سمية عسلة لـ"الفجر": علي عبدالله صالح سبب استهداف الحوثي لليمنيين.. وهذه خطورة حزب الإصلاح (حوار)
قالت الدكتورة سمية عسلة، الباحثة فى الشئون الإيرانية، إن اليمن تُعتبر من أقدم مراكز الحضارة في العالم القديم، وهو نقطة استراتيجية بالمنطقة، حيث يمتلك مضيق باب المندب وهرمز، المطمع الحقيقي لنظام إيران، لكونهما مجاري ملاحية دولية هامة فى حركة النفط والاستيراد العالمي، مُضيفة أن مليشيا الحوثي هي أكبر ذراع إرهابي عسكري لإيران، حيث استغلت إيران فكرة وجود طوائف دينية داخل اليمن، التى لم تكن تعرف أياً من أنواع التفرقة العنصرية على مدار سنوات عديدة.
ووجهت "عسلة" عدداً من الاتهامات إلى قيادات إيران وقطر وتركيا، لدعمهم المليشيات الإرهابية بالمنطقة العربية، مُضيفةً أن الدوحة تلعب بصفة مُستمرة على التحريض ضد الرياض واحتضانها جماعات إرهابية تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، إلى جانب أن نظام الحمدين عمل على خرق الاتفاقيات التي وقعتها الدولة تحت مظلة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعملت على شق الصف الداخلي السعودي والتحريض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها.
وأضافت عسله، خلال حوار لـ "الفجر"، أن قطر ترعى المليشيات الإرهابية بداية من داعش والحوثي والإخوان، دعماً مادياً ومعنوياً، بل أنهم يقوموا بإعداد تدريبات لهم داخل قطر؛ لإثارة الشغب والفوضي فى الدول العربية، إلى جانب أن دورها سلبي ليس به انتماء عربي أو رغبة فى وحدة الصف العربي وتلعب على زرع خلايا نائمة فى الوطن، لافتة إلى أن الحرب القادمة ليست حرب “عضلات”.
وإلى نص الحوار:-
◄ بداية.. كيف توغل حزب الإصلاح فى نخاع الحكومة الشرعية باليمن؟
حزب الإصلاح لديه خطة ممنهجة داخل كافة الدول العربية؛ لتحقيق أهداف سياسة، فأنا أرى أن دخولهم أى ائتلاف يفسده، والأكيد أنهم لن يندمجوا مع أى اتجاه وطني أو سعي لوحدة دولة. احنا جربنا الإخوان المسلمين فى مصر. ركبوا الموجة ووقفوا فى ميدان التحرير فى ثورة يناير ورفعوا شعارات الوقوف بجانب الشعب المصري، لكن الحقيقة أن لديهم أهداف شخصية مُتمثلة فى الوصول إلى الحكم.. حزب الإخوان فى اليمن لديه أطماع تُضاف إلى أطماع الحوثي. بمعني أدق اليمن الآن أصبح بين نارين نار الحوثي ونار جماعة الإخوان المسلمين، التى استطاعت اختراق الحكومة اليمنية.
◄ ماذا تريد إيران من اليمن؟
أولاً اليمن هي نقطة استراتيجية، فإيران تُريد السيطرة على مضيق باب المندب وهرمز، لكونهما مجاري ملاحية دولية هامة فى حركة النفط والاستيراد العالمي، النقطة الأخري، مليشيا الحوثي هي أكبر ذراع إرهابي عسكري لإيران، ولهذا استغلت إيران فكرة وجود طوائف دينية داخل اليمن، التى لم تكن تعرف أياً من أنواع التفرقة العنصرية على مدار سنوات عديدة، إيران استطاعت ونجحت فى تحويل الحوثي إلى طائفة مُسيسه لخدمة مشروعها الفكري والسياسي والاقتصادي.
مشاريع إيران تمثلت فى الغزو الديني، وهو البداية، وتمرير الفكر المذهبي، حتى تحول الشعب اليمني إلى طائفتين "شيعة وسنة".
