في اليوم العالمي لـ"محو الأمية".. رحلة سيدة من "فراشة" لمدرس زراعي

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


في ظروف بالغة التعقيد، وأيامًا تحمل صراعات لتوفير احتياجات العيش، لكن، على الرغم من كل هذا، فقد تمكّنت إحدى السيدات من مواصلة تعليمها الذي تركته، مراعاة لظروف زوجها الذي كان لا يستطيع سد رمق بناته الأربعة؛ "التعليم حول حياتنا من الظلام إلى النور".

وفي اليوم العالمي لـ"محو الأمية"، التقت "الفجر"، بالسيدة عزيزة صالح التي استكملت تعليمها بعد وفاة زوجها، في ظل ظروفها الصعبة.

عزيزة صالح سيدة في العقد الرابع من عمرها، تقيم في إحدى ضواحي محافظة الجيزة، كغيرها من ذوي سنها، تزوجت في سن صغير ولم تستطع استكمال مسيرتها التعليمية، ولكنها كانت تحمل إصرارًا بداخلها على مواصلة هدفها، حيث بذلت كل ما بوسعها لتحقيق الأمر، "لم يكن الكفاح سهلًا، لكن نجاحي كان حافزًا لبناتي في المستقبل".

كانت الحياة تزداد مشقةً يومًا بعد يوم، خاصة بعد رحيل زوجها تاركًا أربعة بنات صغار، لتبدأ معركتها من أجلهم، تلك المعركة التي كانت تتعلق بسد رمق هؤلاء الصغار، ما جعلها تعمل كخادمة في بعض المنازل تارة، وفراشة في أحد المدارس تارة أخرى، لتوفر احتياجاتهم من العيش الذي كانت توزعه عليهم بشكل متساوٍ.

عزيمة "عزيزة" وإصرارها الداخلي، للانقلاب على تلك الحياة بظروفها المعقدة، دفعها لاستكمال مسيرتها التعليمة التي كانت قد توقفت عند مرحلة التعليم الأساسي، لتحصل على شهادة الدبلوم من إحدى المدارس التجارية وتنضم لكلية الزراعة وتعمل كمدرسة في المجال الزراعي؛ "أصبحت أنا التي لم تملك قوت يومها، أمتلك مئات الجنيهات شهريًا".

وفي تلك الظروف الصعبة التي خاضتها "عزيزة"، تمكنت من تزويج اثنين من بناتها، وتوفير كافة احتياجاتهن، "ربيت بناتي على الإصرار وبذل قصاري جهودهن لاستكمال تعليمهن، حتى لا تمر إحداهن بنفس الظروف القاسية التي خضتها أنا في بادئ الأمر".

ويحتفل العالم اليوم 8 سبتمبر، باليوم العالمي لمحو الأمية، وهو اليوم الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، للاحتفال به سنويًا للتوعية بأهمية محو الأميّة كمسألة تتعلق بالكرامة الإنسانيّة، واحترام حقوق الإنسان، والوصول إلى مجتمعات أكثر إلمامًا بمهارات القراءة والكتابة.

وقالت الأمم المتحدة، إن هذا اليوم يُعد فرصة للحكومات ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة لإبراز التحسينات التي طرأت على معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، وللتفكير في بقية تحديات محو الأمية الماثلة أمام العالم.

وأشارت إلى أن قضية محو الأمية، هي عنصر جوهري في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وجدول أعمال الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، وتعزز أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي اعتمدتها المنظمة في سبتمبر 2015، بهدف الحصول على التعليم الجيد وفرص التعلم في أي المراحل العمرية.

وأصدر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم، الأحد، صحفياً بمناسبة اليوم العالمى لمحو الأمية الذى يوافق الاحتفال به يوم 8 سبتمبر من كل عام، والذى أقره المؤتمر العام لليونسكو في الدورة الرابعة عشر عام 1965 واعتبار محو الأمية مسألة تتعلق بالكرامة الإنسانية واحترام حقوق الإنسان، وأداة لتعزيز القدرات الشخصية ووسيلة لتحقيق التنمية الإجتماعية والبشرية، ويتم الإحتفال به هذا العام تحت شعار "محو الأمية وتنمية المهارات".

وتهتم الدولة بقضية الأمية حيث اعتبر عام 2019 هو عام التعليم في مصر وذلك لاهمية التعليم وبناء المواطن المصري وبالتالي علينا الإهتمام بقضية الأمية بإعتبارها جزء من منظومة التعليم لذا يجب مشاركة جميع عناصر المجتمع المصري من )شباب جامعات- أحزاب - مؤسسات مجتمع مدني – وزارات ) في وضع وتنفيذ خطة شاملة للقضاء على الأمية كأحد أهم المستهدفات في رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.

ويعتبر اليوم العالمي لمحو الأمية، أداة لتعزيز القـــدرات الشخـصية ووسيلة لتحقيق التنمية الإجتماعية والبشرية، ويتم الاحتفال به هذا العام تحت شعار "محو الأمية وتعدد اللغات".

ورغم كافة التحركات والتقدم الهائل في معالجة قضية التعليم، فإن هناك قرابة الـ 40% من سكان العالم يفتقرون إلى التعليم باللغات التي يتحدثون بها أو يفهمونها وتمثّل هذه النسبة مشكلة خطيرة أمام الجهود التي تبذلها اليونسكو لمحو الأمية بلغة المتعلمين الأم.