تحليل: خطة الصواريخ الأمريكية يمكن أن تشعل سباق التسلح

عربي ودولي

بوابة الفجر


اختبرت الولايات المتحدة صاروخ كروز تم تكوينه تقليديًا في 19 أغسطس بعد فترة وجيزة من انسحابها رسميًا من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، مما يجعل من الواضح أن هذه كلها تحركات مخططة منذ فترة طويلة.

وقال أستاذ في جامعة الدفاع الوطني لجيش التحرير الشعبي الصيني، إن يواجه العالم تغييرات غير مسبوقة، وانتهكت العديد من ممارسات الأحادية والحمائية والبلطجة للولايات المتحدة القانون الدولي، وفق ما أوردت وكالة "سبوتنيك".

وأضاف المحلل، أنه في ظل هذه الظروف، فإن خطط الولايات المتحدة لتطوير الصواريخ متوسطة المدى المطلقة تقليديًا والتي تم إطلاقها من الأرض.

أولاً، إن إنهاء معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى سيؤدي إلى سباق تسلح جديد. حيث أدى انسحاب الولايات المتحدة المزيف من معاهدة عدم الانتشار إلى تدمير اتفاقية مهمة أساسية لتحديد الأسلحة وزيادة تعقيد الوضع الدولي، الأمر الذي سيضعف حتما هيكل الأمن العالمي.

وتابع الخبير: "وردًا على انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى واختبار إطلاق الصواريخ، أعلنت روسيا أنها ستتخذ خطوات انتقامية. مع الصواريخ الأمريكية متوسطة المدى التي تطلق تجاربها، ازداد خطر حدوث سباق تسلح عالمي جديد زيادة كبيرة".

وأوضح، أنه بمجرد أن تنشر الولايات المتحدة صواريخ متوسطة المدى في دول ومناطق أخرى، فإنها ستؤدي حتمًا إلى قيام دول أخرى بإنتاج ونشر صواريخ متوسطة المدى، وبالتالي إطلاق جولة جديدة من سباق التسلح العالمي.

ثانياً، يمثل إنهاء ممعاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى تهديدًا مباشرًا للأمن القومي للصين.

وصرح وزير الدفاع الأمريكي الجديد، مارك إسبر، للصحفيين وهو في طريقه إلى أستراليا في أوائل أغسطس، بأنه يفضل نشر صواريخ أرضية في آسيا ويود أن يرى الانتشار خلال "أشهر"، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز". في وقت لاحق في سيدني، اتهم "إسبر" الصين بزعزعة استقرار الهند والمحيط الهادئ.

وحسب أستاذ الجامعة، لم تعلن الولايات المتحدة بعد عن الموقع النهائي، لكن من المفترض أن تكون غوام المكان المثالي لنشر الولايات المتحدة للصواريخ البالستية متوسطة المدى.

ووفقًا للمحلل، فإنه كمنطقة خارجية للولايات المتحدة في المحيط الهادي، تقع غوام على بعد حوالي 3000 كيلومتر من حافة شرق آسيا، واليابان، وكوريا الجنوبية، والشرق الأقصى الروسي، والتي تتوافق مع متطلبات صاروخ متوسط ​​المدى. من الواضح أن الولايات المتحدة تحول تركيزها الاستراتيجي على النشر إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

كما قال: "ما إن تنشر الولايات المتحدة صواريخ باليستية متوسطة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ستواجه الصين تهديدات بأن تكون محاطة بصواريخ متوسطة المدى وسيتم كسر التوازن الاستراتيجي في هذه المنطقة. هذه هي النتيجة المباشرة لإنهاء معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى. تحقيقا لهذه الغاية، يجب على الصين الحفاظ على اليقظة واتخاذ التدابير المضادة اللازمة".

يتعين على الصين أن تضع نوايا سيئة للولايات المتحدة أمام المجتمع الدولي لإنهاء معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى. باستخدام روسيا والصين كذريعة، وتعتزم الولايات المتحدة في الواقع تطوير المزيد من أنواع الصواريخ من نطاقات مختلفة، وتوسيع نطاق الردع الاستراتيجي، وإطلاق سباق التسلح، ومن ثم الاستفادة منه، حسب قوله.

وأضاف: "تحتاج الصين أيضًا إلى الجمع بين جميع دول العالم التي تعارض إنهاء معاهدة الوقود النووي لوقف انتشار الولايات المتحدة للصواريخ البالستية متوسطة المدى في مناطق أخرى من خلال الأمم المتحدة. إن نشر الولايات المتحدة للصواريخ الباليستية متوسطة المدى سيؤدي بالتأكيد إلى سباق تسلح صاروخي، حيث يكون الضحايا من جميع الدول الأوروبية ودول آسيا والمحيط الهادئ".

واستطرد، علاوة على ذلك، يتعين على الصين تطوير صواريخ متوسطة المدى أكثر تطورًا وتسريع وتيرة تطوير التكنولوجيا العسكرية الجديدة والابتكار، وذلك للحفاظ على الردع الاستراتيجي ضد احتمال نشر الولايات المتحدة للصواريخ متوسطة المدى في المناطق المحيطة بالصين.

واختتم: "اليوم، أصبحت الصين قريبة بشكل غير مسبوق من مركز المسرح العالمي، ومع ذلك لا تزال القوة الناعمة للبلاد بحاجة إلى مزيد من التطوير والتعزيز. ينبغي على السلطات الصينية المعنية أن تشير إلى أن المشاركة في تطوير الآليات والمفاوضات الدولية بشأن الشؤون الدولية هي نهج حاسم لتعزيز القوة الناعمة وتعلق أهمية كبيرة على هذا الجانب".