"فوران الدم".. دماء على مذبح كنيسة "عذراء الشك" في إسبانيا "لغز محير"
حصلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على اتفاقية مع الكنيسة الكاثوليكية في أسبانيا في شراكة أخوية لتمكنها من الصلاة وعمل قداسات داخل كنيسة العذراء مريم والمعروفة باسم "عذراء الشك"، التابعة لكنيسة روما للكاثوليك.
وتقع كنيسة "عذراء الشك"، في قرية تدعي إيبورا، في وسط مقاطعة كاتالونيا – إسبانيا.
وقرية إيبورا هي قرية صغيرة عدد سكانها 100 فرد، ويعمل سكانها في الزراعة وتربية المواشي، ويعود تاريخ تلك القرية إلى القرن الحادي عشر حينما تعرضت إسبانيا إلى حروب، فتسببت تلك الحروب إلى ترك سكان هذه القرية ليتخذوا مكان أعلي، حيث منطقة جبلية للدفاع عن أنفسهم من الهجمات في وقت الحروب.
وفي رحلة البحث نكشف عن وجود معجزة يرجع تاريخها ما يقرب عن 1009 عامًا، وهي معجزة " فوران الدم" داخل الكنيسة، وهي تعتبر من اغرب المعجزات، والتي انفردت بوابة " الفجر" بصور وتفاصيل هذه القصة التي حيرت العالم.
ويوضح الأب "فيرمي"، المسؤل عن المنطقة والتابع للكنيسة الأسبانيين للكاثوليك، أن قصة فوران الدم يرجع تاريخها من القرن الحادي عشر، حينها كان الكاهن يصلي القداس في كنيسة سانتا ماريا القديمة، بعد أن بدأ التكريس في الشك في وجود المسيح في الخبز وفي الخمر، علي المذبح، تسبب هذا في تدفق الدم من الكأس التي لطخت مفرش المائدة ووصلت إلى الأرض.
وأضاف الكاهن الأسباني، في تصريح خاص لـ " بوابة الفجر"، أن حدوث تدفق الدماء علي المذبح وعلى الأرض، تسبب في ذعر شديد للمصليين، فقام الموجودين بإزالة هذه الدماء بقطع من القماش ولكن دون جدوى.
وتابع قائلًا: ثم قام أسقف منطقة ايبورا آنذاك ويدعى (Urgell Ermengol)، بنقل الكأس والمائدة إلى روما، حيث تم الاعتراف بالمعجزة وتم الحصول على العديد من الامتيازات والآثار القيمة للبابا سيرجيو الرابع لإيفورا، مؤكدا ان البابا قد سمح بوضع قطعة القماش الملطخة بالدم مع أجزاء من رفات القديسين داخل الكنيسة ليتبارك بها الزوار، موضحًا ان العلماء اخذوا عينة من هذه الدماء ووجدوا إنها دماء بشرية بالفعل.
وعن كيفية التسيق بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية في عملية الصلاة في الكنيسة عذراء الشك، أكد أن كنيسة عذراء الشك هي كنيسة مشتركة بين الطائفة الكاثوليكية في إسبانيا والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، موضحًا أن هناك إتفاقية مشتركة بين الكنيستين للصلاة فيها.
وأشار إلى أن هناك أخوية واتحاد وعلاقات محبة في المسيح تجمع بيننا وبين الكنيسة المصرية، وأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لها مطلق الحرية في عمل قداسات داخل الكنيسة في أي وقت دون مواعيد محددة.
وفي نفس السياق، قال مصدر كنسي بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن كنيسة العذراء مريم في قرية إيبورا، هي تضم عددا كبيرا من الأقباط الذين يقيمون في هذه المنطقة والمناطق المجاورة ويشرف عليها الأنبا يوسف، اسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مقاطعة بوليفا بالإضافة عن إشرافه الكامل على كل إسبانيا.
وكشف المصدر الكنسي، لبوابة الفجر، عن أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد قامت بتأجير كنيسة عذراء الشك من الاسقف شايبر، أسقف الكنيسة الكاثوليكية في اسبانيا، بناء على عقد إيجار لمدة 100 عام.
وأوضح، أننا بناء على بنود هذا العقد يعطينا الحق في التصرف كما يشاء في هذه الكنيسة والأراضي التي حولها طبقا لقواعد القانون الإسباني، مشيرًا إلى أن الكنيسة القبطية لها الحق في إقامة بناء على الأرض المجاورة لكنيسة عذراء الشك في حالة موافقة الحي المسئول في هذه المنطقة.
يذكر أن كنيسة عذراء الشك كانت في الأصل معبد روماني، ويتكون البناء بها من مبنى مقسم إلى غرفتين: نزل الدير وكنيسة سانتا ماريا.
وكانت الكنيسة صغيرة بالنسبة لعدد الأشخاص الذين كانوا في طريقهم للحج، وبدلًا من ذلك تم بناء الملجأ الحالي الذي تم افتتاحه في عام 1663، على الرغم من أن الواجهة تعود إلى عام 1762.
والمبنى يعود إنشاؤه إلى القرن 17، على الطراز الباروكي، مع كنيسة كبيرة والنزل القديم، كما أن المبني مستطيل الشكل، ومغطى برقائق مصنوعة من مواد البناء، باستثناء الزوايا التي يمكن رؤية مناشير كبيرة يقع الباب الرئيسي على الواجهة الغربية، ويتكون من قوس نصف منقط، مع مفتاح مزخرف على شكل لفيفة، مؤطرة بواسطة pilaster مثبت على كلا الجانبين، وعلى طبلة الأذن الدائرية.
وعلى يمين الواجهة الرئيسية يوجد برج الجرس، مربعًا مع أربعة عيون قوسية نصف دائرية، مفصولة بقالب يفصل الأرض عن أجراس البقية، وفي الأصل يجب أن يكون برج الجرس أعلى، لكن قلة الميزانية جعلته يبدو كما نراه الآن، حيث كانت مغطاة بألواح من السيراميك المزجج الأخضر، ولكن تم استبدالها وفي آخر تجديد تم وضع السقف المعدني الحالي.
وعلى الغلاف يوجد رصيف يدخل من خلاله ضوء النهار ينير داخل الكنيسة، حيث تم بناء الغطاء لاحقًا للمبنى، كما هو موضح من قِبل، كما يوجد على جانبي الباب من ناحية اليمين نقش يقول: "PORTALS 1762" وعلى اليسار "28 de gener de 1663"، وهو التاريخ الذي يتوافق مع وضع الحجر الأول للمقدس.
وتتوافق الواجهات الجنوبية والشمالية مع صناعة الضيافة، والتي لها ثلاثة مستويات مع فتحات مختلفة في الجدران.
ويوجد داخل الكنيسة، صورة المسيح المشكوك فيه، وهو تمثال ارتفاعة من 2.60 متر مصنوع من الحديد المعاصر، وهناك أيضًا صورة رومانية لسانتا ماريا دي إيفورا، مصنوعة من خشب متعدد الألوان، وهناك لوحة الحديث مع الإغاثة المنحوتة التي يتم تمثيل معجزة الشك المقدس، ويوجد فوق طبلة الأذن مكان للداخل وهو صورة للعذراء مع الطفل.