ننشر نص رسالة القاضي إلى قيادات الإخوان قبل النطق بالحكم في "التخابر مع حماس"
استهل المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس محكمة جنايات القاهرة، كلمته قبل الحكم على قيادات جماعة الإخوان الإرهابية في القضية المعروفة إعلاميا بـ"التخابر مع حماس" بآيات الذكر الحكيم - بسم الله الرحمن الرحيم "وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ" صدق الله العظيم.
وقال رئيس محكمة الجنايات، إن خيانة الوطن، جريمة بشعة في أسفل دركات الانحطاط، وجه قبيحا لا يجمله شيء، اسما تنوء من حمله الجبال، عار يلاحق صاحبها اينما حل، ان خيانة الوطن جريمة كبري لا تغتفر، ليس لها مبرر ولا شفيع لمن يقوم بهذا الفعل الشنيع، فالوطن هو العرض والشرف هو العزة والكرامة هو محفظة الروح وحينما تخونه فأنت تنسل من جدره ومن محفظة روحه، فما بالك بمن باع وطنه وادار له ظهره.
وأضاف: "الانتماء الحقيقي للوطن يعني الارتباط لأرض وشعب، شعور يخرج عنه عدد من القيم الذي تدفع للحفاظ عن الوطن وعندما يغيب هذا الشعور يبدء الاحساس بعدم الارتباط بالدولة وتظهر لدى صاحبه انتماءات فردية يفضلها عن الصالح العام وهو ما يمكن تسميته بضعف المواطنة وتزداد خطورة الامر عندما يتجاوز الانسان حدود التنكر من الوطن إلى العمل ضده في صورة من أبشع صورة العقوق، متسائلا "ماذا يمكن أن نسمي من يعين الأعداء ويتفق معهم على العبث بوطنه والعدوان على ثوابته ومكتسباته؟ وكأن الأمر لا يمثل عدائا على مجتمعه، ماذا يمكن أن نسمي من يتفق مع العماله ويساعدهم على التسلل عبر الحدود والاعتداء على حراس الوطن والمواطنين؟ وهو مرحبا ومصفقا وكأن الوطن ليس بوطنه ولا المجتمع مجتمعه، ماذا يمكن أن يسمى من يحاول أن يبث في وسائل التواصل الاجتماعي لتشويه الدولة دون مبرر؟ ماذا نسمي فعل المارقين عن الوطن وقياداته وهم يشوهون صورته في وسائل الاعلام الخارجية في محاولة لزعزعة امنه وخلق فجوة بين الشعب وقياداته من خلال تردديهم الاكاذيب الوهمية اليست كلها خيانات للوطن؟.
واستكمل، التآمر شعارهم والخيانة ثوبهم ومواقفهم رخيصة ومتدنية مستعدون لبيع كل شيء حتى الوطن يستقون بالغرباء والمنظمات الخارجية والجهات الدولية ضد الوطن، وضعوا ايديهم في ايدي العملاء ومهدوا لهم الطرق ليس لهم ولاء للوطن، ليس لهم ثوابت ولا قيم روايتهم كاذبة يتأرجحون ويميلون نحو ثوابتهم يقدمون مصالحهم الشخصية على مصالح المجتمع، ينفذ الأعداء من خلالهم المخططات يسعن في ضرب الأمة ويعملون على نشر الفوضي بين فئات المجتمع، هذه اخلاقهم وقيمهم، تصاب بالغثيان من كتابتهم، يتشبثون بالإصلاح والحرية والعدالة الاجتماعية، أي حرية وإصلاح وحرية من وراء الخونة من أي عجينة أنتم ومن أي صلبا أتيتم، تمادوا في غيهم وباطلهم كفانا الله شرهم وحرس بلادنا من كيدهم.
