مي سمير تكتب: 6 سموم قاتلة في السجائر الإلكترونية

مقالات الرأي



تحقيقات فى أمريكا ترجح مسئولية "التدخين الإلكتروني" عن إصابة المئات بالالتهاب الرئوى ووفاة 5

منذ سنوات قليلة انتشرت بين المدخنين «موضة» الحصول على «النيكوتين» من السجائر الإلكترونية بزعم أنها أخف ضرراً على المدخن من السيجارة العادية المكونة من تبغ ملفوف فى ورقة، سرعان ما أصبح التدخين الإلكترونى ظاهرة عالمية انتشرت من الصين إلى أمريكا، وجنوب إفريقيا إلى النرويج، ومن أستراليا إلى كوبا والأرجنتين، ولكنه وبسرعة ممثالة أصبح مسبباً للموت.

الأسبوع الماضى حمل مفاجأة إذ زادت فى أعداد الوفيات المتربطة بتدخين السجائر الإلكترونية ما دفع السلطات فى الولايات المتحدة الأمريكية على إصدار تحذيرات رسمية منها مطالبة المدخنين بالتوقف عن استخدامها حتى يتم التحقيق فى 5 وفيات متعلقة بها من بين مئات الحالات.

وأعلن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فى الولايات المتحدة، الجمعة الماضى أن عدد الأمراض المرتبطة بالأبخرة قفز لـ450 حالة على الأقل فى 33 ولاية وحذر الأمريكيين من استخدام السجائر الإلكترونية، خاصة التى تباع فى الشارع، خصوصاً بعد إعلان ولايتى إنديانا ومينيسوتا وفاة الحالتين الثالثة والرابعة وتحقق إدارة الصحة العامة فى لوس أنجلوس فى الوفاة الخامسة مع احتمالية أن يكون التدخين الإلكترونى السبب.

كان مريض مينيسوتا يبلغ من العمر 65 عاماً ولديه تاريخ من الإصابة بأمراض الرئة، ولكن تفاقم المرض الذى أدى للوفاة كان مرتبطاً بالتدخين الإلكترونى، ولذا ً يتم التحقيق فى العشرات من الإصابات بأمراض الرئة لمدخنين إلكترونيين.

وقال مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إنه يجب على المواطنين تجنب تدخين السجائر الإلكترونية حتى فحص الوفيات، وقالت الدكتورة دانا مانى دلمان، التى تقود التحقيق فى 450 حالة، رغم استمرار التحقيق، يجب على الناس التفكير فى عدم استخدام منتجات التدخين الإلكترونية، خصوصاً أن هناك شبهة فى أن التعرض للمواد الكيميائية الموجودة فى السجائر الإلكترونية هو المسئول عن إصابات الرئة القاتلة.

وفى العديد من الحالات الـ450 تم استهلاك المنتجات التى تعتمد على الماريجوانا، وبعدها ظهرت أعراض المرض الرئوى مثل السعال وضيق التنفس والغثيان والتعب.

وتم نشر سلسلة من المقالات التى توضح بالتفصيل الزيادة فى الأمراض التى يسببها vaping فى مجلة نيوإنجلند الطبية، الجمعة الماضى، وفى مقال افتتاحى، قال الدكتور ديفيد كريستيان من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد إن هناك 6 مجموعات على الأقل من المركبات السامة المحتملة موجودة فى سوائل السجائر الإلكترونية، ولذا يصاب الغالبية العظمى من مستخدميها بالمرض سواء كانوا يستخدمون منتجات النيكوتين أو الماريجوانا، لأن خلط مكونات متعددة قد يؤدى إلى «إنتاج عوامل جديدة قد تكون سامة».

واكتشفت ولاية نيويورك وإدارة الأغذية والعقاقير «FDA» وجود سائل فيتامين «إى»، فى عينات من الماريجوانا التى استخدمها المصابون ولكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قالت إنه لم يتم العثور على المادة فى جميع العينات.

منذ 15 عاماً، قدم آدم بوين وجيمس مونيس طالبا الدراسات العليا فى جامعة ستانفورد، أطروحة تصميم التبخير الإلكترونى باعتباره «مستقبلًا للتدخين»، وبداية صناعة سيجارة آمنة، ثم أصبح الطالبان مسئولين عن التكنولوجيا والمنتجات بالترتيب، فى شركة «Juul Labs»، البالغ قيمتها 56 مليار دولار.

سرعان ما وجدت الشركة نفسها أحد أسباب انتشار وباء جديد فى العالم، قبل أن تصبح موضوعاً تناقشه اللجنة الفرعية التابعة للجنة مجلس النواب للإصلاح والسياسة الاقتصادية والسياسات الاستهلاكية خلال جلسة استماع استمرت يومين منذ أسابيع.

فى خطاب مكون من 53 صفحة تم إرساله يوم الخميس الماضى إلى القائم بأعمال مفوض إدارة الأغذية والعقاقير نيد شاربلس، وصف رئيس اللجنة كريشنا مورثى الشهادة التى قدمها مسئولو الشركة بأنها مقلقة بشكل بالغ، ولذا دعت إدارة الأغذية والعقاقير «FDA» لسرعة اتخاذ جميع الإجراءات المناسبة لحماية الأمريكيين من احتيال هذه الشركة.