موريتانيا: قرى الجنوب أصبحت معزولة بسبب السيول
قالت وزارة الداخلية الموريتانية، إن السيول التي خلفتها الأمطار الغزيرة، تحاصر بعض قرى الجنوب الموريتانى.
وأكدت الوزارة - في بيان بثته الإذاعة الموريتانية مساء الخميس- أن بعض قرى محافظة اترارزة (190 كلم جنوبي نواكشوط) أصبحت معزولة، مضيفة أن الرياح المصاحبة للأمطار تسببت في انقطاع الكهرباء عن 13 قرية بعد سقوط العديد من الأعمدة نتيجة؛ ما أدى إلى انقطاع خدمة الماء بسبب انقطاع الكهرباء.
وأوضحت أن الأشغال انطلقت في هذه القرى لإعادة تشغيل الشبكة، وإعادة ضخ المياه للقرى المتضررة، وأن عددا من السدود والجسور في ثلاث محافظات شرقية تضررت من السيول، وبدأت أعمال الصيانة في بعضها.
وجهت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (آركو) نداءاً إنسانياً للمانحين من الجمعيات الوطنية والمنظمات الإنسانية لتأمين المساعدات الحيوية والسعي لتوفير المكان الآمن للمشردين جراء الفيضانات والسيول في مدينة سيليبابي وعدة قرى في ولاية كيدي ماغه جنوب شرقي جمهورية موريتانيا، ومواجهة هذه الكارثة في ظل تأكيدات تدهور الأوضاع السكانية وما كشفته التقارير الأولية التي وردتها من جمعية الهلال الأحمر الموريتاني (عضو المنظمة)، والتي تسببت في تدهور نواح كثيرة أبرزها انقطاع الكهرباء على نطاق واسع، وانعدام توفر المواد الغذائية.
وأكدت المنظمة في ندائها على ضرورة سرعة الأستجابة لتأمين الإغاثة العاجلة لأكثر من 500 أسرة تضم أكثر من 3000 شخص موريتاني أصبحوا في وضع مأساوي بلا مأوى وفي حاجة ماسة للإيواء والغذاء.
وجاء هذا النداء استشعاراً منها بمعاناة المتضررين من سيول موريتانيا وضرورة مضاعفة الجهود لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة، وتقديم الدعم العاجل لهم بما يحقق أعلى استجابة إنسانية ممكنة لتحسين أوضاعهم.
وكشف تقرير وارد من جمعية الهلال الأحمر الموريتاني عن الحاجة الماسة لأربعين طناً من المواد الغذائية، و500 خيمة طوارئ للإيواء من الخارج لعدم توفرها في الأسواق الموريتانية و500 خزان مائي مطاطي لحفظ المياه من التلوث و500 حزمة نظافة شخصية.
وأوضحت الجمعية أن مدينة سيليبابي وعدة قرى في ولاية كيدي ماغا جنوب شرقي موريتانيا تعرضت إلى أمطار غزيرة استمرت أيام متتالية تجاوزت حاجز مائتي مم في سيليبابي واقتربت من ثلاثمائة مم في بعض المناطق الأخرى مخلفة خسائر بشرية ومادية جسيمة تمثلت في إنهيار المنازل وتشريد مئات الأسر التي لجأت إلى المدارس بعد أن حاصرتها المياه وأرغمتها السيول الجارفة على البحث عن مكان آمن بعيدا عن المباني المتهالكة المشيدة غالباً من الطين.
وكشف التقرير أنه ومنذ الساعات الأولى للفيضانات بدأت جمعية الهلال الأحمر الموريتاني حالة استنفار تام وشكلت غرفة عمليات على المستوى المركزي بالعاصمة وعلى مستوى اللجان المحلية في المناطق المتضررة، مشكلة خلية إدارية نشطة تعمل ليلا ونهارا لإنقاذ المتضررين ومتابعة مستجدات الوضع الميداني أولا بأول، وكذلك ربط الاتصال بالسلطات الإدارية والسكان بغية جمع البيانات وتحليلها ومشاركتها مع الشركاء في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في
الداخل والخارج من أجل تفعيل الاستجابة السريعة لإغاثة المتضررين من الأمطار، كما حرصت الجمعية على جمع المعلومات عن الأوضاع الإنسانية المتردية للسكان المتضررين في ولاية ليدي ماغا عموماً ومدينة سيليبابي خصوصا عقب الفيضانات التي خلفت خسائر مادية تتطلب تمويلا يقدر بـ 68838 دولار أمريكي.
فيما تعمل الجمعية وفق إمكاناتها المتواضعة على توفير بعض المستلزمات الأساسية في مجالات الإيواء المياه والاصحاح والمواد الغذائية لـ 3000 موريتاني.
ووفق التقرير تأثرت 10 أحياء من مجموع 30 حيا في مدينة سيليبابي بالسيول والفيضانات التي عزلت المدينة بشكل كامل عن العالم الخارجي لساعات طويلة بعد إنهيار جزء من الطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة وغمر بعض الأحياء وقطع بعض الطرق الفرعية المتجهة نحو المركز الصحي وبعض الأماكن الحيوية كالأسواق والمؤسسات الخدمية.
كما تسببت الأمطار في الإضرار ببعض الجسور وإنهيار أجزاء كبيرة من جسر "أجار أهل سالم" الذي يعد أهم شريان يربط المدينة بالطريق الوطني ويمر عبر عدة ولايات مما أثر سلبا على سرعة الاستجابة وحصر المتضررين في مناطق مختلفة.
وجاء في التقرير أن الفيضانات والسيول تسببت في خمس وفيات تنوعت أسبابها بين الغرق وإنهيار منازل فوق رؤوس أصحابها، بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة في كلاً من سيليبابي وول بنجه وغابو وعدة قرى وتجمعات سكنية، وأضرت بالبنية التحتية من طرق وجسور ومواصلات وأسواق وتجمعات للأسر، ودمرت الأمطار بلدية المدينة، وتعرض مياه الآبار التي يعتمد عليها الأهالي في الشرب للتلوث بشتى أشكاله.