قايد صالح يصف ممارسات العهد السابق الجزائري بالاستعمار الثاني
قال رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، إن ممارسات العهد السابق تشبه الاستعمار الثاني، والجزائر في كفاح جديد لإخراج من أسماهم بالعملاء.
وقال "صالح"، خلال كلمة له أمام أفراد من الجيش الوطني الشعبي: "ضحينا بشبابنا كله من أجل هذه البلاد وبلا مزية درناها لله في سبيل الله، واليوم لدينا كفاح آخر لإخراج هؤلاء العملاء، وأنا متأكد وعن قناعة سأحاربهم إلى النهاية لن أتخلى عن الواجب الوطني، ولن أترك البلاد يلعب بها هؤلاء المفسدين، قادرون على شغلنا والحمد لله سيرنا هذه الأزمة".
وأضاف صالح: "أتكلم عن الشعب الجزائري،
الشعب استقل لكي يعيش، هم أرادوا تجويع الشعب وأفرغوا البنوك ما معنى ذلك؟ هاذو استعمار
ثان".
وأوضح قايد صالح، قائلا: "عندما نتكلم عن هذه العصابة هل هؤلاء الناس يعرفون معنى هذه الثورة، هل يعرفون الثمن الذي دفعه الشعب الجزائري من أجل الاستقلال... يستحيل، لأن من يعرف ماذا ضيعت الجزائر من أخيار أبنائها منذ 1830 إلى 1962".
جاء ذلك في شريط فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي، لكلمة له أمام أفراد من الجيش الوطني الشعبي، يرجح أنها خلال زياراته الأخيرة إلى إحدى المناطق العسكرية؛ وذلك بحسب الموقع الإلكتروني "الشروق أونلاين".
وانتقد قايد صالح، أمس، في كلمته، الأصوات
الداعية لمرحلة انتقالية، وقال: "لا تزال بعض الأحزاب السياسية تُطالب بالتحاور،
بل التفاوض مباشرة مع المؤسسة العسكرية، اقتداء بتجارب بعض دول المنطقة في التعامل
مع الأزمات، متناسين أن الجزائر بتاريخها العريق وبشعبها الأبي وبمواقفها الريادية
الثابتة هي التي تكون دائما القدوة وليس العكس". وأكد أن موقف المؤسسة العسكرية ما زال ثابتا
من خلال "التمسك بالحل الدستوري للأزمة، انطلاقًا من إيمانه بأن الدولة العصرية
هي دولة المؤسسات". وشدد رئيس أركان الجيش الجزائري على أن
"التمسك بالدستور هو عنوان أساسي للحفاظ على كيان الدولة واستمراريتها، ويعمل
على مرافقة الشعب الجزائري الأبي الذي يطالب بإلحاح بالتعجيل في إجراء الانتخابات الرئاسية،
هذا الشعب الذي نكن له كل التقدير والاحترام، والذي التف بقوة حول جميع المبادرات الخيرة
التي قدمتها المؤسسة العسكرية". ولم يفوت قايد صالح الفرصة ليهاجم من وصفهم
بـ"المتآمرين" على مصلحة الوطن بالقول: "لقد أعمت الأنانية بصيرة أولئك
الذين لا يعرفون قيمة هذا البلد وشعبه، ويحترفون التضليل والتدليس، ويحاولون عبثا تغليط
الرأي العام والتشكيك في أي مبادرة وطنية خيرة، ساعية لتجاوز الأزمة، ويعملون من أجل
الزج ببلادنا في متاهات لا تحمد عقباها، خدمة للعصابة ومن يسير في فلكها، ولهؤلاء المتآمرين
المغامرين نقول إننا في الجيش الوطني الشعبي، سنبقى إلى الأبد، برفقة كافة الوطنيين
المخلصين، أوفياء لعهد شهدائنا الأبرار، لا ولاء لنا إلا لله ثم للوطن". يشار إلى أن دعوة أحمد قايد صالح، الهيئة
الناخبة للانتخابات الرئاسية في 15 سبتمبر الجاري، تعني وفق القوانين الجزائرية
إجراء الانتخابات في حدود 15 ديسمبر المقبل. ومنذ 22 فبراير الماضي، تعيش الجزائر
على وقع احتجاجات شعبية دفعت في 2 أبريل الماضي بعبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة
من الرئاسة، فيما اعتقل عدد كبير من رموز نظامه وعلى رأسهم الوزيران الأولان السابقان،
أحمد أويحيى وعبد المالك سلال. وجدد نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش
الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، مرة أخرى، التأكيد على ضرورة تنظيم الانتخابات الرئاسية
التي اعتبرها "مصيرية" قبل نهاية السنة الحالية، وذلك بعد أيام من اقتراحه
استدعاء الهيئة الناخبة منتصف سبتمبر الجاري.
وقال قايد صالح، أمس الأربعاء، خلال اليوم
الثالث لزيارته الناحية العسكرية الرابعة بورقلة: "أود أن أؤكد مرة أخرى، أن الوضع
لا يحتمل المزيد من التأخير، بل يقتضي إجراء هذه الانتخابات المصيرية في حياة البلاد
ومستقبلها في الآجال التي أشرت إليها في مداخلتي السابقة، وهي آجال معقولة ومقبولة
تعكس مطلبًا شعبيا ملحا كفيلا بإرساء دولة الحق والقانون".