"شينكر": العلاقات السعودية الأمريكية قوية كما كانت
قال مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إن العلاقات السعودية الأمريكية قوية كما كانت، مضيفا: "السعودية حليف ممتاز للولايات المتحدة، ونحن نركز على الأمن في المنطقة والدعم في المملكة. لدينا العديد من الأصول في المنطقة وفي المملكة".
ولفت المسؤول الأمريكي إلى أن عدم تغطية عدوان الحوثي المدعوم من إيران في الولايات المتحدة، يرجع إلى التركيز على قضايا أخرى تتعلق بالمملكة.
وأشار شينكر إلى أن أولوية الإدارة الأمريكية هي الضغط على إيران، مضيفًا: "نحاول إقناع إيران بأن تتصرف كدولة طبيعية.. لقد زعزعت استقرار أربع دول عربية؛ هي: العراق وسوريا ولبنان واليمن.. ثمة ممارسة لذلك بشكل نمطي".
وأضاف، أن هناك نموذج لحزب الله الذي ينشئ مجموعات احتضان وتمويل وهجوم خارج سيطرة الحكومة المركزية، وتعمل هذه المجموعات بشكل مستقل. في بعض الأحيان يهاجمون جيرانهم. وفي حالة حزب الله ينتقلون إلى جميع أنحاء المنطقة، سواء في سوريا أو اليمن.
وتابع: "الإيرانيين يمولون الحوثيين ويزودونهم بالأسلحة، كما قالت الأمم المتحدة منذ عام 2009. هذه ليست ظاهرة جديدة".
وحول علاقة الحوثيين بإيران، قال: "لا أعلم ما إذا كانت علاقة الحوثيين بإيران أيديولوجية أم براجماتية؛ فمؤخرًا افتتحوا سفارة في طهران، ويستهدفون المدنيين السعوديين والمنشآت المدنية".
وعند سؤاله عن التعليقات بخصوص إجراء حوار مع الحوثيين، الذي نفاه الحوثيون، قال إنه ليس لديه علم بنفيهم.
وأضاف: "تحدثنا مع الجميع في اليمن.. هذه سياستنا: الحديث مع جميع الأطراف.. الحوثيون جزء من المشكلة، وسيكونون جزءًا من الحل.. لن نصل إلى حل ما لم نتحدث معهم".
وعند سؤاله عن موعد ومكان المحادثات، رفض الرد. وعند سؤاله عن توقعاته من نتائج المحادثات، قال: "لا أعرف، لكنها ضرورية حتى يمكن إيجاد حل. وهي لا تحدث سرا".
وأردف: "نعمل مع مارتن جريفيث المبعوث الأممي إلى اليمن ومع السعوديين، ومع هادي، ونتحدث مع الحوثيين، لكن علينا إعادة الحكومة موحدة أولًا، بعدها يمكننا التنبؤ بنتائج المحادثات مع الحوثيين".
وحول وجود مبادرة تخص اليمن، قال: "لدينا خطوات نعمل عليها. دعونا نرَ".
وفيما يخص الشأن الإيراني، قال شينكر، إن مبادرة الأمن البحري التي تدعمها الولايات المتحدة، هي تقدم عملي ليس ضد بإيران، ولكن يتعلق بحرية الملاحة عبر اثنين من أهم مضائق التجارة العالمية: هرمز وباب المندب، مشيرًا إلى دول عديدة وقعت عليها.
وتابع قائلًا: "يجب على كل دولة التوقيع والمشاركة، والمزيد من الدول سوف توقع.. تلعب الولايات المتحدة دورًا رئيسيًّا، لكنه في مصلحة الجميع".
وأضاف: "أسقط الإيرانيون طائرات أمريكية بدون طيار في المياه الدولية. لماذا يستهدفون الطائرات بدون طيار؟! لأن الطائرات بدون طيار تستطيع أن ترى ماذا يفعلون، سواء كانوا يخترقون السفن أو يختطفون السفن في المياه الدولية؛ لذا فإن هذا التحالف لا يتعلق بإطلاق النار على أي شخص، بل بالتقاط الصور. لا يريد الإيرانيون من الناس أن يروا ما يفعلونه، بل يريدون أن يكون لديهم قابلية معقولة للإنكار. لقد مر وقت طويل، ويجب التطبيق في وقت قريب".
وفيما يتعلق باليمن ومواجهة ما يحدث في جنوبه، قال شينكر، إن الولايات المتحدة تدعم وحدة اليمن، ونرى أن تولي المجلس الانتقالي الجنوبي السيطرة والإجراءات ضد حكومة هادي الشرعية يمثل إشكالية. نحن نقدر الوساطة السعودية مع المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية للتوصل إلى ترتيب يوحد الحكومة مرة أخرى في عدن.
وتابع: "لقد صرف هذا الانتباه عن القضية الأكبر وهي الحوثيون الوكيل المدعوم من إيران الذي يطلق الصواريخ على السعودية. يجب أن نأمل أن تعود الحكومة مرة أخرى؛ حتى نتمكن من التركيز على الأولوية، التي هي في نهاية المطاف حل تفاوضي مع الحوثيين حول مستقبل اليمن الموحد المستقر".
ودعا المجلس الانتقالي إلى تقدير الوساطة السعودية، وتلبية الدعوة للحوار، وترتيب وحدتهم مرة أخرى في عدن.
وعن تأثير العقوبات على إيران، قال، إن الضغط على إيران أثبت نجاحه الكبير.
وأضاف: "أعتقد أنك ترى تأثيرًا بالسلب في جميع أنحاء المنطقة في السلوك الإيراني".
وتابع: "بالمثل، إحياء التخصيب النووي. مع أن الضغط لم ينجح بعد في جلب إيران إلى طاولة المفاوضات، فإني أعتقد أن إيران وصلت إلى طريق مسدود".
وأشار إلى أن حزب الله اللبناني بات دليلًا على المأزق الذي وقعت فيه إيران، مضيفًا: "لم تتمكن إيران من تزويد وكيلها بالقدر المعتاد من التمويل، وتم إجراء تخفيضات في الرواتب، على الرغم من حقيقة أن إيران لم تصل بعد إلى طاولة المفاوضات".
وأشار إلى أن تمويل الحوثيين ليس مكلفًا، مضيفًا أن الثمن أكبر بكثير بالنسبة إلى السعودية؛ حيث تُكلَّف 1.2 مليون دولار مقابل صاروخ باتريوت لإسقاط طائرة بدون طيار بقيمة 10000 دولار».