أعضاء فرقة "المذهلون" الأمريكية: فخورون بمشاركتنا في مهرجان المسرح التجريبي.. والمصريون يمتلكون طاقات كبيرة (صور)
على هامش الدورة السادسة والعشرين من مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي، استضافت قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية بالتحرير محاضرة في المسرح الغنائي، تناولت على مدار ثلاث ساعات الأسلوب والتقنية وجودة الأداء وتفسير الأغنية لمجموعة من لأفضل المسارح الموسيقية بالولايات المتحدة.
جاء ذلك بمشاركة مجموعة من الموهوبين المصريين، والذين استمعوا إلى ثلاثة من صُنّاع العرض الأمريكي "المذهلون"، الذين قدّموا عرضًا مُبهرًا في افتتاح المهرجان.
قدّم المحاضرة "سوزانا مارس"، والتي قامت بدور إحدى الوالدتين في العرض، وهي ممثلة ومُغنية ظهرت في أكثر من مائة عمل تنوعت بين المسرحيات والعروض الغنائية والتليفزيونية في أوبرا بورتلاند؛ بجوار كاترينا جالكا، التي قامت بدور الفتاة "لويزا"، وهي حاصلة على الماجستير في الموسيقى من جامعة بوسطن، وقبلها البكالوريوس في التخصص نفسه من جامعة "ساذرن ميثوديست"، وحصدت عدة جوائز في الغناء والمسرح الموسيقي.
ومع نهاية المحاضرة انضم إليهم "بيل وادهامز"، وهو ممثل وموسيقي ومؤلف موسيقى؛ وقد اشتهر على نطاق واسع كمُغني روك في فترة الثمانينات.
كما شارك "جوناثان والترز" والذي لعب دور "الحائط" في العرض،وهو المخرج المشارك بالعرض، حيث لم يستطع مخرج العرض القدوم إلى القاهرة.
وفي نهاية المحاضرة، التقى أعضاء الفريق بالصحفيين للحديث عن العرض وفنون المسرح والمهرجان؛ في البداية أوضح "بيل" أن الفريق قام بإجراء بعض التغييرات على العرض الأصلي "فبدلًا من الأبوين صارت الأُميّن هما من يواجه الفتى والفتاة، وكذلك فإن المسرحية الأصلية مدة عرضها تقارب الساعتين، لكننا قمنا بحذف بعض الأشياء لتصير مدتها 90 دقيقة، هي نفس الموسيقى ولكنا جعلناها أقصر، وهي المرة الأولى التي يتم عرضها بمثل هذه التعديلات.
وأضاف "بيل" أن "المسرحية شهيرة جدًا وسط طلبة المدارس في الولايات المتحدة، فهي تجمع الكثير من العناصر، مثل الموسيقى والاستعراض والكوميديا والدراما، وقد قامت ابنتي بتمثيل دور لويزا في واحدة من العروض المدرسية من قبل".
وتحدثت "سوزانا" عن رؤيتها لرد فعل الجمهور المصري في أعقاب مشاهدة العرض، ترى أن أغلب الحضور تفاعلوا مع المسرحية وأحبوها "خاصة بعد تعديل الأدوار من الآباء إلى الأمهات، فالحبكة نفسها تتناول شيء يُمكن أن يحدث في جميع أنحاء العالم، وكل الآباء يعاملون بناتهم مُعاملة الأميرات، وعندما يشاهدون العرض والموقف الذي تواجهه والدة الفتاة سوف يبرز في أذهانهم سؤال: كيف سأتعامل مع هذا الوضع. هذه المشكلة التي تعرضها المسرحية عالمية في الواقع"؛ كما تحدثت كذلك عن الموهوبين المصريين الذين التقهم بالورشة "انبهرت للغاية بالمستوى الأدائي الذي وجدته لدى هؤلاء الشباب، حماس كبير وأصوات رائعة، كما استمتعت بواحدة من المشاركين وهي تغني أغنية عربية لفيروز كان وقع ألحانها جميل للغاية".
