أقدم حزبين سياسيين في ماليزيا يوقعان ميثاق تعاون رسمي
وقع أقدم حزبين سياسيين في ماليزيا على ميثاق للتعاون الرسمي، اليوم السبت، مقدمين أكبر منصة سياسية لأغلبية مسلمي الملايو في وقت تزداد فيه التوترات العرقية والدينية.
شهد ثالث أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، سلسلة من الاضطرابات العرقية خلال العام ونصف العام الماضيين، في الوقت الذي تتصارع فيه حكومة رئيس الوزراء مهاتير محمد الناشئة مع أغلبية غير سعيدة بشكل متزايد تخشى من فقدانها لمزاياها الخاصة.
الاتحاد بين الحزب الحاكم السابق - حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة -، الذي أطاح به تحالف مهاتير محمد في انتخابات عامة العام الماضي، والحزب الإسلامي الماليزي، يعد بأن القوة السياسية ستعود إلى العرق الماليزي - المسلم في حال فوزهم في الانتخابات المقبلة المقررة في 3 سنوات.
وصرح أحمد زاهد حميدي، حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، عند توقيع الميثاق، بحضور الآلاف من الأعضاء من كلا الطرفين: "الارتباك داخل الحكومة الآن هو بسبب غياب قادة الملايو الشجعان والمؤهلين".
اضطرت إدارة رئيس الوزراء الماليزي، إلى تأخير أو سحب العديد من الإصلاحات المخطط لها بعد رد فعل عنيف من جانب الجماعات المعارضة والمجموعات المحافظة التي تمثل العرق الماليزي.
واضطرت ماليزيا إلى سحب خطط التصديق على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التمييز العنصري، والانضمام إلى نظام روما الأساسي، الذي كان سيشهد انضمامها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
كما كان على مهاتير محمد أن يعلن، مرارًا وتكرارًا، أن الحكومة لن تسلم الداعية الإسلامي الهندي ذاكر نايك، على الرغم من تحقيقات الشرطة المستمرة لقيامها بإثارة المشاعر العنصرية.
وحسب وكالة "رويترز"، قال محمد إلمان الحكيم، طالب جامعي في حفل توقيع الميثاق: "لقد رأينا عدة سياسات حكومية جعلتنا مسلمين نشعر بالتهديد ... الحكومة الآن تضغط على الماليزيين والإسلام".
وأضاف محمد إلمان، 21 عامًا، إن اتحاد حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة والحزب الإسلامي الماليزي ضروري لدفع تمثيل ماليزي مسلم أكبر في مناصب السلطة، خاصة في الحكومة والبرلمان.
وأوضح: "أننا نعتبر هذا اتحادًا للمؤمنين الذين سيكونون منبرًا لمساعدة الملايين والمسلمين على إخراج أصواتهم".
وفي سياق منفصل، قال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد إن اتهام روسيا بحادثة تحطم الطائرة الماليزية (إم إتش-17) فوق (دونباس) يعود لسوء العلاقات بين الغرب وموسكو، وفق ما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط".
وأعرب مهاتير محمد - وفقا لقناة روسيا اليوم - عن اعتقاده بأن روسيا ليس لديها أفضل العلاقات الآن مع الغرب، ولكن من ناحية أخرى هناك ضرورة لإيجاد دولة مذنبة ترتبط بمدفوعات التأمين.
وأضاف: "في حال التمكن من العثور على دولة تتحمل مسؤولية المأساة، عندها سيتمكن أقرباء الضحايا من تقديم مطالبهم بشأن مدفوعات التأمين، وبالطبع أقارب الضحايا لا يشككون بنتائج التحقيق، لكن في حال روسيا كانت مذنبة فسيتعين عليها دفع تعويض عن الحادث".
وكان رئيس وزراء ماليزيا قد انتقد - في وقت سابق - مواقف الولايات المتحدة وهولندا وأستراليا في قضية تحطم (إم إتش 17) قائلا "إن هذه الدول ليست مهتمة بالكشف عن الأسباب الحقيقية للكارثة، بل تسعى إلى استغلالها لإلقاء اللوم على روسيا".
وتحطمت الطائرة المتوجهة من (أمستردام) إلى (كوالالمبور) في 17 يوليو 2014، إثر استهدافها بصاروخ قرب مدينة (دونيتسك) جنوب شرقي أوكرانيا، ما أودى بأرواح جميع ركابها الـ298.