مصطفى محمد يكتب : النجاح في الإمارات ليس في كرة القدم فقط !

ركن القراء

مصطفى محمد
مصطفى محمد


من الطبيعي أن تتباين درجات النجاح من لعبة لأخرى داخل أي كيان رياضي، حسب خريطة المنافسة وحجم الضغوط وطبيعة المنافسين، وتبعاً لأولويات توجيه الميزانيات، وخلافه..
 
لكن أن ينجح نادي في عملية تطوير شاملة على جميع المسارات، بداية من قيادة عملية تحول إداري هيكلي يعتمد على المؤسسية ويطبق معايير الحوكمة والجودة، بتشكيل إدارات وشركات متخصصة لكل لعبة، تحظى بقدر من الاستقلالية والمرونة في اتخاذ القرارات، ورسم خُطط العمل بعيداً عن المركزية، التي قد تتسبب في « تكلس » أو تباطئ في ديناميكية العمل، وبالتالي تراجع فاعلية الأداء، سواء على صعيد النتائج أو التطور والبناء على ما يتم انجازه.
 
في الحقيقة هذا ما تم بالفعل داخل الناديين الكبيرين الشارقة وشباب الأهلي دبي، على مدار الموسمين الماضيين، فباتت قلعتي الملك والفرسان تتنافسان على كافة الألقاب في جميع الألعاب. وهذه إشارة أخرى بالغة الأهمية على نجاح « الدمج »!
 

بداية مثالية

 
فها هي الألعاب الجماعية بنادي الشارقة تفتتح الموسم ببداية مثالية، بفوز فريق رجال كرة اليد بلقب كأس السوبر للمرة الثالثة على التوالي، بعد تغلبه على شباب الأهلي في مباراة مثيرة بنتيجة 26 -24.
 
وهي بطولة في توقيت مهم ورسالة للمنافسين تضع على عاتق الشرقاوية مسؤولية كبيرة، بضرورة مضاعفة الجهود للحفاظ على التفوق، لأن من سمات البطل الحقيقي أنه لا يشبع من الانتصارات وأنه دائماً يسعى لخوض تحديات جديدة بدوافع وطموحات متجددة.
 
وما يلفت الانتباه أكثر هو براعة إدارة الألعاب الجماعية برئاسة محمد عبيد الحصان، مهندس « الميركاتو »، في صناعة موسم انتقالات استثنائي في تاريخ قلعة الملك برؤية واعية وناضجة، يتعلم منها الأخرون في كيفية تطوير الطموح والارتقاء بمشروع بناء فريق بطل يحافظ على الصدارة والتفوق.. وبدعم لا محدود من مجلس إدارة نادي الشارقة الرياضي « الإدارة العليا »، ومجلس الشارقة الرياضي.
 

قصة نجاح الشارقة

 
ومن المتوقع أن يتمكن الشارقة من خلال هذه الإضافات من الابتعاد بالقمة بمسافة فنية عن باقي المنافسين في كرتي اليد والسلة، ومن واجبنا هنا الإشادة بهذه النقلة النوعية التي تشهدها الألعاب الجماعية بنادي الشارقة الرياضي، فهذا حقهم، ومن حق جماهير النادي أن تفخر بهذا « الميركاتو » عالي الجودة.
 
وتجدر الإشارة والإشادة برجل المباراة في رأيي، وهو المدرب المتمكن سفيان حيواني، والذي رسم سيناريو واقعي لمباراة السوبر، استطاع من خلاله التغلب على قلة الانسجام الناتج عن عدم خوض فريقه مباريات ودية بالقدر الكافي، وكذلك قدرته على اقناع اللاعبين بطبيعة المباراة الافتتاحية للموسم، وكيفية التعامل مع ضغوط التراجع في النتيجة، والثقة في إنهم الأفضل وإنهم قادرون على حسم الأمور في الشوط الثاني، رغم أفضلية وجاهزية شباب الأهلي وغموضه الفني نسبياً!
 
ولفت انتباهي كذلك، احساس لاعبي الشارقة بالمسؤولية واصرارهم و وعيهم بأهمية افتتاح الموسم ببطولة، وحالة النضج الفني التي وصلوا إليها.
 
السوبر اصبح ماضي، فأمام ملوك كرة اليد تحدي جديد 10 سبتمبر وضربة البداية لبطولة الملك المفضلة، الدوري العام، ويبدو أن اللقب رقم 14 هدفهم. وكذلك الحال مع رجال كرة السلة بقيادة « الداهية » عبدالحميد إبراهيم، الذين يفتتحون الموسم بطموحات كبيرة في بطولة كأس الاتحاد 12 سبتمبر الجاري.