"بعد 9 أعوام يفتح بوابته الرئيسية".. ترميم حديقة وأسوار متحف التحرير
قالت المهندسة نجلاء رمضان مدير الإدارة الهندسية في المتحف المصري بالتحرير والقائمة على تطوير الموقع العام، إن من ضمن أعمال تطوير المتحف تطوير الحديقة والأسطح.
وأضافت أن أعمال التطوير الهندسي تشمل الواجهة والنافورة والسور الحديدي الخارجي والذي كان مغطى بما يقرب من 30 سم خراسانات وقد تم إظهارها، والأسوار من آثار المتحف وتحمل أشكال زخرفية متميزة.
فتم تدعيم واستعدال أجزاء من السور والتي كانت تعرضت لاصطدامات من الدبابات أثناء أحداث ثورة يناير، وتمت بعض استكمالات للسور كما تم تشغيل البوابة الرئيسية للمتحف والتي ظلت مغلقة منذ أحداث يناير.
وأضاف أن كل دهانات الأسوار يتم إعادتها وفقًا لألوانها الأصلية، وأشارت إلى أن حمامات الموقع العام سيتم تطويرها بما يتوافق مع الشروط الأثرية.
وعن الأسطح قالت رمضان إنه يتم إعادة دهان الجمالونات حيث بهتت ألوانها وسنعيد ترميمها ودهانها واستكمال وتغيير الزجاج المكسور، كما يتم تجديد قواعد تماثيل الحديقة وسيتم تنظيفها ودهانها من جديد.
وعن المدة التي يستغرقها العمل في الحديقة والسطح قالت إنها خمسة أشهر وقد بدأنا العمل بالفعل منذ شهرين أي أن المتبقي فقط ثلاثة أشهر.
وتطوير المتحف المصري في التحرير، انطلق منذ أشهر، وهو مشروعًا يمتد على مدار ثلاث سنوات بتمويل يصل إلى 3 مليون و100 ألف يورو يهدف إلى تطوير المتحف المصري من خلال تعاون فريد بين وزارة الآثار والاتحاد الأوروبي في مجال علم المتاحف.
والمشروع يعمل على مساعدة الشركاء في التعاون لتحقيق التميز وتعزيز وحفظ الثقافة والتراث الثقافي، وتوسيع الحدود الفكرية من خلال التعاون الدولي مما يسهم في تقوية المجتمع المدني.
ولمدة 36 شهرًا، سيقدم تحالفًا من المتاحف الأوروبية وهم بالتحديد: المتحف المصري بتورينو، ومتحف اللوفر بفرنسا، والمتحف البريطاني، والمتحف المصري ببرلين، والمتحف الوطني للآثار بهولندا، والمكتب الاتحادي للبناء والتخطيط الإقليمي، والمعهد الفرنسي لعلوم الآثار، والمعهد المركزي للآثار، المساعدة للمتحف المصري فيما يتعلق بمناطق العرض الجديدة الهامة وتخطيط رؤية استراتيجية جديدة (خطة رئيسية) للمستقبل".
وسيضفي كل من تلك المتاحف خبرة معينة ومهارات في المشروع، مما سيضمن استفادة المتحف المصري بالقاهرة من أفضل وأحدث الممارسات في علم المتاحف على المستوى العالمي.
وسيقدم هذا المشروع أيضا المشورة فيما يتعلق بالممارسات الجديدة لعرض المجموعات الأثرية والمعارض، بالإضافة إلى المساعدة في أن تعترف منظمة اليونيسكو بالمتحف المصري بالقاهرة باعتباره موقعا للتراث العالمي.
كما ستركز الإجراءات على إعادة تنظيم طريقة العرض في صالات المدخل في الطابق الأرضي، وصياغة الخطة الرئيسية للمتحف، وعرض كنوز مقابر تانيس الملكية.
وقال إيفان سوركوش سفير الاتحاد الأوروبي في مصر -في بيان سابق- "لدى مصر تاريخ ثري على مدار آلاف السنوات يحمل ثقافة فريدة ألهمت العالم. فنحن نشعر بالفخر كوننا حظينا بفرصة لدعم التعاون وتبادل الخبرات بين أوروبا ومصر في مجال علم المصريات وعلم المتاحف وإدارة التراث الثقافي."
وقال إن تحالفًا من المتاحف الأوروبية سيعمل مع زملائهم المصريين لخلق رؤية استراتيجية للمتحف المصري بالقاهرة وسيتناولوا إدارة مجموعات الآثار وحفظها، وإشراك الجمهور، والبرمجة العامة والاتصالات، وتوليد الدخل، وإدارة المرافق.
كما سلط السفير سوركوش الضوء على فوائد المشروع، لافتا إلى أن الرؤية الإستراتيجية للمتحف المصري بالقاهرة ستسهم في تحسين خبرة الزوار عن المكان، وجذب مزيد من الزوار المحليين وعلى مستوى العالم، وزيادة الأثر الاقتصادي للمتحف.
ومن المتوقع أيضا أن يستمد من المشروع فائدة اقتصادية من تنفيذ وزارة الآثار برامج توليد الدخل، كما أن أحد المخرجات الهامة للمشروع تتمثل في زيادة واضحة في القدرات الإدارية والفنية للمتحف المصري بالقاهرة، وسينتج عن ذلك أيضا تأثير ذو مدى طويل ومستدام لما يتخطى المتحف من خلال تدريب موظفي وزارة الآثار للقيام بمشاريع أخرى متعلقة بتطوير المتاحف في مصر، هذا المشروع الذي سيستمر لمدة ثلاث سنوات هو المرحلة الأولى لمشروع كبير يتضمن تحديثات كبيرة في المتحف المصري.