"تحليل خطاب".. الهارب "محمد علي" يستهدف عديمي الخبرة والفيديوهات "مملة"
"أنا همي البلد وبدور على مصلحتكم، بقولكم الحقيقة" عبارة قصيرة قالها المقاول الهارب محمد علي قبل عدة أيام في فيديو بث مباشر عبر الفيسبوك، ثم استرسل محمد علي في الحديث المباشر عن قصص متنوعة ومتعددة، تناول فيها عشرات الشخصيات في مصر في قصص مفككة ليس لها رابط، في هذا السياق تقدم" الفجر" تحليل خطاب لفيديوهات الهارب خلال السطور القادمة.
قصص بدون أدلة
يعتمد
الخطاب الذي يقدمه الهارب "محمد علي" في فيديوهاته على سرد قصص كثيرة بتفاصيل
متعددة بحيث يشعر المتفرج بأنه يسمع حقائق، تعتمد القصص التي يطرحها محمد علي الحشو
الزائد الذي يجعل المشاهد يضييع في التفاصيل بين الأحداث غير المرتبطة بين قرى شرم
الشيخ والعاصمة الإدارية والأقصر.
وقد بث محمد علي فيديو مباشر لمدة نصف ساعة وقد خلى
الفيديو من احصائية واحدة، كما يعتمد الهارب على أسلوب عفوي في تقديم فيديوهات، وقد
يستخدم لهجات مختلفة لكسر حاجز الممل في الفيديوهات الطويلة وهو ماحدث في الفيديو قبل
الأخير عندما استخدم اللهجة الصعيدي في الحديث عن محافظة الاقصر، كما يلجأ لاشعال السجائر
خلال حديثة في الفيديوهات، لكي يعطي المشاهد احساس بالحميمية والصداقة والحديث العفوي
غير المتكلف.
الجمهور المستهدف
ويستهدف
محمد علي في المحتوى الذي يقدمه الجمهور من صغار السن وقليلي الخبرة الذين يستخدمون
وسائل التواصل الاجتماعي، هو جمهور قليل الخبرة وسهل التأثير على مشاعره، كما يتناول
محمد علي في فيديوهاته موضوعات سياسية واقتصادية وعسكرية على الرغم من جهله بالعلوم
العسكرية أو الاستراتيجية فضلا عن جهله بالعلوم السياسية لأنه لم يدرس هذه العلوم وهو
مايجعل رؤيته قاصرة وضعيفة تعتمد على السب والقذف
والسخرية من الرموز ليس تقديم الحقائق.
لغة السب
"البينة
على من أدعى" تقوم الشريعة الإسلامية على فكرة التحقق والتثبت من المعلومات، على
مدار الأسابيع الماضية طرح محمد علي مجموعة من الفيديوهات دون تقديم دليل واحد، يدعي
عمله في مشروعات الجيش دون نشر ورقة واحدة لأي مشروع شارك فيه، يطرح محمد علي قصص عن
عمله لمدة 15 سنة مع الجيش دون أن يملك دليل
واحد أو عقد رسمي ينشره بالاتفاقيات أو حتى أوراق التصاميم الهندسية للمشروعات.
وعلى
مدار نصف ساعة هي مدة أحد فيديوهات المملة، والتي اعتمد فيها على لغة الخطاب الانفعالي
واعتمد على السب والشتم وتقليل من الرموز والسخرية، وهو ما ينتفى مع فكرة المعارضة الحقيقية التي تناقش
السلبيات والإيجابيات كما تنفد الآراء بدون تجريح باستخدام منهج علمي وقواعد موضوعية
نزيهة.
لغة الجسد
تعكس
لغة جسد "محمد علي" نبرة انفعالية في حركة يده ونظراته عينه، والاشارات التي
يطلقها ، كما تعكس نظرته نزاعة حب الظهور والشيفونية التعالي والنجاسية التي تطل برأسها
في خطابه من نفسه باعتباره منقذ مصر من الشر أو سوبر مان الذي يحارب الأشرار، كما تعكس
فيديوهاته عن ثقة نفس تصل إلى حد الغرور.
حب الظهور
لعل السبب الحقيقي وراء فيديوهات محمد علي هو رغبة جارفة
في حب الظهور والشهرة بعد فشله سينمائيا، ووجد محمد علي أن النجاح الحقيقي يحتاج إلى
تدريبات ومجهود في دراسة التمثيل، وقد انفق محمد علي 26 مليون جنيه في إنتاج فيلم سينمائي
عن الهجرة غير الشرعية "البر الثاني" هو الفيلم الذي فشل فشلا ذريعا لافتقار
محمد علي للموهبة، وقد حرص الهارب علي ظهوره كواجهة للبوستر الفيلم بمفرده .
واتجه
بعد ذلك لفرض نفسه على الساحة الفنية بإنتاج أعماله الفنية، يعكس الحساب الشخصي لمحمد
علي "الانستجرام" هوسه بالشهرة والتقاط الصور التي تظهر عضلاته، وهو ما
أكده شقيقه أيضا في الفيديو الأخير، قائلا: "جنون الشهرة عميك، مش هاقولك كنت
بتعمل ايه عشان تطلع في لقطتين في فيلم " .