وتعتبر تلك الزيارة هي الثانية لسوزانا إلى مصر، حيث قدمت إليها مع أسرتها كسائحة قبل 15 عاما "لكن بالتأكيد هذه تجربة مختلفة، فعندما تزور البلد كسائح ليست كزيارة عمل، فعند قدومي بدأت أفكر في ما يُمكن أن أقدمه ومدى استقبال الجمهور أو المتدربين له، وفي الحقيقة أتمنى أن أقضي اسبوعين إضافيين لأن ما قابلته هنا من المشاركين والفنانين أدهشني للغاية وكانوا لطفاء جدًا والناس هنا يتمتعون بحيوية كبيرة".
وقال "والترز" إنه ليس فقط واحدًا من الممثلين، ولكنه كذلك مخرج مشارك في العرض وقام بإخراجه في القاهرة، وهو العرض الأول لهذه التيمة الجديدة خارج الولايات المتحدة "ولكن عندما قررت لعب دور الحائط تساءلت سوزانا ما الذي سوف تفعله؟، فالدور ينقل الأشياء بين البطلين الفتى والفتاة، لكنه يلعب بالفعل دورًا هاما بالاشتراك مع الموسيقي لضبط التوقيت وتحريك العرض"، يضحك ويواصل حديثه "وعندما عرضنا في بورتلاند قالوا لي يجب أن أبقى ذو ملامح جامدة طول الوقت"؛ هو بدوره قد استمتع بجولته في القاهرة "في الغرب دومًا ينصحون الصغار بالابتعاد عن الغرباء، لكن هنا يحدث العكس، حيث يُقابلنا الناس بشكل ودود دائمًا، يمكن لو قضى المرء فترة أطول أن يقوم بعقد صداقات مُتعددة".
واستطاعت "كاترينا جالكا"، الممثلة المحترفة التي تبلغ الثلاثين، تحويل ملامحها البريئة ونظراتها الهادئة إلى أداء بارع أقنع المتفرج أنها لا تزال في السادسة عشرة من عمرها حقًا -وهو عمر شخصية لويزا التي تؤديها.
وتُشير كاترينا إلى أن ذلك لم يكن سهلا: "هناك الكثير من التدريبات على الأداء والحركة واستعادة ذكريات المراهقة، فـ لويزا تُمثّل شخصية يُمكن إيجادها في أي مكان في العالم".
و أشادت كاترينا بموهبة المشاركين المصريين في محاضرة الموسيقى: "تركوا لديَّ انطباع هائل، ولديهم الكثير من الطاقة والموهبة، وهناك الكثير من الأصوات التي أراها رائعة"، فيما أشارت إلى أن هذه هي زيارتها الأولى إلى مصر والتي أبهرتها كثيرًا وتركت لديها الكثير من الأمور "هي زيارتي الأولى وتعاملي الأول مع ثقافة مختلفة، وهو أمر جميل للغاية، حيث اكتشفت مدى النقاط المُتشابهة التي يُمكن ان نعمل عليها جميعًا، فهناك تشابهات عالمية لدى جميع البشر يُمكن العمل عليها وتنميتها، كما أن الثقافة المصرية غنية بالكثير".
وتحل الولايات المتحدة الأمريكية ضيف شرف في الدورة الـ26 من مهرجان المسرح التجريبي المعاصر، وتشارك بعرضين وهم "الخياليون"وعرض "استطلاع رأي البراري في الغرفة".
ويستمر المهرجان حتى 19 سبتمبر ويشمل برنامجه 20 عرضا من مصر وسوريا والإمارات والكويت والعراق وتونس والمغرب والبرتغال وسويسرا والمجر وكوسوفو والبرازيل ونيجيريا والولايات المتحدة تقدم جميعها بالمجان.