أكاديمي جنوبي يكشف لــ "الفجر" أسباب تعقيدات المشهد السياسي باليمن وآفاق الحل
قال الأكاديمي الجنوبي الدكتور محمد علي السقاف، إن المجلس الإنتقالي الجنوبي باليمن، مكون يجمع في إطاره شخصيات من الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية، يعمل بجانب مكونات جنوبية أخري وشخصيات مستقلة بهدف استعادة دولة الجنوب التي دخلت في وحدة مع اليمن الشمالي في عام ١٩٩٠ بعد فشل مشروع الوحدة.
وأضاف في تصريحات خاصة لــ "الفجر"، بأن أحدث عدن اليمنية الأخيرة أظهرت وجود سلطة الأمر الواقع التي استدعي من ثنائي التحالف العربي إلى التعامل معها ومحاولة فتح حوار بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية الدستورية اليمنية.
وأشار بأنه هنا في اطار الشرعية يجب التمييز بين الرئيس هادي وهو من الجنوب والشق الآخر من القيادات الشمالية المتمثلة بنائب الرئيس علي محسن الأحمر وقيادات الأحزاب السياسية وهم جميعهم من الشمالي، وبالتالي شرعيتهم مستمدة من شرعية الرئيس هادي التي اكتسبها عبر الانتخابات الرئاسية في عام ٢٠١٢ ، واعتراف قرارات مجلس الامن الدولي والمبادرة العربية بشرعيته.
وقال إن هذا جانب من تعقيدات المشهد السياسي في اليمن حيث المكون اليمني يعترض علي مبدأ الحوار مع الطرف الجنوبي المطالب بفك الإرتباط مع اليمن، وهذا الاعتراض ليس دفاعاً أو حباً في الوحدة وإنما تخوفاً علي مصالحهم الشخصية المباشرة التي حصلوا عليها من قبل الرئيس السابق علي عبد الله صالح من امتيازات بترولية وأراضي واسعة ملكها لهم بعد حرب ١٩٩٤.
وأوضح بأن الجانب الجنوبي في الشرعية لم يصدر تصريح مباشر من الرئيس هادي أنه مع أو ضد الحوار مع الطرف الجنوبي ويبدوا أن المساعي السعودية مع الامارات أدت الي انفراج نسبي في قبول الشرعية مبدأ الحوار.
واستكمل حديثه قائلاً: لكن السؤال الملح حوار حول ماذا هل مجرد معالجة تداعيات أحداث عدن أم أيضا حق الجنوب في المشاركة كطرف مثل الحوثيين في مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة أم يترك موضوع التمثيل الجنوبي إلي المرحلة الأخيرة عند يحث التسوية الشاملة للازمة اليمنية ؟.
وأشار بأن قرار مجلس الامن الدولي برقم (٢١٤٠ ) لعام ٢٠١٤ ذكر بالاسم الحراك الجنوبي بجانب الحركة الحوثية ، وبالتالي يفترض الآن أن يتم اشراك الجنوب كطرف اصيل ومستقل في لقاءات ومفاوضات الأمم المتحدة حول الأزمة اليمنية لان المقاومة الجنوبية هي التي موجودة في الساحل الغربي ، وفي صعدة والمناطق المحررة التي تكرر في وسائل الاعلام بنسبة ٧٠ ٪ واكثر هي في الاساس جنوبية، ومحاربة الارهاب الدولي من عناصر القاعدة والدواعش هم الجنوبيون من يقومون بذلك والموقع الجيو استراتيجي الذي يهم الملاحة الدولية من باب المندب الي بحر العرب وخليج عدن الجنوب وليس الشمال من يطل عليها وعليه لا يمكن استمرار تجاهل الجنوب وتهميشه الي ما لانهاية.