مصر وبلجيكا توقعان اتفاقية تفاهم لترميم وإعادة توظيف قصر البارون (صور)
وقع الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، وسفيرة بلجيكا بالقاهرة، منذ قليل، مذكرة تفاهم لترميم وإعادة توظيف قصر البارون.
وتمت مراسم التوقيع داخل قصر البارون أمام المدخل الرئيسي له وشهده محافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال، وقيادات وزارتي الآثار والاستثمار، والجهات المعنية بمحافظة القاهرة والمحليات.
والاتفاقية تأتي في إطار ترميم وإعادة توظيف قصر البارون والتي تصب في صالح أعمال تطوير وترميم القصر، ووزارة الآثار تسابق الزمن بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لإنجاز مشروع ترميم قصر البارون.
وتدرس الوزارة بالتعاون مع سفارة بلجيكا في القاهرة إعادة توظيف القصر فور الانتهاء من أعمال ترميمه، ويشمل المشروع إقامة معرض تراثي عن تاريخ حي مصر الجديدة وهيليوبوليس عبر العصور بالتعاون مع السفارة وجمعيات المجتمع المدني.
وطبقًا لمقترح المشروع سيشمل المعرض مجموعة متنوعة من الصور و الوثائق الارشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط، والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة"هيليوبوليس والمطرية" عبر العصور المختلفة بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية، ومجموعة متنوعة الصور والخرائط والوثائق والأفلام تحكي تاريخ مصر الجديدة ومظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة.
وتم إنجاز فيما يقرب من 85% من أعمال ترميم القصر، ومن المقرر أن يتم افتتاح خلال شهر أكتوبر، حيث تم الانتهاء من أعمال التدعيم الإنشائي لأسقف القصر وترميمها وتشطيب الواجهات والعناصر الزخرفية الموجوده به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك.
كما تم الانتهاء من ترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبيه والشبابيك المعدنية وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيسى والتمثال الرخامي بالموقع العام، وقد بلغت تكلفة أعمال المشروع ١٠٠ مليون جنية مصري.
والهدف من المشروع جعل القصر مزارًا أثريا سياحيًا، وكذلك متنزهًا اجتماعيًا ثقافيًا جاذب لكل طبقات وفئات المجتمع، واستطاع فريق العمل من حل جميع المشكلات وخاصة مشاكل الصرف الصحي وغيرها، على اعتبار القصر أحد أهم المشاريع القومية، وسيكون أحد أهم المزارات الأثرية والسياحية في مصر.
والبارون بدأ بناء القصر عام 1907 وتم الانتهاء منه في 1911م وتبلغ المساحة الإجمالية للأرض 12.500 متر مربع يتوسطها مبنى القصر، وقد تم تسجيله في عداد الأثار الإسلامية بقرار من مجلس الوزراء رقم 1297 لعام 1993 م.
ويتكون القصر من طابقين وبدروم وتحيط به حديقة واسعة، يغلب عليه الطابع الهندوسي وخصيصًا زخارف واجهات القصر الخارجية، وتكسو واجهات القصر الأربعة العديد من التماثيل الهندية التي تمثل الألهة والأرباب وحراس البوابات.
وكذا العديد من الحيوانات الخرافية ومنها "تريمورتي" وهي كلمة سنسكريتية وتعني الأشكال الثلاثة، وهي عقيدة هندوسية تقول إن الوظائف الكونية ثلاث من خلق وحفظ وتدمير مجسدة في باهما وفيشنو وشيفا، وتدعي هذه الألهة الثلاث "الثالوث الهندي".
ونظرا لأهمية المشروع، فقد أجريت للقصر أعمال توثيق أثري للموقع العام وجميع طوابقه من البدروم والدور الأرضي والأول والسطح، باستخدام أحدث الوسائل العلمية من التوثيق الرقمي والفوتوغرافي والليزر سكان، حرصًا على مراعاة طرازه المعماري الفريد وتسجيل جميع عناصره.