نرصد عادات 1000 عام في الاحتفال بيوم عاشوراء

أخبار مصر

بوابة الفجر


قالت نادية طه الباحثة في علم الآثار ومفتشة آثار في القاهرة التاريخية، إن هو يوم العاشر من شهر محرم، هو يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي فيه كان مصرع الحسين رضي الله عنه بكربلاء، وقد احتفل طل عصر بعاشوراء حسب فهمه ورؤيته للأمور من وجهة نظره.

وأضافت طه إن يوم عاشوراء أيضًا يتوافق مع مناسبتين مهمتين للغاية، الأولى نجاة موسى عليه السلام من فرعون، والثانية استقرار سفينة سيدنا نوح على جبل الجودي، وذلك حسب ما يعتقد العثمانيي، فاليوم مهم للغاية والاحتفال به اختلف من عصر لآخر.

عاشوراء في العصر الفاطمي

وعن الاحتفال بيوم عاشوراء في العصر الفاطمي قالت طه، إن الفاطميين أطلقوا عليه "حُزن عاشوراء"، وكان يوم حزن عام في البلاد تتعطل فيه الأسواق، ويمتد فيه سُماط "موائد طعام" وايضًا كانت تحمل اسم "سماط الحزن"، أو "سماط عاشوراء" ويصل عدد أطباقها إلى ألف صحن من وجبات متعددة، منها العدس والملوحات والمخللات والأجبان والألبان، والفطير، والخبز.

عاشوراء في العصر الأيوبي 

وبعد زوال حكم الدولة الفاطمية، وأسس يوسف بن أيوب الملقب بصلاح الدين، أسرة حكمة عرفت بالأيوبيين، اعتنى ملوكها بـ "يوم عاشوراء" كيوم سرور، حيث اختلف الأمر هنا ونقض الأيوبيين ما كان يفعله الفاطميين من ناحية إشاعة مظاهر الحزن. 

قصار ملوك بني أيوب يُوسعون على أولادهم في هذا اليوم ويكثرون من إطعام الناس، ويصنعون الحلوى، ويتخذون الأواني الجديدة ويكتحلون، ويتوجهون إلى الحمامات العامة مثل أهل الشام حيث أقر الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان هذه العادة وهي الذهاب للحمامات العامة كتحدي للتقاليد الشيعية.

يوم عاشوراء عند المماليك

أشارت نادية طه إلى أن الاحتفال بيوم عاشوراء في العصر المملوكي، أيضًا كان قائمًأ على التوسعة حيث توزع الأموال على الفقراء والمحتاجين ليشتروا به الطعام، وعامة الشعب فكانوا يتوسعون في المأكل والمشرب فيذبخ الدجاج ويطبخ لهم فيه الحبوب وغير ذلك.

حقيبة عاشوراء 

وكانت التوصيات لمديرين عموم المؤسسات بصرف المقررات الغذائية لموظفيهم حيث كان يُصرف ما يشبه الحقيبة الرمضانية في عصرنا لاحالي، وتحوي 40 قنطارًا من خبز البر، و10 قناطير من لحم الضأن، وأردبين من الحبوب و4 قناطيرعسل، و20 رطلًا من الشيرج وثمن أباريز وحطب وأجرة من يتولى طبخ ذلك.
وأحيانًا كان يوضع فواكهة مثل التفاح، والفستق، واللوز، والجوز، وبعض النكهات مثل نكهة الريحان، والقرنفل، بالإضافة إلى الفاكهة المجففة مثل التين المجفف، والعنب المجفف، والمشمش المجفف، والقرفة والتي تُخلط إما بماء زمزم أو بالشربات، ويوضع عليها كريمة فكان يوم عاشوراء أكثر تميزًا في العصر المملوكي.

وعن يوم عاشوراء قال الرسول صلى الله عليه وسلم "صيامُ يومِ عاشُوراءَ، أحتسِبُ على اللهِ أن يكَفِّرَ السَّنةَ التي قَبْلَه"، وهو يوم نجّى فيه الله نبيه موسى عليه السلام، وفيه قتل الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في معركة كربلاء بعد حصاره ورجاله بواسطة جنود يزيد بن معاوية أيامًا ومُنع عنه الماء، ووافق ذلك العاشر من شهر محرم عام 61 هـ، ولقبه المسلمون بـ "سيد الشهداء"، وأصبح اليوم رمزًا عند الشيعة، وعاشوراء لفظة عربية تعني العاشر، فيوم عاشوراء يعني العاشر من شهر محرم، ويقال عن هذا اليوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى يثرب، عرف أن اليهود يصومون ذلك اليوم فرحًا بنجاة موسى عليه السلام من فرعون وجنوده، فقال صلى الله عليه وسلم، "أنا أحقُّ بِموسَى منكم"، فصامهُ صلى اللهُ عليه وسلمَ وأمر بصومه، وذلك السنة الثانية من الهجرة، وكان صيامه واجبًا، وعندما فُرض صيام شهر رمضان صار صيام عاشوراء من السنن.