مصالحة قريبة وتخوف إسرائيلي.. آخر تطورات الصراع الأمريكي الإيراني

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


في الأشهر الأخيرة تزايدت حدة الخلاف بين أمريكا وإيران، والسبب يعود إلى قيام الأخيرة بإسقاط طائرة استطلاع أمريكية في يونيو الماضي، مما أثنار حفيظة دونالد ترامب الذي قرر تنفيذ خطة هجوم على 3 مواقع إيرانية، ليقرر التراجع عن خطته المزمعة في اللحظات الأخيرة بحجة أنه لا يريد حربًا مع إيران.

تعود جذور هذا الخلاف إلى 4 أشهر مضت، عندما هددت إيران بغلق مضيق هرمز الاستراتيجي وهددت بإثارة القلاقل في مياه الخلج، الأمر الذي قابلته أمريكا بمنتهى القوة، بأن دفعت بتعزيزات عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط، ونشرها على امتداد مياه الخليج، من أجل أن تكف إيران عن محاولات تهديدها.

اتفاق سري ولقاء في نهاية المطاف
المناوشات التي دبت بين البلدين، يناقض مع تناولته الصحف العالمية في الساعات الأخيرة، حيث كشفت عن اتفاق سري بين أمريكا وإيران بمساعدة طرف ثالث، استطاعت من خلاله طهران إدخال ناقلة النفط العملاقة "أدريان داريا 1" إلى مقابل مرفأ طرطوس السوري، فيما تم تحميل النفط لمدة أربعة أيام على متن ناقلات أصغر، ليتم تفريغ الحمولة كلها في سوريا، حيث ظهرت ناقلة النفط الإيرانية التي كانت تحاول الولايات المتحدة ضبطها بالقرب من ميناء طرطوس السور، طبقًا للأقمار الصناعية الأمريكية.

وكانت قوات مشاة البحرية البريطانية الخاصة الناقلة قد احتجزت الناقلة، التي كانت تعرف من قبل باسم "جريس 1"، قبالة جبل طارق في الرابع من يوليو الماضي للاشتباه في أنها متجهة إلى سوريا في انتهاك واضح لعقوبات الاتحاد الأوروبي، ثم أفرجت حكومة جبل طارق عن الناقلة الإيرانية يوم 15 أغسطس، بعد أن تلقت تأكيدات رسمية من طهران بأن الناقلة لن تفرغ حمولتها البالغة 2.1 مليون برميل.

في الوقت ذكرت صحيفة "هارتس" العبرية أن التقييم الآخذ في التبلور لدى الدوائر الأمنية الإسرائيلة، يؤكد لها الاحتمال القائم بأن الرئيسين الأمريكي والإيراني سيلتقيان في نهاية المطاف.

وساطة فرنسية
قبيل انطلاق أعمال قمة "مجموعة السبع" أواخر الشهر الماضي، حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يتدخل لفض النزاع الأمريكي الإيراني، وذلك أثناء لقائه بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، رغبة منه في حامية الاتفاق النووي، عن طريق تخفيف العقوبات على إيران وتوفير "آلية تعويض لتمكين الشعب الإيراني من العيش بشكل أفضل" في مقابل الامتثال التام للاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي.

النية المسبقة للصلح بين الطرفين، تؤكدها تصريحات ظريف خلال هذا المؤتمر عندما علق "هناك مقترحات على الطاولة وسنعمل عليها"، مضيفًا أن عهد الجمهورية الإسلامية هو العهد الوحيد الذي لم ينقص فيه من أرض إيران شبر واحد لأن هذا العهد هو عهد الشعب.

تخوف إسرائيلي
مساعي الرئيس الفرنسي للصلح بين الطرفين وقعت في الوقت الذي صعدت فيه إسرائيل هجماتها صد أذرع إيرانية في الشرق الأوسط، فخلال الأيام الماضية، قتلت غارة جوية إسرائيلية عنصرين من ميليشيات حزب الله في سوريا، واستهدفت مكتب تابع لحزب الله في الضواحي الجنوبية لبيروت بغارة بطائرة دون طيار، وشنت غارة أخرى في القائم العراقية، ما أسفر عن مقتل قائد في الحرس الثوري الإيراني.

وبحسب محللون، فإن إسرائيل دائمًا ما كانت تتجنب استهداف وقتل مقاتلين تابعين لحزب الله في سوريا، الأمر الذي كان يمكن أن يثير ضربات مضادة، إلا أنه يبدو أن الهجمات الأخيرة خرقت "قواعد اللعبة" بقتل اثنين من مقاتلي حزب الله في سوريا، والوصول إلى قلب معقل حزب الله في بيروت، ومن جهتها لن تقف إيران مكتوفة الأيدي أمام هذا التصعيد طويلاً، حيث قالت مصادر صحفية إن حزب الله لديه نية الردّ على إسرائيل قريبًا، حيث تم إخلاء مكاتب رئيسية للقيادة ومراكز تجمع القوات، وأُعلنت حال الاستنفار الكاملة استعدادًا لقرار إسرائيلي محتمل بالذهاب إلى الحرب.

بالنسبة لإسرائيل، فقد دعمت الولايات المتحدة تحركاتها على جميع الأصعدة، وتمتع ترامب ونتانياهو بعلاقة تقارب لا مثيل لها، يؤكدها الدعم غير المشروط الذي قدمه ترامب للسياسة الإسرائيلية، الأمر الذي عزز من قدرة الدولة اليهودية على الهجوم دون ردع في جميع أنحاء المنطقة، وفتح المجال أمام نتانياهو للضغط على إيران، فيما تقول تقارير إسرائيلية، إنه بمجرد النظر حول احتمالية قيام سياسة التقارب بين أمريكا وإيران، في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل هجماتها؛ ما يمكن اعتباره "خيانة" من المنظور الإسرائيلي.