◄ برأيك.. ما هي أوجه التشابه بين الحوثي وداعش والقاعدة؟
جميعهم جماعات إرهابية، لها نفس الفكر، تعتنق المبادئ الإرهابية، والإرهاب فى مفهومه هو استخدام أساليب غير آمنه لتهديد وترويع المواطنين للوصول إلى أهداف سياسية، وهناك إرهاب فكري واقتصادي وسياسي وإلكتروني، الحوثي وداعش والقاعدة يعتنقون نفس أساليب التفكير، والاستراتيجيات المبنية على زيادة النفوذ من خلال عمليات إرهابية داخل المنطقة العربية للوصول إلى أهدافهم السياسية. شهدنا فى الفترة الأخيرة انضمام عناصر القاعدة وداعش إلى صفوف الحوثي، وهذا خطأ كبير ويدل على ضعف المجتمع الدولي، الذي فشل فى استيعاب العائدين من داعش والسماح لهم لدخول دولهم ومحاكمتهم على ما ارتكبوه. إذاً رفض المجتمع الدولي أدي إلى إعادة توزيع خارطة الإرهاب الدولي. وبهذا أصبحت فرصة تجنيدهم سهلة.
أُضيف على ذلك، أن الهجمات الإرهابية أصبحت تتم بطريقة جديدة وهي استخدام السمكة المُفخخة فى عمليات استهداف المنشآت النفطية والسفن الإماراتية، وهذا يدل على أن هناك بصمة جديدة أُضيفت لتنظيم الحوثي الإرهابي. فدخول داعش والقاعدة أضفي بصمة جديدة للحوثي فى تنفيذ العمليات الإجرامية واستهداف الشرعية.
من المسئول الأول عن توغل المليشيا لحكم اليمن؟
اتهم على عبدالله صالح، حيث أنه أمر بفتح مخازن الأسلحة لتتزود عناصر الحوثي منها بكل ما تحتاجه، فلا يُمكن أن ننسي موقفه الغير إنساني. الحوثي استغلوا الأسلحة فى استهداف أبناء الشعب اليمني.
◄ وعن المناطق المحررة.. هل ستكون هناك عودة للمشروع الإيراني أم أن الأزمة انتهت بتلك المناطق ؟
الحرب القادمة ليست حرب عضلات، وإنما حرب وعي وفكر، وهذا ما يعلمه النظام الإيراني جيداً، فلكي نُحافظ على المناطق المُحررة لابد من نشر الوعي والفكر الإيجابي بالشارع اليمني للتصدي للأفكار الإرهابية ووقوف الشعب أمام حاملي الأسلحة النارية، أيضاً لابد من وجود دور للإعلام والتصدي لـ فضائيات "التجميل" فى النظام الإيراني القاتل، وإنشاء قنوات لفضح وكشف عمليات إيران الخفية لدعم الإرهاب بالأسلحة الاستراتيجية.
ووجود أسلحة بحوزة المليشيا خطر على العالم، ليس علي اليمن فقط. هذا إلى جانب ضرورة مراقبة نشاط الحرث الثوري وقيامه بإعداد محاضرات إجبارية للموظفات داخل مؤسسات الدولة الحيوية، فى محاولة للتجنيد الفكري، فلو استطاع الحرث الثوري تجنيد المرأة فكرياً فهذا يُعد نجاحاً كبيراً يُضاف له.
الأمر الآخر، هو ضرورة رصد المحاضرات التي تُلقي على طلاب المدارس لمنع ذرع الأفكار المتطرفة داخل عقولهم، فالنظام الإيراني قام بتغيير المناهج داخل المدارس اليمنية.
