السعودية والإمارات.. علاقة تكامل ومشروع استقرار في اليمن (تقرير)
في ديسمبر من عام 2015، شُكيل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بمبادرة من المملكة العربية السعودية وتم الإعلان عنه الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، بهدف توحيد جهود الدول الإسلامية في مواجهة الإرهاب منع التغلغل الإيراني في اليمن.
وقد أكد رؤساء هيئات الأركان في الدول الإسلامية في اجتماع عقد في الرياض في شهر مارس من عام 2016م، عزمهم على تكثيف جهودهم في محاربة الإرهاب من خلال العمل المشترك وفقًا لقدراتهم، وبناءً على رغبة كل دولة عضو في المشاركة في المبادرات، أو البرامج داخل إطار التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الإيراني، وليس لاحتلال اليمن كما يزعم إعلام الدول الداعمة للإرهاب، وذلك طبقًا لسياسات وإجراءات كل دولة، ومن دون الإخلال بسيادة الدول الأعضاء في التحالف.
إفشال المشروع الإيراني
مع إعلان معركة تحرير عدن منتصف 2015 كانت الإمارات السباقة للمشاركة ميدانياً ولعبت دوراً محورياً وبارزاً في دحر الميليشيات التي كانت تسيطر على المدينة، وعملت القوات المسلحة الإماراتية عبر الإسناد والدعم البري والجوي إلى التصدي لمخطط انتشار ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وعقب تأمين عدن توجهت الإمارات لاستكمال باقي الأهداف التي رسمها التحالف العربي، فسارعت إلى إسناد المقاومة الشعبية والمشاركة في العمليات القتالية لتحرير باقي المحافظات اليمنية سواء في شمال اليمن أو جنوبه، وقدمت خلالها الإمارات خيرة شبابها من أجل تحقيق الانتصارات المنشودة في إنهاء التوسع الإيراني الذي تقوده ميليشيات الحوثي والذي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه لولا تدخل التحالف العربي وإطلاق عاصفة الحزم.
ومثلت تلك الإنجازات العسكرية المحققة خطوة استراتيجية مهدت الطريق لعودة الحكومة اليمنية الشرعية لليمن ومباشرة مهامها من داخل البلاد وخدمة أبناء الشعب اليمني، كما أن التحركات العسكرية التي قادمتها السعودية أسهمت في استعادة الأراضي اليمنية حيث وصلت اليوم الأراضي المحررة إلى نحو 90% من مساحة اليمن.
ولم تكن الإمارات بعيدة عن هذه الانتصارات فأبطال قواتها المسلحة كانوا في الميدان سواء في شمال البلاد أو جنوبه أو شرقه أو غربه يشاركون أشقاءهم في تلبية نداء الواجب الإنساني والوطني في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والتصدي لأية مشاريع إرهابية تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
محاولات شق الصف السعودي الإماراتي
حاول إعلام الدول الداعمة للإرهاب خلال الفترة الماضية شق الصف السعودي الإماراتي من خلال ترويج أخبار كاذبة ومضللة، قام بنفيها وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، حيث أكد على عدم وجود أي خلافات بين الإمارات والسعودية حول الحرب في اليمن.
وأشار الوزير الإماراتي إلى مقال نشره الكاتب الصحفي السعودي، عبد الرحمن الراشد في صحيفة "الشرق الأوسط" حول ما وصفه بـ"محاولات قطر" شق صف "التحالف السعودي الإماراتي".
وأكد قرقاش، إن إعادة الانتشار في الحديدة، ليست إلا حصيلة حوار موسع في التحالف، مؤكداً اتفاقه مع السعودية الشقيقة على استراتيجية المرحلة المقبلة في اليمن".
وأشار الوزير الإماراتي إلى مقال نشره الكاتب الصحفي السعودي، عبد الرحمن الراشد في صحيفة "الشرق الأوسط" حول ما وصفه بـ"محاولات قطر" شق صف "التحالف السعودي الإماراتي".
