يوم عاشوراء.. اعرف فضل ثوابه وحكم صيامه وعلاقته بالهيودية

إسلاميات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


يحل اليوم العاشر من محرم "يوم عاشوراء"، لذا تصدرت جملة "ماهو يوم عاشوراء؟" محركات البحثر عبر الإنترنت، حيث يريد المسلمين معرفة أسباب تسمية هذا اليوم الكريم بيوم عاشوراء، كما يريدون معرفة حكم صيام يوم عاشوراء وفضله وثوابه، وأيضًا علاقة يوم عاشوراء بمختلف الأديان السماوية، وهذا ما نستعرضه عليكم، فيما يلي:

ما هو يوم عاشوراء؟

يوم عاشوراء، هو ذكرى الهجرة النبوية المشرفة إلى المدينة، وأيضًا نجا الله نبيه موسى وبنى اسرائيل معه من فرعون، إلا أن الشيعة يجعلون منه يوم عزاء ولطميات ويكرهون فيه الصوم حزنًا على رحيل الإمام الحسين حيث ذكرى مقتله فى موقعة كربلاء بالعراق.

يوم عاشوراء يجمع الإسلام واليهودية عام 1440

في يوم عاشوراء عام 1440 هجريًا، تصادف اجتمع المسلمون واليهود لأول مرة على تعظيم يوم عاشوراء، خلال هجرة النبى صل الله عليه وسلم إلى المدينة، حيث رأى صيام اليهود فيه، فسن لنفسه والمسلمون سنة فى صيامه قائلاً:" فأنا أحق بموسى منكم"، حيث روى عن ابن عباس أن النبى قدم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: "ما هذا" ؟ قالوا: "هذا يوم صالح، هذا يوم نجا الله بنى إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه"، وشدد على أنه فى عامه المقبل سيصوم التاسع معه حيث قال: "ولئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر".

بداية معرفة المسلمون بيوم عاشوراء

وكانت بداية معرفة المسلمون بيوم عاشوراء ليلة الهجرة فى شهر ربيع الأول، والتى وافقت اليوم العاشر من شهر تشرى عام 4383 من التقويم العبرى، وهو يوم يعرف عند اليهود بـ"عاشوراء، الغفران، ويوم كيبور"، الموافق 20 سبتمبر لعام 622 م، ومع إقرار المسلمون لشهر المحرم كبداية لتقويمهم فى عهد الخليفة الثانى عمر بن الخطاب اجتمعا فى اليوم العاشر من الشهر الأول للتقويمين.

وسجل القرآن الكريم قصة النجاة فى سور القرآن حيث يقول تعالى :"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا، حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين"، وقوله تعالى "ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى فاضرب لهم طريقا فى البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى. فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم، وأضل فرعون قومه وما هدى".

أهل السنة و يوم عاشوراء

يعظم أهل السنة يوم عاشوراء عملًا بما عليه النبي محمد صل الله عليه وسلم ومن سبقه من الأنبياء كسيدنا موسى عليه السلام، ويرون أن صيام التاسع والعاشر من محرم هو تكفير لسنة ماضية حيث روى عن النبى قوله:" صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية"، وروى عن ابن عباس قوله :" ما رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء".

ويتفق المسلمون على أن صيام التاسع هو مخالفة لليهود الذين يقتصرون صيامه علي تعظيم يوم العاشر فقط، بل ويذهبون إلى أن صيام اليوم الحادي عشر حال تعزر صيام التاسع أمر مستحب أيضًا حيث يقول ابن عباس: "صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، صوموا يوما قبله أو يوما بعده".

وعلى الرغم مما هو مذكور عن أن يوم عاشوراء من أيام الجاهلية يختلف عن عاشوراء اليهود، وأن المسلمين توقفوا عن صومه بعدما فرض الله شهر رمضان، تقول السيدة عائشة رضى الله عنها: كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش فى الجاهلية، وكان النبى محمد يصومه، فلمّا قدِم المدينة صامَه، وأمرَ الناس بصيامِه فلمّا فُرِض رمضانُ قال "مَنْ شَاءَ صامَه ومَنْ شَاءَ تَرَكَه"، إلا أن إجماع أهل السنة قائم على استحباب صومه إلى اليوم وذلك عملاً بقول النبى "ما من عبد يصوم يوماً فى سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم عن وجهه النار سبعين خريفاً"، وتوجيه إلى أن صيام اليوم يكفر عام مضى. اليوم المشهود " التوبة على آدم .. ونجاة نوح وإبراهيم ويونس.. ورفع البلاء عن أيوب" يذهب المؤرخون إلى أن يوم عاشوراء يوم معظم لدى سائر الأديان والشرائع السماوية قبل مجئ الإسلام واليهودية، حيث إن العاشر من محرم شهد كسوة الكعبة قبل الإسلام، وتاب الله فيه على آدم، ونجى فيه نوحاً وأنزله من السفينة، وفيه أنقذ نبيه إبراهيم من النمرود بن كنعان، ورد الله فيه يوسف إلى أبيه يعقوب، وأغرق فيه فرعون وجنوده لينجى موسى ومن معه من بنى إسرائيل، وغفر فيه لداود، ووهب سليمان ملكه، وخرج فيه يونس من بطن الحوت، وكشف البلاء عن أيوب.

فضل صيام يوم عاشوراء

أمدت دار الإفتاء المصرية أن صيام يوم عاشوراء يكفر السنة التى سبقته، كما قال النبى - صلى الله عليه واله وسلم، مؤكدة أنه يستحب صيام يوم التاسع والعاشر من شهر المحرم، وذلك لما روى عن النبى، صلى الله عليه واله وسلم: "اذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع"، وقوله: "خالفوا اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده".

وتابعت "الإفتاء": "صيام يوم عاشوراء فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفًا بين الأنبياء عليهم السلام، وقد صامه نوح وموسى عليهما السلام، فقد جاء عن أبى هريرة - رضى الله عنه - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم".

حكم صيام يوم عاشوراء

كما قالت "الإفتاء"، عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، مساء الأحد، "يجوز شرعًا صوم يوم عاشوراء منفردًا؛ لعدم ورود النهي عنه، ولثبوت الفضل والأجر لمن صامه ولو منفردًا، إلا أنه يُستحب صوم يوم قبله أو بعده لم استطاع".