كيف يطور الأطفال شخصياتهم؟
يحاول البالغين تكرار البيئة التي اعتادوا العيش فيها عندما كانوا أطفالًا إذا كانت مناسبة، من ناحية أخرى، إذا كانت الظروف التي نشأ فيها الطفل غير مواتية، فسيحاول تجنب المواقف نفسها التي واجهها في الماضي عندما يصبح بالغًا.
هذا هو السبب في أن الطفل الذي تم غمره بالاهتمام يكبر عادة ليصبح راشدًا يبحث عن اهتمام (تكرارًا لظروف الطفولة الجيدة التي اعتاد العيش فيها) وأيضًا نفس السبب الذي يجعل الفتاة التي نشأت في أسرة منفصلة لا تثق بالرجال (هدفها في هذه الحالة هو تجنب تكرار طفولتها البائسة).
يمكن أن يصاب الطفل برهاب كائن معين بمجرد مشاهدة استجابة والده المرعوب عندما يتعرض لهذا الشيء.
فكيف يمكن لهاتين النظريتين أن تساعدنا في فهم كيف يطور الأطفال شخصياتهم؟
• يطور الأطفال سمات شخصيتهم عن طريق الاختيار
استنادًا إلى النظريتين السابقتين، سيحاول الطفل دائمًا تجنب أن يصبح مثل والديه، وفي الوقت نفسه سيحاول دائمًا أن يكون مثل قدوته المفضل.
على سبيل المثال، إذا نشأ طفل على يد أحد الوالدين العاجزين، فهناك فرصة كبيرة جدًا لأن يصبح هذا الطفل مهووسًا بالسيطرة، ويريد أن يتحكم في حياته. رؤية الطفل لوالده يتصرف بلا حول ولا قوة آلاف المرات، تجعله يبدأ في كره الناس الذين لا حول لهم ولا قوة.
عندما كبر هذا الطفل سيبذل قصارى جهده ليصبح مسيطرًا حتى لا يكون مثل والده العاجز.
• يمكنك تطوير شخصيتك في أي وقت
قد يبدو هذا مربكًا لكثير من الناس لأنه من المؤكد أن هناك بالغين لا حول لهم ولا قوة نشاوا على أيدي الآباء العاجزين. لماذا لم يثور هؤلاء الكبار ضد هذا العجز الذي يتصرف به آباؤهم ؟
الإجابة في كلمة واحدة: الشجاعة.
سيبذل البالغ الشجاع قصارى جهده لتفادي تكرار الظروف غير المواتية التي نشأ فيها، بينما يستسلم البالغ الخائف ويحاكي سلوك والده حتى لو لم يعجبه. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس.
إذا أصبح شخص بالغ غير راضٍ عن شخصيته ولم يفعل شيئًا لتغييره، فسيقوم بتطوير تقدير منخفض جدًا للذات.
الأن الأنباء السارة التي لدي هي أنه يمكن تطوير الشجاعة وانه لا يولد بها أحد.
يقضي بعض الأشخاص سنوات من حياتهم وهم يفرون ويعيشون في مناطق راحتهم إلى أن يلتقوا بالشخص المناسب الذي يشجعهم ويحفزهم على أن يصبحوا الأشخاص الذين يريدون دائمًا أن يصبحوا.
يتجاهل بعض الأشخاص هذه الفرصة ويفضلون العيش في مناطق راحتهم بينما يستفيد آخرون من هذه الفرصة.
هذه المقالة التي قرأت للتو هي واحدة من هذه الفرص والقرار النهائي هو كل ما تحتاجه، "هل تريد أن تعيش في منطقة راحتك للأبد؟"، أو "هل تريد تغيير حياتك إلى الأفضل؟".