◄ هناك فتاوي من قبل جماعة الإصلاح وهيئة علماء الدين بقتل الجنوبيين.. ما تعليقك؟
هذا فكر مُتطرف، لا ينتمي لأفكار الدين الإسلامي الحنيف، فالإسلام لم يأتي بالتحريض على القتل وتكفير المواطنين، فهذا السلوك الغير آدمي والفتاوي الغير عقلية؛ إحياء لثقافة قديمة، وأنا أرفض ذلك إطلاقاً.
أحاديث المشايخ، تؤثر على المجتمع تأثير سلبي للغاية، يبدأ مع الأطفال، لحظة دخولهم المسجد وسماع عبارات التكفير والتحريض، فالطفل هو وحدة تكوين المجتمع غداً، فنحن نرفض بث السموم داخل عقول الأطفال، وسنتصدي لهذا المشروع الإرهابي.
◄ ما رأيك فى بيان السعودية الأخير حول الأزمة مع قطر؟
القرار جاء نتيجة تحريض الدوحة بصفة مُستمرة على الرياض واحتضانها جماعات إرهابية تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، وللرد على شائعات، بأن السعودية ستسمح للمواطنين القطريين دخول السعودية، حيث تعمل المملكة بسياسة واضحة ولا مجال للتلاعب بالألفاظ.
فضلاً عن أن نظام الحمدين عمل على خرق الاتفاقيات التي وقعتها الدولة تحت مظلة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعملت على شق الصف الداخلي السعودي والتحريض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها، وهذا أمر مرفوض إطلاقاً، الأمر الواضح الآن أن قطر ترعي المليشيات الإرهابية بداية من داعش والحوثي والإخوان، دعماً مادياً ومعنوياً، بل أنهم يقوموا بإعداد تدريبات لهم داخل قطر؛ لإثارة الشغب والفوضي فى الدول العربية. إلى جانب أن دورها سلبي ليس به انتماء عربي أو رغبة فى وحدة الصف العربي وتلعب على زرع خلايا نائمة فى الوطن.
◄ ماذا عن مليونية الوفاء للإمارت التى تم تنظيمها بعدن؟
المليونية بدأت بمواقع التواصل الاجتماعي في اليمن وعدد من الدول العربية، وأنا ضمن من قاموا بتفعيل الهاشتاغات المؤيدة للإمارات وأخرى داعمة للسعودية بعد خروج تظاهرات حاشدة مؤيدة للإمارات في عدن وبيان للمملكة العربية السعودية يرفض "أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة" في البلاد.
وأن أري، أن الإمارات العربية المتحدة تُدافع ليس فقط عن الحق وعدالة قضية شعب مظلوم وهو شعب الجنوب العربي، وإنما هي أيضاً تحارب الإرهاب بتنظيماته المتعددة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين نيابة عن العالم ولمصلحة الأمن القومي العربي، وما تم بعدن هو لفتة طيبة من شعب الجنوب، حيث بادلوا الوفاء بالوفاء.
◄ ما هي سبل حل الأزمة اليمنية من وجهة نظرك؟
لابد من وجود موقف عربي واحد، لإدانة إيران والمليشيات الإرهابية التابعة لها، وموقف دولي أيضاً عن طريق قرارات دولية من مجلس الأمن، وإجماع دولي على أن إيران أكبر كيان يرعي الإرهاب، وقرارات حاسمة وعقوبات بجانب العقوبات الأمريكية؛ وضمان تنفيذ ذلك، لردع إيران، ووجود دور إيجابي للإعلام لفضح عمليات الدعم.
نقطة أخري أود إضافتها، وهي أن عمان تلعب دوراً سلبياً بالمنطقة، حيث يتم من خلالها تهريب الأسلحة والمواد المخدرة والنفط، دون وجود رقابة أمنية، وعمان حتى الآن لم تُدين مليشيا إيران.. أنا أقبل عدم وجود رأي لهم، لكن لا أقبل دعمهم للإرهاب فى الخفاء، فسواحلهم يتم من خلالها تهريب النفط الإيراني، أين دورها فى الرد أو تشديد الحراسة ؟.