وأوضح "شيرين فهمي": "أن الهدف الرئيسي التي تسعي الي الجماعة منذ نشآتها وكانت تستره بستار الدين، هو الاستيلاء على الحكم، ومن اجل بلوغه لا بأس من أن تتحالف مع اعداء الوطن طالما اتفقت مصالحهم نحو هدف إسقاط الدولة المصرية تمهيدا لاقامة دولتهم الزعومة، دون الالتفات لمصالح الوطن، ومن بين الأهداف المنصوص عليها صراحة هو إقامة الدولة الإسلامية التي تنفذ أحكام الجماعة والمبين في النصوص العشرين التي وضعها حسن البنا لفهم الاسلام والذي أوجب على الأقطاب والأفراد الالتزام بها وجعلوا من أنفسهم حراسا لا على الإسلام بل من أسموه الإسلام يسيروه حسب أوهائهم ورغابتهم.
وتابع، ولما كان حلم الدولة التي تنشدها الجماعة لا يتحقق الا بزوال النظام الحاكم في مصر، ولا سبيل لذلك إلا بزعزعة أركان الدولة وأعمدتها الراسخة من خلال إشاعة الفوضى بالبلاد فان ذلك ركيزة خططتهم وفي إطار مخطط دولي لتقسيم مصر والدول العربية لدويلات صغيرة، وجدت تلك العناصر ضالتها في الجاعة وبدء تنفيذ هذا المخطط باستثمار حالة السخط الشعبي على النظام القائم آنذاك لإحداث المخطط والاستعانة بحركة حماس وحزب الله الإخواني بالإضافة للعناصر التي سبق تدريبها بقطاع غزة وعقدت لقاءات بين أعضاء الجماعة وبين المسئولين في حماس، لكيفية الاعداد المسبق والتقوا في العديد من البلدان وعقدوا لقاءات مع أعضاء التنظيم الدولي إبان أن كان بعضهم أعضاء في البرلمان المصري واتفقوا على نشر الفوضي لوسيلة للسيطرة على مقاليد الحكم.
وقاموا بفتح قنوات اتصال مع الجهات الأجنبية رسمية وغير رسمية من خلال سفريات قام بيها المتهمون حازم فاروق الكتاتني والبلتاجي الي السعودية ولبنان وتركيا والولايات المتحدة، فكان هناك اتصالات سجلت بإذن النيابة العامة بين المتوفى محمد مرسي والمتهم أحمد عبدالعاطي والتى كشفتعن تفاهم بين الجناعة وعناصر دول أجنبية من المهتمين بالشأن المصري، وقبيل أحداث يناير جاءت جميعها بشفرات رمزية متوالية تستتر خلفها تواريخ لها دلالتها قصد تجهيل فهمهما، التي يقتصر فهمها عليهما وتنطوي علي غيرها، يزف فيها المتهم أحمد عبدالعاطي نبأ لقائه بالرجل رقم واحد ويستعلم منه المتوفى محمد مرسي عما إذا كان هو الذي تقابل معه في القاهرة، وتكشف من خلال التحريات أنه أحد عناصر الاستخابرات لدى إحدى الدول الأجنبية، واسترسل عبدالعاطي أن موضوع تونس كان مخطط له من قبل.
وأنهى رئيس محكمة الجنايات، كلمته بـ "يذهب كل شيء ويبقي الوطن، ومهما كانت أعذاركم للخيانة فلا عذر لكم يا من هان عليكم الأهل والوطن، الوطن لا ينسي من خانه وباع ترابه، فالوطن والتاريخ لا يصفحا ابدا.
بسم الله الرحمن الرحيم "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ" صدق الله العظيم، ان المحكمة قامت بدورها من خلال محاكمة عادلة منصفة، في إطار الشرعية الاجرائية التي تعتمد على أن الأصل في المتهم البراءة، وقامت بنظر الدعوى على مدار جلسات متتالية، وبلغ عدد صفحات الجلسات نحو 500 صفحة، وقامت المحكمة بضم العديد من القضايا المرتبطة، حتى استقر في يقين المحكمة يقينا ثابتا كافيا لإدانة من قضت المحكمة لإدانته.