بريطانيا.. انتخابات مبكرة فى الأفق بعد منع "البريكست" دون اتفاق
صوّت البرلمان البريطاني، الأربعاء على منع رئيس الوزراء بوريس جونسون من إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في 31 أكتوبر، لكنه رفض أول محاولة له لإجراء انتخابات مبكرة قبل أسبوعين من موعد الخروج المقرر.
وبعد انتزاع السيطرة على جدول أعمال البرلمان اليوم من جونسون، أيّد مجلس العموم مشروع قانون من شأنه أن يجبر الحكومة على طلب تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكست" لمدة ثلاثة أشهر بدلاً من المغادرة دون اتفاق طلاق.
وقال زعيم حزب العمل المعارض جيريمي كوربين، إنه سيوافق على إجراء انتخابات مبكرة بمجرد إقرار مشروع القانون لمجلس الشيوخ، مجلس اللوردات، وأصبح قانونًا، وهو أمر قد يحدث يوم الإثنين، ومع ذلك، لم يقل ما إذا كان يوافق على اختيار جونسون للتاريخ.
ووفقاً لوكالة رويترز، اليوم، أنّ محاولة البرلمان الحالي لربط يدي جونسون تجعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الهواء، مع نتائج محتملة تتراوح بين الخروج من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة إلى التخلي عن المسعى برمته- كلتا النتيجتين اللتين ستكونان غير مقبولتين على أصوات الناخبين في المملكة المتحدة.
وصوّت تحالف من مشرعي المعارضة والمتمردين من حزب المحافظين جونسون بأغلبية 329-300 صوتا ثم 327-299 لمشروع القانون في القراءتين الثانية والثالثة.
وقال جونسون، إن مشروع القانون أوقف مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع الاتحاد الأوروبي وكان يهدف إلى إلغاء استفتاء عام 2016 حول مغادرة الكتلة.
وأضاف جونسون أمام البرلمان "لذلك مشروع قانون لم يسبق له مثيل في تاريخ هذا البيت، ويسعى كما يفعل لإجبار رئيس الوزراء برسالة تمت صياغتها مسبقاً للاستسلام في المفاوضات الدولية.. أرفض القيام بذلك.. لم يترك هذا المجلس أي خيار آخر سوى ترك الجمهور يقرر من يريد كرئيس للوزراء".
الانتخابات لا تزال تلوح في الأفق
وحصل اقتراح جونسون لإجراء انتخابات يوم 15 أكتوبر- وهو تاريخ يسمح له، إذا فاز، بإلغاء مشروع قانون الحظر- على تأمين 298 صوتًا مقابل 56، أي أقل بكثير من 434 صوتًا، حيث امتنع حزب العمال عن التصويت.
وكان الجنيه الإسترليني قد قفز في وقت سابق فوق 1.22 دولار للمرة الأولى منذ 30 أغسطس، حيث أصبح المستثمرون أكثر تفاؤلاً بقليل من إمكانية تجنب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وإلى جانب المناورات السياسية المحمومة، لا يزال بإمكان المملكة المتحدة أن تترك الاتحاد الأوروبي في مرحلة ما صفقة لتسهيل عملية الانتقال، أو الخروج دون صفقة، أو إلغاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومن شأن الانتخابات المرتقبة أن تقدم ثلاثة بدائل محتملة: حكومة مؤيدى البريكست بقيادة جونسون؛ حكومة العمل بقيادة الاشتراكي المخضرم جيريمي كوربين، الذي وعد بإجراء استفتاء جديد مع البقاء في الاتحاد الأوروبي كخيار؛ وبرلمان "معلق" مع حكومة ائتلافية أو حكومة أقلية.
وقال جونسون أمام البرلمان "إذا كنت لا أزال رئيسًا للوزراء بعد يوم الثلاثاء الموافق الخامس عشر من أكتوبر ، فسنغادر يوم 31 أكتوبر باتفاق أفضل".
وأضاف أنه يأمل في الحصول على صفقة جديدة في قمة الاتحاد الأوروبي المقرر عقدها في الفترة من 17 إلى 18 أكتوبر، لكن خصومه يشكون في أنه يمكن أن يحقق صفقة أفضل من تلك التي تفاوض عليها سلفه تيريزا ماي لكنها فشلت في الوصول إلى البرلمان.
ويقول معارضو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إن الرحيل "بلا صفقة" عنيف سيكون كارثة على ما كان من أكثر الديمقراطيات استقرارًا في الغرب، وإضرار النمو العالمي، وإضعاف مكانة بريطانيا في العالم.
وعلى الرغم من أن العديد من مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يقولون إن هذه المخاوف مبالغ فيها وإنه قد يكون هناك اضطراب قصير الأجل، إلا أنه سيوفر استراحة نظيفة من التكتل الأوروبى المتعثر ويسمح للمملكة المتحدة بالازدهار.