وقال الراشد في مقاله إن "قطر تحاول تفكيك الجبهات المعادية لها، فبدأت باستهداف مصر، وتشكيك السعوديين في الموقف المصري، ثم التفت الإعلام القطري إلى أبوظبي وركز على إحداث الوقيعة بينها وبين الرياض، بتضخيم الأخبار بل واختلاق القصص. شككت في نياتها في اليمن، واستخدمت أفراداً يمنيين يكتبون تعليقات معادية لأبوظبي كأنها صادرة عن توجيه سعودي، والعكس".
العلاقة الاستراتيجية بين المملكة والإمارات
وتشكل دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية نموذجا للعلاقات الأخوية ، في ظل الانسجام التام وتكامل الرؤى تجاه القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وتضرب جذور العلاقات بين البلدين في أعماق التاريخ، تعززها روابط الأخوة والمصير المشترك، بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه.
استقرار المنطقة ووقف التغلغل الخارجي فيها
جاء تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق أهداف استراتيجية في استقرار المنطقة ووقف التغلغل الخارجي فيها، وتقويض المخطط الإيراني التوسعي الذي تقوده عبر ذراعها ميليشيات الحوثي الإرهابية في السيطرة على اليمن، واستخدامها كمنصة لتهديد دول الجوار والملاحة الدولية عبر سيطرتها على خليج عدن ومضيق باب المندب.
دور محوري بارز
وبرز الدور المحوري الذي لعبته الإمارات بتحقيق انتصارات نوعية أسهمت في تحقيق الكثير من الأهداف الاستراتيجية التي وضعها التحالف العربي منذ الوهلة لانطلاقه، حيث تم استعادة أكثر من 85% من الأراضي اليمنية وإيقاف توسع الميليشيات في السيطرة على اليمن وتحقيق أهداف إيران، وصولاً إلى توجيه ضربات موجعة لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» وتأمين المدن المحررة.
كما مثل تحقيق هدف تأمين خليج عدن وباب المندب والشريط الساحلي الغربي الذي كان للإمارات دور رئيسي فيه أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للتحالف العربي، حيث مثلت تلك المنطقة المؤمنة أحد أهم الأطماع الرئيسية لإيران في اليمن والتي سعت إلى استخدامها لضرب الملاحة الدولية وتهديد خطوط التجارة العالمية المارة عبر البحر الأحمر والمضيق الدولي.
الفشل في إيجاد شرخ في التحالف
يوم تلو الآخر يكشف تاريخ مخطط تنظيم "الحمدين"، والنظام الإيراني الخبيث مع مليشيا الحوثي الانقلابية في الغدر بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، حيث كشفت الحملة الإعلامية الممنهجة التي طالت الإمارات العضو الفاعل في التحالف العربي بقيادة السعودية خلال الفترة الماضية، عن حالة التناغم بين الخطاب الإعلامي لقطر والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان من جهة وإعلام الحكومة اليمنية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح من جهة أخرى.
ودأبت قيادات نافذة في الحكومة منذ وقت مبكر على انتهاج سياسة إعلامية رديفة لتلك التي يتبناها الإعلام القطري في ما يتعلق بالوقيعة بين أطراف التحالف العربي والترويج لفرضيات وأخبار مزيفة، تسعى لتشويه دور التحالف العربي في اليمن والتشكيك في نواياه وأهدافه.
وامتدت عدوى الفوضى والتشتت التي أصابت الخطاب الإعلامي للشرعية اليمنية إلى جزء من مساحة التنفيس الإعلامي لدول التحالف على مواقع التواصل الاجتماعي عبر مشاركة عناصر إخوانية كامنة تلقفت عقب أحداث عدن تفاصيل الخط الإعلامي الرامي لتسميم العلاقة بين السعودية والإمارات وعملت على تكريسه.
لكن بعد كل تلك المحاولات البائسة، ستبقى السعودية والإمارات معا وعلاقتها قائمة على عرى المصير المشترك والأخوة والثوابت المشتركة.
لكن بعد كل تلك المحاولات البائسة، ستبقى السعودية والإمارات معا وعلاقتها قائمة على عرى المصير المشترك والأخوة والثوابت المشتركة.