وأدوات، وهو أمر قد يكون جيدًا إذا كان الدخول على الإنترنت بغرض البحث والتعلم، أو التنقيب عن دراسات علمية تعود عليهم بالنفع، لكن الإحصائيات أظهرت عكس ذلك، حيث يقضون 3 ساعات يوميًا بين مواقع الرسائل، وساعة للاستماع للموسيقى، أو المقاطع الصوتية بشكل عام.
وتحتل كلمة "صور" المركز الثاني في عمليات البحث لدى المصريين وتبلغ نسبته 99%من عمليات بحث المصريين، و95% من مستخدمي الإنترنت في مصر، وخاصة موقع جوجل يبحثون عن كلمة فيس، في الوقت الذي يبحث فيه 73% عن كلمة أفلام، و54% من المصريين يبحثون عن موقع يوتيوب، فيما يبحث 52% عن كورة، و42% يبحثون عن ألعاب و36%من مستخدمي الإنترنت في مصر مهتمين بحالة الطقس.