تفاصيل زيارة البابا فرنسيس لـ 3 دول أفريقية ضمن الأكثر فقرا
بدأ أمس البابا فرنسيس، زيارته الرسولية التى تستغرق أسبوعًا من 4 وحتى 10 سبتمر الحالي، يزور خلالها موزمبيق، موريشيوس ومدغشقر، وهي ثلاث دول مطلة على المحيط الهندي، تندرج تحت الفقر والنزاعات والكوارث الطبيعية.
ويرى مراقبون أنَّ قرار البابا فرنسيس بزيارة هذة البلدين والتي تعدّ من الأكثر فقرًا في العالم هو رسالة من رجل دين، والذي كان يتردد مرارًا على الأحياء الفقيرة في الأرجنتين التي ينحدر منها.
وتُشكِّل موزمبيق المحطة الأولى في جولة البابا، الذي سجَّل رسالة مصوَّرة باللغة البرتغالية لسكان البلدان الـ3 قبل بدء جولته أشار فيها إلى زيارة البابا يوحنا الثاني للدول ذاتها في عامي 1988 و1999.
ولن يكون أمام البابا فرنسيس، الملقب بـ”بابا الفقراء”، سوى الوقت الكافي لزيارة عواصم تلك الدول، وسيخيّب ذلك آمال سكان مدينة بيرا الموزمبيقية، الواقعة وسط البلاد، إذ أدى الإعصار “إيداي” إلى مقتل 600 شخص وتشريد مئات الآلاف في مارس.
وتأتي زيارة البابا فرنسيس بعد شهر من توقيع الحكومة معاهدة سلام تاريخية مع متمردي “رينامو”، الذين تحولوا إلى حزب المعارضة الرئيسي في البلاد. ودمرت الحرب الأهلية التي استمرت 16 عامًا البلاد ولم يتخل متمردو “رينامو” بعد عن أسلحتهم بالكامل.
وفي رسالته المصوّرة، شدد البابا على الحاجة “للتصالح الأخوي في موزمبيق وفي أنحاء أفريقيا، وهو ما يعد الأمل الوحيد لسلام راسخ ودائم”. ويتوقع كذلك أن يتطرق البابا إلى مسألة التطرف في المنطقة التي تعرضت لهجمات خلال العامين الماضيين خلّفت أكثر من 300 قتيل.
ويزور البابا فرنسيس كذلك جزيرة مدغشقر المطلة على المحيط الهندي والتي تعد واحدة من أفقر دول العالم؛ إذ يعيش الناس على أقل من دولارين في اليوم. وإضافة إلى الزيارات التقليدية التي يتوقع أن يجريها إلى القصر الرئاسي ومعهد ديني، سيخاطب البابا كذلك عمال أحد المقالع.
وقال منسق مجلس الأساقفة” جابريال راندريانانتيناينا”: “نستعد لحضور 800 ألف شخص قدّاسًا عظيمًا يقيمه البابا في أبرشية سواماندراكيزاي، وتمَّ تحضير 60 هكتارًا من الأراضي من أجل المناسبة شمال العاصمة انتاناناريفو.
وسيختتم البابا فرنسيس جولته بزيارة قصيرة إلى دولة موريشيوس المزدهرة والمستقرة نسبيًا، وهي جزيرة تقع شرق مدغشقر؛ إذ تخطط مجموعة كاثوليكية محلية لزرع 200 ألف شجرة تكريمًا له، وبينما يشكل الهندوس نحو 50% من سكان موريشيوس، لكن لدى البلد أقلية مسيحية تشكل نحو 30% من السكان، معظم أفرادها من الكاثوليك.
من جانب أخر استقبل البابا فرنسيس في مكتبه في حاضرة الفاتيكان الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ثريا بشعلاني على رأس وفد ضمّ الأب غابي هاشم مدير دائرة الشؤون اللاهوتيّة والمسكونيّة في المجلس، المدير الوطني للأعمال الرسوليّة البابويّة في لبنان الأب روفايل زغيب ومستشار السياسات والتواصل في المجلس زياد الصائغ.
اللقاء الذي دام نحو أربعين دقيقة، استعرضت خلاله بشعلاني بداية لتاريخيّة مجلس كنائس الشرق الأوسط ورسالته المسكونيّة شاكرة البابا على المبادرات الاستثنائيّة التي يطلقها في سبيل تدعيم العمل المسكونيّ بما يخدم الشهادة ليسوع المسيح خادمًا لكرامة الانسان. ثم شدّدت بشعلاني على جوهريّة مسار كايروس الشرق الأوسط: “نحو ميثاق عالمي للكنائس” والذي يحمل في طيّاته تلاقيًا بنيويًّا مع رؤية البابا ومواقفه الرسوليّة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الشرق الأوسط والعالم، طالبة البركة الرسوليّة ومتعهّدة انجاز هذا المسار قُبيل الجمعيّة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط المنوي انعقادها في العراق في أيلول من سنة 2020.